في رثاء عميد شنقيط الأستاذ عبد الرحيم ولد الحنشي رحمه الله

الزمان انفو _

إثر الفاجعة الأليمة التي حلت يوم أمس بكل بلاد شنقيط بعد رحيل الأستاذ الكبير عبد الرحيم ولد الحنشي أحد رموز الحركة الوطنية في موريتانيا الذين ناضلوا من اجل التعريب ونشر اللغة العربية قمت اليوم ضمن وفد من الأهل والأقارب برئاسة الأستاذ والأديب الكبير أحمدو ولد عبد القادر وعضوية الدكتور محمدو ولد أحظانا رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين بتقديم واجب العزاء إلى أسرة أهل الحنشي الشنقيطية الأصيلة في بيتها الكريم بنواكشوط وقد ألقيت باسم الوفد قصيدة في رثاء هذا الرجل الشنقيطي الفذ الذي كان نائب مدينة شنقيط في البرلمان الموريتاني واحد أساطين التعليم في تاريخ البلاد والمحافظين الأوفياء على التراث الثقافي لمدينة شنقيط المصنفة كتراث إنساني عالمي من طرف اليونسكو
وأذكر أنني زرته في مدينة شنقيط أكتوبر عام 2007 حيث أجريت معه حلقة مطولة في برنامجي آنذاك بالتلفزيون الموريتاني ( ضيف الساعة ) حول مدينة شنقيط ذاكرة الأجيال الثقافية وحدثني على هامش هذا البرنامج عن علاقة أسرتي أهل الأمجاد بسكان مدينة شنقيط التي ارتبطت معها بأواصر الدم والقربى في نسيج اجتماعي قوي حيث إن السيدة الفاضلة المعروفة فالة بنت سيدي ولد الأمجاد المدفونة الآن في شنقيط هي والدة أسرة شنقيطية شهيرة بالأدب والشعر والقضاء فهي ام القاضي والأديب محمد عبد الله ولد فال رحمه الله وقد سكنت وتوفيت في شنقيط بعد إقامة جدي المباشر فيها الأديب سيدي ولد الأمجاد رحمه الله قادما إليها من مدينة الرشيد مسقط رأسه في ولاية تكانت التي ولد ونشأ فيها مع أخواله الكرام اولاد سيدي الوافي من قبيلة كنتة الكريمة في تواصل اجتماعي ممتد وعابر الحدود من منطقة لعقل في نواحي الركيز بولاية الترارزة إلى واحات الرشيد وجبال وأحضان ولاية آدرار في شنقيط وآزوكي مهد المرابطين

وهذه قصيدتي في رثاء المرحوم عبد الرحيم ولد الحنشي :

عبد الرحيم قضى شنقيط تندبه

حرى تودعه حزنا وتعربه

هذا سناها فتاها بدر غرتها

العلم غايته الكبرى ومذهبه

هذي خطاه بذي البطحاء تعرفه

والبيت والمسجد المعمور يطلبه

أكرم به من بني الحنشي ذؤابة من

صانوا لشنقيط مجدا بذ موكبه

مستانس بشذى المحراب ليس له

إلا هدى الله والتقوى يؤدبه

يا أيها القمر المدفون في جدث

تحت الرمال ظلام الكون يغضبه

ابشر فمشعلك الوضاء مبتسم

والجيل يرفعه والحبر يكتبه

والشعر ينشده والريح تعزفه

لحنا على صبوات الحي تطربه

يا حادي الركب في شنقيط منتظما

شوقا إلى الحج والأشراف تصحبه

آويت في جنة الرحمن متشحا

خضر النعيم وعفو الله صيبه

الحمد لله يا عبد الرحيم لقