أيها المسافر : تصدق ولا تنس أدعية السفر / محمد الأمين ولد الفاضل

الزمان انفو- نت حصيلة مجازر الطرق ثقيلة جدا خلال اليومين الأخيرين، فقد توفي طفل قرب أكجوجت وأصيب آخرون بجروح، وتُوفي شخصان قرب تكند وأصيب آخرون بجروح، وتوفي بعد ذلك أربعة أشخاص قرب أشرم وأصيب آخرون بجروح.

تتواصل مجازر الطرق في موريتانيا، ولا ردود أفعال رسمية أو شعبية بحجم الكارثة، بل على العكس

من ذلك فكل الردود كانت سلبية، وإليكم لقطات سريعة من تلك الردود.

(1)

وزير التجهيز والنقل تم تكليفه بتنسيق حملة الحزب الحاكم في ولاية الترارزة، والوزير يتنقل الآن في مقاطعات الولاية التي توجد بها الطرق والمقاطع الأكثر ضحايا، كمقطع (نواكشوط ـ بوتلميت) ، وكطريق (نواكشوط ـ روصو)، وربما نظم الوزير مهرجانا انتخابيا على أنغام مجزرة غير بعيدة من مكان المهرجان.

(2)

الحمولة الزائدة تعود بقوة بعد أيام قليلة من تحريمها، حتى نقطة تفتيش تيفيريت التي كانت فعالة خلال الأيام الأولى بدأت تترك سيارات بحمولة زائدة تعبر، ويقول بعض السائقين إن القرار لم ينتج عنه إلا زيادة المبلغ الذي كان يدفعه السائق لنقاط التفتيش.

في اليومين الأخيرين وصلتنا في حملة “معا للحد من حوادث السير” عشرات الصور لسيارات بحمولة زائدة تعبر من أمام نقاط تفتيش على مختلف الطرق الحيوية في البلاد.

(3)

المواطن هو شريك في هذه الفوضى في كثير من الأحيان، ففي الأيام الأولى من تحريم الحمولة الزائدة، كان المواطن يتمالأ مع الناقل للتحايل على نقاط التفتيش، وتوجد لدينا في الحملة الكثير من الصور والفيديوهات التي توثق عمليات تحايل على نقاط التفتيش كان يشارك فيها الراكب.

(4)

يتواصل استهتار السائق وشركات النقل بحياة الركاب، ولعل التغير الوحيد الذي تمت ملاحظته خلال الأيام الأخيرة هو أن تذاكر النقل قد شهدت في مختلف المدن زيادة كبيرة في استغلال جشع لمناسبة العيد.

(5)

حاولنا في الحملة أن نشرك العلماء والأئمة في التوعية والتحسيس ضد حوادث السير، ووجهنا رسائل إلى الجهات المعنية بضرورة توحيد خطبة الجمعة الماضية لموضوع حوادث السير، فلم تتم الاستجابة لنا، وذلك على الرغم من أن إنقاذ الأنفس هو من أفضل الأعمال الصالحة التي يمكن أن نتقرب بها إلى الله في هذه الأيام الفاضلة.

(6)

أمام وضعية كهذه، وفي هذا الظرف الزمني الحرج الذين تتزامن فيه ثلاث مواسم تكثر فيها الحوادث (أيام العيد؛ الحملة الانتخابية؛ موسم الخريف)، نسأل الله العافية. أمام وضعية كهذه، وفي ظل غياب الاهتمام الرسمي والشعبي بمجازر الطرق، وحتى لا تتحول فرحة العيد إلى مآسي، فإنه ليس أمامنا إلا أن نوصي كل المسافرين بعدم نسيان قراءة أدعية السفر، وإخراج الصدقات عند أي سفر .

حفظ الله موريتانيا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى