الصحافة اللبنانية اليوم 12/10/2012

 

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 12/10/2012 عدّة عناوين كان ابرزها كلمة الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله التي اعلن خلالها مسؤولية الحزب عن عملية “ايوب” التي اطلقها خلالها طائرة استطلاع الى فوق الكيان الصهيوني ووصلت الى قرب مفاعل ديمونا النووي.

وكان بارزاً في الصحف اللبنانية ايضاً  الازمة السورية التركية على خلفية الطائرة السورية التي أرغمت على الهبوط في مطار أنقرة. وتحميل الرئيس السورية بشار الأسد أنقرة مسؤولية تعليق الحوار الثنائي.    

السفير

صحيفة السفير تناولت كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول عملية “ايوب” اضافة الى العديد من الملفات الداخلية التي تعيشها الساحة اللبنانية.

“لـيـس لـنـا مقـاتـلـون فـي سـوريـا ونحـن مـع حــل أزمـتـها الخـطـيـرة بـالحـوار” نصرالله يعلن: هي طائرتنا .. رداً على الاختراق الجوي الإسرائيلي 

  تحدى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، “الدولة العبرية”، وتبنى باسم المقاومة طائرة الاستطلاع التي اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية وحلقت في أجواء فلسطين المحتلة بعمق 55 كيلومترا وعلى مقربة من مفاعل «ديمونا» الإسرائيلي، في رحلة قطعت مسافة 300 كيلومتر، واستغرقت حوالي ثلاث ساعات كانت كافية لرسم معادلة جديدة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.

وأجمع الخبراء على ان رسائل الطائرة «ايوب»، ستجعل القيادة العسكرية الاسرائيلية، ومعها منظومات «الناتو» في البر والبحر والجو، تعيد النظر في الكثير من المعادلات التي لطالما تحدث عنها الاسرائيليون بعد حرب تموز 2006.  وإذا كان الاسرائيليون قد أخفقوا في حربهم البرية ضد لبنان قبل ست سنوات، وشكلت ضربة المقاومة للبارجة الاسرائيلية «ساعر 5» قبالة شواطئ العاصمة، عاملا مهما في شل قدرة سلاح البحر الاسرائيلي، فان عملية الطائرة، الايرانية الصنع، اللبنانية التركيب والادارة، ستجعل سلاح الجو الاسرائيلي وكل منظوماته الدفاعية عرضة لاعادة التقييم وربما للكســاد، على غرار ما اصاب منظومات «ميركافا»، بأجيالها الجديدة والقديمة غداة تموز 2006.

وعلى الأرجح، فإن الاسرائيلي يدرك معنى أن تتجاوز طائرة بسيطة ولكن متطورة، كل تلك المسافة الممتدة من لحظة انطلاقتها، في نقطة برية أو بحرية على الأرض اللبنانية، الى أجواء جنوب فلسطين المحتلة، مرورا بكل منظومات الرادار والصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ في البر والبحر، وصولا الى نقطة قريبة جدا من مفاعل «ديمونا»، وقبلها التحليق فوق منصات التنقيب الاسرائيلي عن الغاز في عرض البحر قبالة فلسطين.

هذه الرحلة الاستطلاعية التي انتهت، كما كان متوقعا، بتدمير الاسرائيليين للطائرة، وفرت على الأرجح، للمقاومة، شريطا مصورا مباشرا، لعدد كبير من الأهداف الحية، التي كان يمكن للطائرة لو أنها كانت كلفت بمهمة قتالية، أن تفعل فيها الكثير الكثير، شرط أن تكون محملة بالصواريخ أو القنابل الذكية الصغيرة الحجم، أو العبوات الناسفة الموجهة من الجو، وهذه كلها لم تكن في صلب وظيفتها أو حمولتها.

لكن على الأرجح، فإن من قرر هكذا عملية نوعية، من بوابة الرد المشروع على الاختراق الجوي الاسرائيلي اليومي للسيادة اللبنانية، قد أراد أن تكون لهذه «الطائرة» وظيفة ردعية، من شأنها أن تكبل يدي الاسرائيلي وتمنعه من مجرد التفكير بشن حرب ضد لبنان، من جهة، وتزيد ثقة المقاومة بقدرتها على حماية بلدها وشعبها، من جهة ثانية.

قدمت المقاومة، أمس، للشعوب العربية فصلا جديدا من فصول المفاجآت التي وعدت الاسرائيليين بها، وما تمتلكه من قدرات وامكانات ردع وفرض توازن رعب بالمعادلة الصاروخية وحرب الادمغة والتقنيات الاستخباراتية وانتهاء بالمعادلة الجوية التي بدأت مع «مرصاد» وصولا الى «ايوب» التي اكدت بما لا يقبل الشك ان يد المقاومة باتت قادرة على ان تصل الى العمق الاسرائيلي البعيد البعيد.

ولا تكمن اهمية هذا الانجاز فقط في المخزون الاستخباراتي التي أمكن لطائرة المقاومة ان تجمعه وتبثه من فوق المواقع الاستراتيجية الاسرائيلية، والذي تعمد نصر الله ان يخفيه، بل في التوقيت السياسي لاقلاع الطائرة، ومنظومة الرسائل السياسية، في لحظة تشتعل فيها المنطقة بالأزمات، بينما إسرائيل تحاول اشعال فتائل تفجير أخرى، خاصة بالتهديد بالحرب على إيران و«حزب الله»، ولعله هنا يكمن هدف واحدة من الرسائل الجوية التي أطلقتها المقاومة.

اما في الداخل، فان تلك العملية الجوية، تحدد من جديد العنوان العريض للمقاومة واستراتيجيتها الوطنية الدفاعية، متجاوزة كل تلك الادبيات والممارسات الهادفة الى تدجين المقاومة ومحاصرتها وصولا الى القضاء عليها.

اطل السيد نصر الله وتبنى إرسال طائرة الاستطلاع التي اسقطتها الطائرات الاسرائيلية الاسبوع الماضي، في عملية وصفها بأنها نوعية ومهمة جدا ليس في تاريخ المقاومة في لبنان بل تاريخ المقاومة في كل المنطقة، وحملت اسم الشهيد حسين أيوب («ربيع»).

ولفت نصر الله النظر الى ان المقاومة «ارسلت طائرة استطلاع متطورة من الاراضي اللبنانية باتجاه البحر، وسيرتها مئات الكيلومترات فوق البحر، ثم اخترقت اجراءات العدو الحديدية ودخلت جنوب فلسطين المحتلة، وحلقت فوق منشآت وقواعد حساسة ومهمة لعشرات الكيلومترات في عرض الجنوب، الى ان تم اكتشافها من قبل العدو على مقربة من منطقة «ديمونا»، فتصدى لها سرب من طائرات سلاح الجو الاسرائيلي وقام باسقاطها».

واشار نصر الله الى أن «إسقاط الطائرة أمر طبيعي ومتوقع، لكن الإنجاز هو أن تسير مئات الكيلومترات في منطقة مليئة بالرادارات الاسرائيلية والاميركية والاوروبية واليونيفيلية».

وترك للإسرائيليين البحث عن قدرات الطائرة الاستخباراتية والعملياتية»، مؤكدا ان هذه العملية لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة، لا بل من حقنا ان نسير رحلات اخرى الى داخل فلسطين، ومن خلال هذه الطائرات نستطيع ان نصل الى المكان الذي نريده».  وفي الملف السوري، قال نصر الله:«موقفنا واضح وقلناه ولا نخجل به، ولن نغير قناعاتنا، ان الوضع في سوريا خطر على سوريا وخطر على لبنان والاردن وفلسطين وتركيا وكل المنطقة. وما ندعو اليه هو حوار سياسي وحل سياسي وتسوية وحقن دماء».  وقلل من قيمة اتهام «حزب الله» بأنه يقاتل الى جانب النظام السوري وانه يرسل مقاتلين الى سوريا، واصفا تلك الاتهامات بالكاذبة وغير الصحيحة. وقال ان النظام ليس في حاجة الينا للقتال معه ولم يطلب منا ذلك، كما انه ليس من مصلحة النظام هذا الامر. وعرض نصر الله واقع البلدات السورية الحدودية التي يسكنها حوالي ثلاثين الف لبناني، وما تتعرض له من قبل المجموعات المسلحة، الامر الذي دفعهم الى الدفاع عن انفسهم، متهما الدولة اللبنانية بالتقصير، غامزا هنا من قناة رئيس الجمهورية ميشال سليمان من دون ان يسميه بقوله: «ذهبوا ليسألوا عمن هم من اصل لبناني في الارجنتين والاورغواي، بينما هناك لبنانيون موجودون في 23 قرية و12 مزرعة قرب الحدود، اسألوا عنهم فهؤلاء لبنانيون».  وتوجه الى من أسماها «بعض الجهات» قائلا: «انا انصح هؤلاء بألا يهولوا علينا، فلا لغة الافتراء ولا التضليل، ولا التهويل، ولا التهديد تنفع مع «حزب الله». كما توجه الى خاطفي الزوار اللبنانيين قائلا: انا لا اعتذر، ولا احد يقبل معي ان اعتذر، اتركونا خارج المعركة، فلا يهددنا احد، ولا يهول علينا احد، ولا يجربنا احد.. والسلام».  وكانت اسرائيل قد استبقت اطلالة السيد نصر الله بالاعلان ان الطائرة من دون طيار التي اخترقت الأجواء الإسرائيلية لمسافة 55 كيلومترا قبل إسقاطها السبت الماضي تابعة لـ«حزب الله»، وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن «حزب الله» هو الذي أرسل طائرة الاستطلاع.  ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال جولة عند الشريط الحدودي بين إسرائيل ومصر «اننا مصرون على الدفاع بحزم عن حدودنا في البحر والجو والبر، مثلما حصل في مطلع الاسبوع لدى إحباط محاولة «حزب الله» اختراق المجال الجوي الاسرائيلي إدخال طائرة صغيرة بدون طيار إلى إسرائيل».

 

لبنان قادر على إنتاج ستة آلاف ميغاوات كهرباء من الطاقة البديلة  مـبـادرات خـاصـة لـلإنـارة تـسبـق عـقـل الـدولـة    زينب ياغي

عندما تضيء منزلا أو مدرسة أو مؤسسة بالكامل، ينتابك شعور بالفرح، لأنك لن تعود معتمداً على مؤسسة الكهرباء، ولا منتظراً مولّد الحي. تتحول المشاريع الصغيرة لتوليد الطاقة من الشمس والرياح، إلى حلم لدى كل مواطن، بسبب الأزمة المتمادية للكهرباء.  يكبر ذلك الحلم، إذا عرفت أن هواء الشمالي للبنان، لم يعد للأغنيات فحسب، بل يمكن أن يتحول إلى طاقة كهربائية كبرى، تغطي معظم الأراضي اللبنانية، إذا توافرت الإرادة لإنتاجها، وتراجعت المنافع الخاصة.  المذهل أن لبنان يستطيع إنتاج ستة آلاف ميغاوات من الكهرباء من الرياح فحسب، وفق أطلس الرياح الذي أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، سبعون في المئة منها في الشمال، وبكلفة تبلغ نصف كلفة إنتاج الكهرباء على الطاقة الحرارية. واستناداً إلى المعيار العالمي لمعدل سرعة الرياح الكافية لإنتاج الطاقة، يجب أن تبلغ ستة أمتار ونصف المتر في الثانية. وذلك المعدل متوافر في عكار والكورة وكسروان وجباع ومليتا وجرجوع وجبل الشيخ والهرمل، سبعون في المئة منه في عكار.  لكن دون الإنتاج صعوبات، هي عدم وجود قرار سياسي، وبالتالي نقص التشريعات اللازمة، وعدم توافر الخبرة التي أنتجت في المجتمعات المتطورة، ولكن يمكن الاستعانة بها.  مع ذلك، تجري إضاءة شمعة بدلاً من لعن الظلام. فقد قامت وزارة الطاقة أخيرا بخطوة متقدمة من خلال قرارها استقبال جميع المشاريع الخاصة لإنتاج الطاقة من الشمس والرياح والمياه، في الثالث عشر من الشهر الجاري، تمهيداً لدراستها، ومن ثم البت بها.  «هوا عكار» للمناطق النائية والمحرومة  أبرز مشاريع الطاقة حتى الآن هو مشروع «هوا عكار»، ليس لحجمه فحسب، بل لتناوله أكثر المناطق حرماناً. يقول مدير المشروع ألبير خوري إن جميع الدراسات الخاصة بخـطة إنتـاج ستين ميغاوات من الرياح، أصبحت جاهزة بمشاركة خبراء أجانب، ولم يعد يلزم سوى تقديمها إلى الوزارة. ويمكن للخطة في حال تنفيذها إضاءة ستين ألف منزل في قرى عكار النائية والمحرومة.  إلى ذلك، سيؤمن المشروع فرص عمل لمئات المواطنين. وهنا يقول خوري إن هناك عقود تشغيل مع شركات عالمية لتدريب الموظفين والعاملين فيه، والتأكد أن اليد العاملة أصبحت تملك المعرفة اللازمة بكل تفاصيل المشروع، من أجل نقل الخبرة إلى البلد، وسيؤمن مداخيل للبلديات. وقد وجد خوري من خلال زياراته عكار أن المشروع أوجد حوافز لدى الأهالي وبلديات المنطقة لمتابعته، والمطالبة به.  ويؤكد أن المشروع سيتيح إنتاج طاقة نظيفة، لأن ما يهمنا هو الإنماء والحفاظ على الثروة البيئية. والأرض لبنانية والخبرة ستصبح لبنانية والرأس مال لبناني، «يعني ما حدا إلو علينا شي». وتبلغ كلفة المشروع مئة مليون دولار، سيدفع خوري جزءا منها، والباقي يمول عبر قروض من مصارف دولية بفوائد منخفضة. ويبدي ثقته في موافقة وزارة الطاقة عليه من دون أخذ حصة منه لوزير أو مسؤول. أما توزيع الطاقة، فسيكون عبر الشبكة العامة، بعد أن تشتريها مؤسسة الكهرباء جاهزة.  إنارة خمسة وثمانين مبنى حكومياً وتسخين مياه  تمكن مشروع «سيدرو» للطاقة البديلة، التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من إضاءة سبعين مؤسسة حكومية حتى الآن، على الطاقة الشمسية إضاءة كاملة، من بينها خمس وعشرون مدرسة رسمية، بالإضافة إلى مراكز بلدية واجتماعية. ويمكن من خلال الطاقة المنتجة استخدام عدد من أجهزة الكومبيوتر والتلفزيون، لكن من دون القدرة على تأمين التدفئة أو التبريد.  وأقام «سيدرو» مشاريع تسخين المياه على الطاقة الشمسية في المستشفيات الآتية: كسروان، ضهر الباشق، عبد الله الراسي، إهدن، قرطبا، سير الضنية، طرابلس، بنت جبيل، الهرمل، صيدا، بشري، جزين، سبلين، سجن رومية، وثكنتا الجيش في بعلبك والفياضية.  وحدد عشرة مواقع صالحة لإقامة مشاريع إنتاج الطاقة على الرياح، وهي: مدارس المقيطع، قرحة، الريحانية، دير الأحمر وشبعا، وكل من مركز الجيش للاتصالات في عرسال، ومركز المجتمع في راس بعلبك. ويعمل على تركيب توربينات الرياح في تلك المناطق.  وينفّذ حالياً مضخة لمصدر الحرارة الأرضية في بلدية بجة في قضاء جبيل على علو ستمئة متر، وهو يعتبر الأول من نوعه في لبنان، ويهدف إلى المساهمة في توفير حاجات التدفئة والتبريد والمياه المنزلية الساخنة لمبنى بلدية بجة.  وتعتمد مضخة مصدر الحرارة الأرضية على منظومة تدفئة وتبريد تضخ الحرارة من الأرض وإليها، وتستخدم الأرض مصدراً للحرارة في الشتاء، وبالوعة للحرارة في الصيف. وقد أوضح مدير المشروع حسان حراجلي أن كلفة تشغيل كل جهاز للمبنى على الطاقة الشمسية تبلغ اثني عشر ألف دولار، وعلى الرياح عشرة آلاف دولار.  وادي الحجير منارة كهرومائية  إلى الطاقة الكهرومائية، حيث يمكن تقديم نموذج إنارة وادي الحجير، إذ قرر اتحاد بلديات جبل عامل، إنارة الطريق في الوادي، بعد تحويله إلى متنزه ومحمية، عبر استخراج الطاقة من مياه الليطاني. ويقول رئيس الاتحاد علي الزين إنه استُعين بخبير ألماني زار الوادي وعاينه، وأجرى الدراسة الأولية، وطلب بعض الأمور الخاصة بالمساحة، تمهيداً لإعداد الدراسة النهائية. وسيتم تمويل المشروع بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بكلفة مئتي ألف دولار، لكي يصبح الوادي منارة للمتنزهين.  لا تقتصر الإنارة بالطاقة البديلة على الحجير، فقد سبقتها إنارة شوارع وأحياء ست بلدات تابعة للاتحاد على الطاقة الشمسية، وهي قبريخا، القنطرة، عدشيت، الطيبة، مركبا ورب ثلاثين. وتم تركيب ثلاثين لمبة في كل بلدة، وبلغت كلفة المشروع مئتي ألف يورو، ويتولى صيانتها اتحاد البلديات.  وتمت إنارة ثلاثة مراكز عامة هي: مدرسة قبريخا الرسمية، بلدية القنطرة ومكتبة الطيبة العامة، وتعطي النور في كل مبنى بكمية تراوح بين خمسة عشر وعشرين امبير.  كلفة ضئيلة أمام الطاقة الحرارية  تقدم تلك النماذج، أمثولة على الامكانات، إذا تركت الخيارات لأصحابها، وهي تسبق دائما ما يفكر فيه المسؤولون. ويؤكد خوري أن الكهرباء هي سلعة استراتيجية في كل دولة، ولا يمكن الاستمرار في شرائها من الخارج. ويشير إلى أنّه مثلما أوقفت مصر وسوريا إعطاء لبنان الكهرباء والغاز، فإن إيران يمكن أن تعطينا الكهرباء اليوم، وربما يحصل غدا أمر ما فيها يجعلها تتوقف عن ذلك.  يضيف أن دول أوروبا تشتري الكهرباء، ولكنها تفعل ذلك عندما تحصل أعطال كهربائية، أو عندما تقرر صيانة معامل الكهرباء. لذا، يجب أن يصبح لدى لبنان اكتفاء ذاتي، اليوم أو غداً، شاء المسؤولون فيه أم أبوا. ومثله، يؤكد خبراء برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للطاقة أن لبنان يملك الإمكانات لتأمين الاكتفاء الذاتي، ويجب على مسؤوليه السعي لذلك.  يحتاج لبنان، حتى العام 2015، إلى نحو أربعة آلاف ميغاوات، من بينها إنتاج الطاقة البديلة التي وردت في خطة الوزير جبران باسيل، وأقرت في مجلس الوزراء، ووردت في البيان الوزاري للحكومة. وسبق ذلك وعد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن يكون لدى لبنان اثني عشر في المئة من الطاقة المتجددة في العام 2020.  أما لماذا تم تحديد الخطوة الأولى بإنتاج مئة ميغاوات فقط من الطاقة البديلة، كما حددت وزارة الطاقة، فذلك يثير السؤال، ما دامت الإمكانات المتاحة أكثر بكثير. ويفسر خوري الخطوة الخجولة بأن لبنان لا يزال جديدا على إنتاج ذلك النوع من الطاقة، مع العلم أنه تأخر في هضمها والموافقة عليها. وتحسب وزارة الطاقة كلفة إنتاج الكيلواط ساعة حالياً للمواطنين بسعر خمسة وثلاثين سنتاً، وهي كلفة مرتفعة جداً، وناتجة من جمع كلفة إنتاجها في معامل الكهرباء، وفي المولدات الخاصة، بينما تبلغ كلفة إنتاج الكيلواط في بعلبك وصور عشرين سنتاً، والاستجرار من سوريا ثمانية عشر سنتا، ومن البواخر في تركيا ثمانية عشر سنتا. وبموجب دراسة قام بها البنك الدولي مع أكبر استشاري في الطاقة الكهربائية وهي شركة GRADE، تبلغ كلفة انتاج الكيلواط ساعة من الرياح أربعة عشر سنتا. فيما يوضح حراجلي أن تمويل مشروع البيئة والطاقة البديلة كان من هبة إسبانية عبر صندوق النهوض بلبنان بعد حرب تموز، وبلغت عشرة ملايين دولار.  ويؤكد أن كلفة إنتاج الطاقة على الرياح تساوي نصف كلفة إنتاج الطاقة الحرارية على الفيول أويل والديزل المتبعة في لبنان، بينما تراجعت في باقي الدول التي أصبحت تستخدم بدلا منها الفحم والغاز والطاقة النووية، لأنها عالية الكلفة. ويشير إلى أن الدانمارك هي الرائدة في إنتاج الطاقة البديلة، وقد أصبحت نسبتها ثلاثين في المئة من مجمل الطاقة المنتجة.

 

تمايز «الكتائب» مستمر: «وثيقة تويني» غير مقنعة.. ونداء السنيورة غير مفيد  أمين الجميل عاتب على «حزب الله»: لا يصافح اليد الممدودة

عماد مرمل

يواصل حزب «الكتائب» تمايزه عن حلفائه في «فريق 14 آذار»، معتمدا ما يشبه «اللامركزية السياسية» في علاقته مع هذا الفريق. وإذا كانت قيادة الحزب قد نجحت حتى الآن في تنظيم الخلاف أو التمايز مع القوى الأساسية في «14 آذار»، إلا أن الأمر اتخذ منحى الاصطدام العلني بمنسق «الأمانة العامة» فارس سعيد، بعد الحملة العنيفة وغير المسبوقة التي شنها الأخير على النائب سامي الجميل.  ولئن كان الحزب يتباهى بهذه الخصوصية، معتبرا أنها تشكل دليلا قاطعا على استقلالية قراره، وعلى استعصاء تذويبه في وعاء أي طرف حليف، إلا أن مصادر قيادية فيه لا تخفي عتبها على «حزب الله» «لأنه لم يحتضن بعد تلك الخصوصية، وحتى لم يلتقط أيا من الإشارات الايجابية التي أطلقتها «الكتائب» خلال الفترة الماضية في مناسبات مختلفة».  وتعدد المصادر الكتائبية المقربة من الرئيس أمين الجميل بعض إشارات حسن النية التي وُجهت إلى «حزب الله» في الآونة الأخيرة، كالآتي:  – مبادرة الرئيس الجميل إلى الاتصال برئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، غداة اختطاف المواطنين اللبنانيين في سوريا، للتنديد بالحادثة والتضامن مع المخطوفين وذويهم.  – ظهور الرئيس أمين الجميل على شاشة «المنار» في مقابلة سياسية، أثارت حفيظة بعض حلفائه الذين لم يتورعوا في مجالسهم الخاصة عن توجيه انتقادات قاسية إليه، بسبب هذه الإطلالة الإعلامية.  – مرونة «الكتائب» في التعامل مع الاتهام الموجه إلى أربعة من كوادر «حزب الله» باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبالتالي مبادرتها إلى الفصل بين هذا الاتهام بمعزل عن مدى دقته أو عدمه، وبين إمكانية تطوير العلاقة مع «حزب الله».  – حرص نواب «الكتائب» على إبقاء العلاقة مع نواب «حزب الله» ودية وجيدة، تحت قبة البرلمان.  – رفض «الكتائب» الانخراط في موجة استثمار الوثيقة التي نشرتها قناة «العربية» (في قضية اغتيال الشهيد جبران تويني) للهجوم على «حزب الله» وتحميله مسؤولية هذه الجريمة، «إذ أن هذه الوثيقة لا تتمتع بمصداقية قضائية وقانونية كافية، وهناك حاجة إلى الكثير من التدقيق فيها قبل الأخذ بها، علما انه ليس منطقيا أن يقوم من يرتكب جريمة كهذه بترك أثر خلفه، من نوع إرسال برقية تفيد بإنجاز المهمة، وقد كان ينقص فقط نشر تفاصيل عملية الاغتيال ضمن الإعلانات المبوبة»، كما تقول المصادر الكتائبية.  وتأخذ المصادر على «حزب الله» انه لم يتلقف هذه الرسائل الايجابية، بل تجاهلها وتفادى تظهيرها، «علما أن حماية البلد ومصالحه العليا في هذا الظرف الحساس، تتطلب الانفتاح المتبادل وملء الفراغات الداخلية بالحوار حتى لا تملؤها القطيعة والفوضى، وبالتالي فإن «الكتائب» لا تنطلق في مد اليد من حسابات خاصة، وهي لا تريد من «حزب الله» مالا أو نوابا أو سلاحا، بل الأرجح أن فتح خط معه سيكون مكلفا لها في بيئتها المسيحية».  وتعتبر المصادر انه «لا يجوز أن نكون أسرى الخلاف العميق حول موضوع السلاح، فنُسجن خلف قضبانه ولا نبارحه»، لافتة الانتباه إلى أن موقف «الكتائب» حياله هو موقف مبدئي، «لكن ذلك لا ينفي حقيقة أن هناك مساحة واسعة خارج هذا الموضوع يمكن أن تتسع لحوار منتج مع «حزب الله» حول مسائل الأمن والاقتصاد والتعايش وقانون الانتخاب وإعادة النظر في اتفاق الطائف».  وتُقر المصادر الكتائبية البارزة بأن الواقعية السياسية تقود إلى الاعتراف بأنه ليس هناك حل جذري لإشكالية السلاح في الوقت الحاضر، «ما يدفع إلى التساؤل عما إذا كان من الحكمة تعطيل كل شيء إلى حين معالجة تلك الإشكالية، علما أن الجيش اللبناني هو المعني الأول برفض وجود ازدواجية عسكرية، فإذا كان يقبل بها، فماذا نستطيع أن نفعل نحن؟».  وتلاحظ المصادر أن «حزب الله» يفتقر إلى «البراغماتية» في سلوكه الداخلي، على الرغم من كونها سمة ضرورية وحيوية في بلد متنوع ومركّب كلبنان، لافتة الانتباه إلى أن الحزب يصر على التعاطي بـ«الجملة» وليس بـ«المفرق»، «في حين أن دينامية الحياة السياسية في لبنان تقوم على التعاطي بـ«القطعة»، بحيث يجري التلاقي مع الآخر في منتصف الطريق حول القواسم المشتركة المتاحة، ويتم تحييد نقاط التباعد أو تنظيم الخلاف بشأنها».  وتضيف المصادر: «ليس مطروحا الآن أن يتخلى «حزب الله» عن ارتباطاته الإقليمية، تماما كما ليس مطلوبا من «الكتائب» أن تتنكر لصداقاتها الخارجية، لكن في الوقت ذاته لا إيران ولا الولايات المتحدة تستطيعان منع التواصل بين الحزبين، والأرجح أنهما غير معترضتين عليه أصلا، وإذا كان «حزب الله» يتفادى مد الجسور مع «الكتائب» مراعاة لمشاعر العماد ميشال عون، فانه ليس هناك في الأساس مبرر كي يشعر عون أن التقارب بين الحزبين سيكون على حسابه، إذ لا نية ولا إمكانية للتحالف بينهما في المدى المنظور، وأقصى ما يمكن الوصول إليه في المرحلة الحالية هو أن يفهم كل منهما الآخر فهماً أفضل».  وتشدد المصادر على وجوب الاعتراف بالواقع التمثيلي الراهن داخل الطائفة الشيعية، رافضة النداء الذي وجهه الرئيس فؤاد السنيورة إلى بعض الشخصيات الشيعية للضغط على «حزب الله» من أجل تعديل سلوكه في الملف السوري، «لأن مثل هذا النداء لا يؤدي عمليا سوى إلى إثارة حساسيات مذهبية»، متسائلة «عما تمثله فعليا على الأرض غالبية الشخصيات التي خاطبها السنيورة، وهل من الحكمة الرهان عليها لإحراج «حزب الله»، أم أن ما فعله السنيورة يحرجها هي بالدرجة الأولى؟».

 

 

altالأخبار

بدورها صحيفة الاخبار ركزت على كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن عملية “أيوب”، كما تطرقت الى الازمة التي تشهدها العلاقات السورية التركية وخاصة بعد موضوع الطائرة.

المقاومة في سماء فلسطين: ليست المرة الأولى…

في أحد مقاهي الضاحية خلال خطاب نصرالله (مروان طحطح) «لن تكون الأخيرة، ليست المرة الأولى». طائرات الاستطلاع التابعة للمقاومة في لبنان حلّقت، وستعاود التحليق، فوق الأرض المحتلة. هذه المعطيات كشفها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، متبنّياً الطائرة التي أسقطها الجيش الإسرائيلي قرب ديمونا قبل يومين  عودة إلى فلسطين. وهذه المرة إلى سمائها. الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان مفاجئاً أمس. الطائرة التي أعلن الجيش الإسرائيلي خرقها أجواء فلسطين المحتلة قبل ثلاثة أيام لم تعد مجهولة المصدر. أطلقتها المقاومة من لبنان. جمعها المقاومون، بعدما صنعت في إيران. كذلك أعلن تسميتها باسم الشهيد حسين أيوب، وهي ليست الأولى التي تخرق فيها المقاومة الأجواء الفلسطينية، ولن تكون الأخيرة. إعلان نصرالله أمس سيترك أثراً كبيراً على المواجهة المفتوحة مع إسرائيل. فعادة المقاومة أنها عندما تكشف عن واحدة من مفاجآتها، تخفي خلف ما تكشف عنه مستويات أعلى من القدرات التقنية والعسكرية. وأهمية الطائرة التي وصلت إلى سماء فلسطين المحتلة تكمن في تطورها، وقدرتها على حمل أجهزة الرصد والتصوير والتوجيه والبث، كما قدرتها على حمل أوزان كبيرة. وبالتالي، فإن البعد الاستطلاعي لهذه الطائرة يخفي بعداً عملياتياً عسكرياً سيفتح أفقاً جديداً أمام المقاومة في أي حرب مقبلة. وبحسب بعض المطلعين على التكنولوجيا الإيرانية، فإن محركات هذا النوع من الطائرات وأجهزة البث والتحكم الموجودة فيها تمكنها من التحليق على ارتفاع آلاف الأمتار، والوصول إلى مئات الكيلومترات. ويبرز هنا تلميح نصرالله إلى أن بإمكان الطائرة الوصول إلى جزيرتي صنافير وتيران السعوديتين اللتين احتلتهما إسرائيل عام 1967، والواقعتين جنوبي شبه جزيرة سيناء. وهذه الطائرة قادرة على التقاط صور دقيقة حتى للأشياء الفائقة الصغر، علماً بأنها حلقت فوق مواقع إسرائيلية شديدة الحساسية. وهي تبث ما تلتقطه من صور مباشرة، أي إن مستخدميها لا ينتظرون إعادتها لتفريغ ما صوّرته. ويكشف هذا الخرق الذي حققته المقاومة واقع القدرات الردعية الإسرائيلية، بعد الدعاية التي قامت بها قوات الاحتلال لمشروع «القبة الفولاذية» الذي قيل إنه سيحمي إسرائيل من أي خرق صاروخي أو جوي بشكل عام. وسبق أن صورت إسرائيل هذا المشروع _ الذي نُفّذ بمشاركة تقنية ومالية أميركية (مئات ملايين الدولارات) _ لجمهورها كأنه أداة حماية غير قابلة للخرق. لكن الخرق وقع، ولا بد أن يترك أسئلة لدى هذا الجمهور، فضلاً عن أثره السلبي على الصناعات العسكرية الإسرائيلية (والأميركية ضمناً، ربطاً بالتقنية المستخدمة في المشروع، وبشبكة الرادارات التي تغطي فلسطين المحتلة وشرقي المتوسط) التي سبق لها أن تلقت ضربة تسويقية كبيرة في حرب تموز 2006، حين اختبر ميدانياً الجيل الأحدث من دبابات الميركافا وأظهر عيوباً قاتلة. من جهة المقاومة، فإن إطلاق الطائرة نحو فلسطين المحتلة يعيد ترتيب الأولويات لناحية إشارة الأمين العام لحزب الله أمس إلى أن القوة الرئيسية من المقاومة لا تزال تصبّ جهدها في المكان نفسه، أي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. كذلك فإنه يفتح الباب أمام المقاومة لإرساء معادلة جديدة في الصراع مع الاحتلال، مفادها أن الخرق الجوي للبنان يقابله الخرق الجوي لسماء فلسطين المحتلة. وأشار نصرالله إلى أن حديثه هو بمثابة إعلان وتبنّي لطائرة الاستطلاع، معتبراً العملية نوعية ومهمة جداً في تاريخ المقاومة في لبنان والمنطقة، و«القصة أجمع الإسرائيليون على أهميتها ودلالاتها». وأوضح أن المقاومة أرسلت طائرة استطلاع متطورة _ أكثر من طائرة الاستطلاع «مرصاد» التي كشف عنها سابقاً _ من الأراضي اللبنانية باتجاه البحر، «وسيّرتها مئات الكيلومترات فوق البحر، ثم اخترقت إجراءات العدو الحديدية ودخلت جنوب فلسطين وحلقت فوق العديد من المواقع المهمة قبل أن يتم اكتشافها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي». وأكد نصرالله أن الطائرة «أقلعت وسارت في المسار المحدد لها عشرات الكيلومترات، وهي صناعة إيرانية، وليست روسية، وهي من تجميع شباب من حزب الله»، وأنها المرة الأولى التي يجري فيها استخدام طائرة من هذا النوع، وتصل الى هذا العمق وتلك المنطقة الحساسة. ولفت السيد إلى أن إسقاط الطائرة «أمر طبيعي ومتوقع»، وأن الإنجاز هو أن تسير مئات الكيلومترات في منطقة مليئة بالرادارات. و«في كل الأحوال، بعض الاسرائيليين تحدثوا عن فشل موضوعي بالقول إن الفخر الإسرائيلي بأن المجال الجوي غير مخترق، تصدّع». ونوّه نصرالله بالمجاهدين، وتوجه إليهم بالشكر لأنهم «سخّروا عقولهم وجهدهم في سبيل الدفاع عن أهلهم وأمتهم». وترك السيّد للإسرائيليين «البحث عن قدرات الطائرة الاستخبارية والعملانية، خصوصاً أنها تمكنت في التجربة الأولى من السير فوق الماء، وكلنا يعرف ماذا يوجد فوق الماء، ومن السير فوق اليابسة وكلنا يعرف ماذا يوجد فوق اليابسة». وأشار نصرالله إلى أن ما حصل يكشف جزءاً من قدرات المقاومة، ولا ينتقص من حجم المفاجآت التي لديها، بل تكشف هذه العملية «أننا نملك القدرة على إخفاء قدراتنا، وعلى إظهارها في الوقت المناسب، وبعث الرسائل المناسبة في الوقت المناسب، ومن حقنا الطبيعي أن نسيّر رحلات استطلاع متى نشاء، وهذه الرحلة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ومع هذا النوع من الطائرات نستطيع الوصول الى أماكن كثيرة». وأطلق السّيد على هذه العملية اسم الشهيد حسين أيوب، «الذي كان من أوائل المؤسسين لهذا السلاح في الحزب»، وعلى الطائرة اسم «أيوب»، مؤكّداً أن هذا العمل وهذه القدرة استغرق إعدادهما وقتاً طويلاً، و«هذا يؤكد أن فريقنا الأساسي لا يشغله عن العدو الاسرائيلي أي شيء، مهما كانت النزاعات الإقليمية والمحلية كبيرة». وتوقّف الأمين العام لحزب الله عند حادثة انفجار مخزن للسلاح في بلدة النبي شيت البقاعية، والتي استشهد فيها ثلاثة مقاومين، مؤكّداً أنه «لا يمكن الحديث في لبنان عن جبهة أمامية وجبهة خلفية، والجبهة الأمامية هي كامل مساحة عمل العدو». وأشار نصرالله إلى أن من يتحدث عن المخازن في النبي شيت تحدث أيضاً عن حادثة خربة سلم، «فمشكلتهم ليست مع المخازن، بل مع أصل وجود مقاومة تقاتل العدو الاسرائيلي وتقف بوجه مشروعه في المنطقة». وقال إنه «لا توجد أي مقاومة في العالم تضع كل إمكانياتها في المنطقة الحدودية، أو في الجبهة الأمامية، فهذا الأمر غير منطقي، ومن الطبيعي أن تكون قوات الدفاع موجودة ومنتشرة في كامل المساحة، وأن يكون سلاحها ومخازنها كذلك، لأنه إذا جمعنا كل سلاحنا في عدد قليل من المخازن، يمكن اكتشافها وقصفها بسهولة». وأشار نصرالله إلى أن مخازن المقاومة يجب أن تكون سرية وتتبع فيها إجراءات، لكن من الممكن أن يحصل أي خلل تقني أو بشري كما حصل في النبي شيت.

 

الأسد: تركيا علّقت الحوار

أردوغان تؤكد الحمولة «العسكرية» للطائرة السوريّة… وموسكو ودمشق تنفيان عادت الطائرة السورية إلى مطار دمشق خالية مما قالت أنقرة إنها «حمولة عسكرية»، في ظلّ نفي واستنكار روسي ــ سوري للفعل التركي، في وقت حمّل فيه الرئيس السوري بشار الأسد تركيا مسؤولية تعليق الحوار.

تفاعلت قضية الطائرة السورية التي أرغمت على الهبوط في مطار أنقرة، لحمولتها «المشبوهة». إذ أكّد الجانب التركي «حمولتها العسكرية»، في ظلّ استنكار ونفي روسي وسوري، فيما حمّل الرئيس بشار الأسد أنقرة مسؤولية تعليق الحوار الثنائي. وقال الأسد، في مقابلة مع صحيفة «أيدينليك» التركية، «لا توجد لدينا أيّ مشاكل مع الشعب التركي ومع العسكريين.

ولم تظهر سوريا أيّ عداوة إزاء تركيا، بل تعاملت معها دائما بشكل أخوي. لدينا مشاكل مع الحكومة التركية، بسبب موقفها الذي نعاني بسببه من مشاكل على الحدود معها». واعتبر الرئيس السوري أن بلاده لا تتحمل مسؤولية تعليق الحوار مع أنقرة الرسمية، مشيراً إلى أن انعدام القنوات لإجراء مفاوضات بين البلدين يؤثر سلباً في العلاقات الثنائية. كذلك أشار إلى أن التحقيقات مستمرة بحادث سقوط القذائف في منطقة اكجاقلعة التركية. وقال «هل كانت المعارضة مسؤولة عن وقوع هذا الحادث، أما أن القذيفة التي يستخدمها الجيش السوري أخطأت الهدف، فهذا أمر يطلب توضيحه من خلال التحقيق المشترك. إنّنا ندعو إلى فتح تحقيق مشترك في الحادث». من ناحيته، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنّ طائرة الركاب السورية الآتية من موسكو إلى دمشق، والتي أرغمت على الهبوط في مطار أنقرة، كانت تحمل على متنها حمولة لاستخدامات عسكرية. وقال أردوغان، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس كازاخستان نورسلطان نزاربايف في أنقرة، إنّ «الحمولة المنقولة كانت مرسلة من قبل مؤسسة روسية لحساب وزارة الدفاع السورية». وأكدت وزارة الخارجية التركية أنّها اتخذت كافة الاجراءات لضمان سلامة ركاب الطائرة السورية التي اعترضتها مقاتلات تركية أثناء رحلة بين موسكو ودمشق، وأجبرتها على الهبوط لتفتيشها، رافضة بذلك الانتقادات الروسية والسورية لها. كما استدعت الوزارة السفير الروسي في أنقرة، فلاديمير إيفانوفسكي، لبحث عدد من القضايا معه، وذلك على خلفية تفتيش الطائرة السورية. وأجبرت الطائرة على المكوث على أرض المطار التركي تسع ساعات قبل السماح لها باستكمال رحلتها الى دمشق، فيما صادرت أنقرة حمولتها «المشبوهة» والتي لم تحدد. واتهمت دمشق أنقرة بـ«العدائية» تجاهها بعد حادثة طائرة الركاب السورية. ووصف بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية اعتراض الطائرة بأنّه «تصرّف معاد ومستهجن»، معتبراً أنّه «مؤشر إضافي على السياسة العدائية التي تنتهجها حكومة (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان». وطالبت الحكومة السورية السلطات التركية «بإعادة باقي محتويات الطائرة كاملة وبصورة سليمة»، مشيرةًَ إلى أنّ الطائرة لم تكن محملة بسلاح أو بـ«بضائع محرمة»، فيما صرّح مصدر في أجهزة تصدير الأسلحة الروسية بأنّ الطائرة لم تكن تنقل أسلحة، «ولا عناصر لصنع أسلحة». وطالبت موسكو تركيا بايضاحات، مؤكدة أنّ أنقرة عرّضت حياة الركاب الروس وعددهم 17 «للخطر». من جهة أخرى، أرجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة إلى تركيا كانت مقررة في 15 تشرين الأول الحالي، بحسب ما أكد متحدث باسمه، من دون أن يذكر سبب الارجاء. ثمّ أعلن مكتب رئيس الوزراء التركي أنّ بوتين سيزور تركيا في الثالث من كانون الأول. في السياق، أكّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنّ لا أسلحة يجري تهريبها إلى سوريا عبر حدود العراق. وقال للصحافيين في براغ، «وضعنا الجيش على الحدود لمنع إيصال أسلحة إلى سوريا»، داعياً الدول التي تقوم بتزويد الأسلحة إلى سوريا «بالبحث عن حلول ايجابية» عوضاً عن ذلك. في سياق آخر، أعلن مسؤولون أتراك أنّ سوريا أوقفت، قبل أسبوع، وارداتها من الطاقة الكهربائية من تركيا بسبب أضرار لحقت بشبكة التوزيع. وقال وزير الطاقة التركي تانر يلديز إن «بلاده مستعدة لاستئناف شحناتها إذا طلبت جارتها منها ذلك». إلى ذلك، كشفت صحيفة «الغارديان» أن اجتماعاً ضمّ رؤساء أجهزة استخبارات من الولايات المتحدة، وفرنسا، وتركيا، والسعودية، وقطر عقد في أنقرة الشهر الماضي، فشل في التوصّل إلى اتفاق على استراتيجية منسّقة حول سوريا. وقالت «الغارديان» إن رؤساء أجهزة الاستخبارات اجتمعوا بحضور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) الجنرال ديفيد بترايوس. وأضافت الصحيفة أن الأميركيين يرون أن الطبيعة المبهمة للمعارضة السورية وزحف الجهاديين الأجانب إلى سوريا تقف وراء الضغط الذي يمارسونه على الدوحة والرياض بشأن تزويد المعارضة بأسلحة ثقيلة. ونسبت الصحيفة إلى وزير لبناني متحالف مع «تيار المستقبل» قوله إنّ «الأميركيين» أعطوا الضوء الأصفر للسعوديين والقطريين، وينظر السعوديون إلى الضوء الأصفر على أنه أصفر، في حين يعتبره القطريون ضوءاً أخضر. وذكرت الصحيفة أنّ السعوديين بدأوا يطلقون إشارات إلى أنهم وصلوا إلى الحدّ الأقصى بشأن ما سيقومون به في مواجهة اعتراضات الولايات المتحدة، والناجمة عن قلقها من قدرات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والمخاوف من هيمنة المتطرفين على المعارضة. وأشارت إلى أن جماعات المعارضة المسلّحة حصلت على شحنتين كبيرتين من الأسلحة في شهري أيار وحزيران الماضيين من تركيا، إلا أنّ تهريب الأسلحة على نطاق واسع جفّ منذ ذلك الحين. وقالت الصحيفة إن السعوديين يضغطون الآن على المعارضة السورية المسلّحة لتشكيل «جبهة إنقاذ» تتمتّع بقيادة موحّدة وسيطرة على الأرض، والقدرة على جمع الأسلحة بمجرد انتهاء القتال لتجنّب ما حدث في ليبيا، ويدعمون العميد المنشق مناف طلاس في إطار حملة لكسب شخصيات أخرى من الجيش السوري والأجهزة الأمنية.

 

 altالنهار أما صحيفة النهار فتناولت من جهتها عن كلمة الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله عن عملية “أيوب”، كما تحدثت أيضاً عن الازمة السورية والعلاقات مع تركيا اضافة الى موضوع الطائرة السورية.

نصرالله يعترف: “أيوب” الإيراني فوق إسرائيل

بعد ستة ايام من اسقاط اسرائيل طائرة من دون طيار في منطقة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، رفع الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مساء امس وتيرة التحدي الاقليمي المتصل بالنزاع مع اسرائيل، معلنا للمرة الاولى مسؤولية الحزب عن هذه العملية وتبنيه لها. واكتسب هذا التطور ابعادا اقليمية وداخلية على جانب من الدقة والاهمية، خصوصا ان السيد نصرالله شاء من تبنيه العملية وضع معادلة “توازن الرعب” بين “حزب الله” واسرائيل امام مفترق جديد يتصل بامتلاك الحزب للمرة الاولى قدرات الاستطلاع الجوي في مقابل الانتهاكات الجوية الاسرائيلية اليومية للاجواء اللبنانية. لكن العامل اللافت الآخر الذي برز في هذا التطور تمثل في تعمد كشف نصرالله ان الطائرة كانت ايرانية الصنع “وجرى تجميعها في لبنان”، الامر الذي اقحم العامل الايراني بقوة في صورة المشهد الاقليمي الذي قد ينشأ عن هذا التطور وتداعياته المحتملة. اما البعد الداخلي لهذا التطور، فلم يغب عن كلام نصرالله نفسه الذي بدا كأنه يرد سلفا على ما يمكن ان تثيره هذه العملية من حيث التشكيك مجددا في جدوى عملية الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية. فبرر الخطوة بموجبات المقاومة “السرية والمقفلة” من دون ان يغفل تجديد انتقاداته للدولة و”عجزها” عن مواجهة اكثر من 20 الف خرق جوي، وحمل تاليا على خصومه “الذين يزايدون بالسيادة”. وفي انتظار ما يمكن ان يثيره تبني “حزب الله” العملية، اعتبر نصرالله “اننا امام عملية نوعية ومهمة جدا في تاريخ المقاومة في لبنان والمنطقة”، كاشفا ان “المقاومة ارسلت طائرة استطلاع متطورة من الاراضي اللبنانية في اتجاه البحر وسيرتها مئات الكيلومترات فوق البحر ثم اخترقت اجراءات العدو الحديدية ودخلت جنوب فلسطين وحلقت فوق المواقع المهمة قبل ان يتم اكتشافها من سلاح الجو الاسرائيلي”. واضاف: “ان من حقنا ان نسير رحلات استطلاع جوية اخرى فوق فلسطين ساعة نشاء، وهذه الرحلة لن تكون الاولى ولا الاخيرة”، مطلقا على عملية الطائرة اسم “الشهيد حسين ايوب اول المتخصصين في هذا المجال ونود ان نطلق على هذه الطائرة اسم “ايوب” تيمنا بنبينا ايوب وتخليدا لذكرى حسين ايوب”. واسترعى الانتباه قول نصرالله انه “مع هذا النوع من الطائرات نستطيع الوصول الى اماكن كثيرة من بينها التي لها مكان في الوجدان العربي ومن بينها جزيرتا صنافير وتيران السعوديتان المحتلتان من العدو الاسرائيلي”. وفي مقابل هذا الاعتراف، نفى نصرالله ان يكون افراد من الحزب يقاتلون الى جانب النظام السوري في سوريا، وبرر سقوط قتلى من هؤلاء داخل الاراضي السورية بتعرض قرى حدودية في ارض سورية يسكنها لبنانيون للقتل والخطف والتهجير. وقال: “النظام ليس في حاجة الينا ولا احد يقاتل الى جانبه ونحن لم نتخذ قرارا كهذا حتى هذه اللحظة”. كما تطرق الى موضوع اللبنانيين المخطوفين في سوريا وتوجه الى خاطفيهم قائلا: “اذا كنتم تنتظرون ان اعتذر فلا اعتقد ان هناك من يقبل معي ان اعتذر وهذا الامر معيب بحقكم… ولا احد يهددنا ولا احد يجربنا”. وسبق إلقاء نصرالله كلمته عبر محطة “المنار” اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان الطائرة الصغيرة من دون طيار التي اخترقت الاجواء الاسرائيلية واسقطتها طائرات حربية السبت الماضي ارسلها “حزب الله”. وقال خلال جولة عند الشريط الحدودي بين اسرائيل ومصر: “اننا مصرون على الدفاع بحزم عن حدودنا في البحر والجو والبر مثلما حصل لدى احباط محاولة حزب الله ادخال طائرة صغيرة من دون طيار الى اسرائيل”.

 

أزمة روسية – تركية بسبب الطائرة السورية واشنطن تؤيّد أنقرة وأمير قطر التقى صالحي

  دفعت تركيا بالازمة مع سوريا وروسيا الى مستوى اعلى من التصعيد بعدما اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان طائرة الركاب السورية التي اجبرتها مقاتلات تركية على الهبوط في احد مطارات انقرة الاربعاء كانت تحمل عتاداً روسي الصنع موجها إلى وزارة الدفاع السورية، الامر الذي نفته بشدة موسكو ودمشق. واسفر التوتر التركي – الروسي عن الغاء زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت مقررة لأنقرة هذا الشهر، بينما قال مسؤول تركي ان الزيارة لم تلغ وانها ارجئت الى 3 كانون الاول.  ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن وزارة الاعلام ان “الطائرة السورية لم تنقل ذخائر ومعدات عسكرية، وكلام اردوغان عن ذلك يفتقر الى المصداقية وعليه ان يعرض هذه المعدات والذخائر ليثبت ما يقوله امام شعبه على الاقل”. أما واشنطن، فأعلنت تأييدها لاعتراض الطائرة السورية مكررة ان ارسال اي اسلحة الى النظام السوري امر مقلق. وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نيولاند بأن “اي نقل لأي معدات عسكرية الى النظام السوري في هذا الوقت مقلق جداً، ونتطلع الى الاستماع اكثر من الجانب التركي عندما يصلون الى نهاية التحقيق في ما يتعلق بما عثروا عليه”.          أمير قطر وصالحي

وفي الدوحة، اجرى وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي محادثات مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تناولت “التطورات الاقليمية” التي يهيمن عليها الوضع في سوريا. وافادت وكالة الانباء القطرية “قنا” ان الشيخ حمد “استقبل في قصر الوجبة سعادة الدكتور علي أكبر صالحي وزير الخارجية بالجمهورية الاسلامية الإيرانية والوفد المرافق”. واضافت انه “تم خلال المقابلة عرض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، كما تم بحث في تطورات الاوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية”. وأتت هذه الزيارة فيما تكثف طهران مساعيها للتوصل الى الافراج عن 48 ايرانيا اختطفوا في سوريا مطلع آب وهم لدى مجموعة مسلحة معارضة هددت بقتلهم.

 الوضع الميداني  

وفيما يحتدم الاشتباك الاقليمي حول سوريا تستمر المعارك في داخلها مع احراز المعارضة تقدماً في اتجاه قطع طريق للامدادات بين دمشق وحلب انطلاقاً من مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب.   واستولى مقاتلون سوريون معارضون على نحو خمسة كيلومترات من الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب قرب مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطروا عليها قبل يومين. وتشكل معرة النعمان ممرا اجباريا لتعزيزات الجيش المتجهة الى مدينة حلب التي تشهد معارك دامية منذ ثلاثة اشهر. وكانت القوات النظامية انسحبت قبل يومين من المدينة باستثناء حاجز واحد عند احد مداخلها تحت وطأة هجمات المجموعات المسلحة المعارضة. وقال الضابط المنشق العقيد اكرم صالح ان “الجيش حاول استعادة السيطرة على معرة النعمان لكن المقاتلين تمكنوا من صده”. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له ان المعارك الدامية تستمر في محيط معرة النعمان والقرى المجاورة، وأوضح ان المقاتلين المعارضين يشنون هجوما على معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان والذي يعتبر نقطة عسكرية مهمة جدا بالنسبة الى القوات النظامية. وتتركز المعارك حول وادي الضيف، على مسافة خمسة كيلومترات من معرة النعمان، ومركز عسكري آخر الحمدية. ووادي الضيف هو اكبر قاعدة عسكرية في المنطقة. ويطوق المقاتلون المعارضون المركزين، مؤكدين انهم على وشك الاستيلاء عليهما. وفي الوقت عينه، كانت طائرات النظام تقصف ثلاث نقاط عند اطراف معرة النعمان: معر شمرين ومعر شميشة ودير شرقي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان هناك “خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين، وانه من الصعب احصاؤها بسبب حدة المعارك”. وقال مسؤول في المكتب الاعلامي للناشطين المعارضين في معرة النعمان فراس عبد الهادي ان نحو 300 شخص قتلوا في ثلاثة ايام في المدينة، بينهم 190 جنديا نظاميا. وقالت مصادر متطابقة ان بين هؤلاء الضحايا 65 سجيناً اعدموا في دقائق قبل انسحاب الجنود من المواقع التي هاجمها المقاتلون المعارضون. وروى أحد الناجين من هذه العملية ان المكان الذي سجن فيه هؤلاء كان مركزا ثقافيا احتلته المخابرات العسكرية. واشار الى ان عناصر هذه القوات اطلقت النار برشاشات كلاشنيكوف على نحو 80 سجينا كانوا معتقلين في غرفتين كبيرتين في المركز. ورأى مراسل لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” ارض الغرفتين ملطخة ببقع كبيرة من الدماء. وقال الناجي ان المعتقلين كانوا اما “جنودا اشتبه في رغبتهم في الفرار، وإما متعاطفين مع الثورة”. من جهة أخرى، قال المرصد ان 97 شخصاً قتلوا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس وهم 37 مدنيا و36 عنصرا من قوات النظام و24 مقاتلا معارضا. وفي محافظة حمص، التي اعلنت مصادر النظام قبل ايام بدء عمليات واسعة فيها للقضاء على آخر معاقل المقاتلين المعارضين، قال المرصد ان حي الخالدية في مدينة حمص يتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية السورية. وأضاف ان القوات النظامية “انسحبت من اطراف الحي الذي دخلته قبل ايام بعد اشتباكات عنيفة”. وكان الاعلام الرسمي السوري اعلن قبل ثلاثة ايام السيطرة على اجزاء كبيرة من الحي. الا ان المرصد وناشطين اكدوا ان التقدم اقتصر على الاطراف.

 

 

المصدر: صحف

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى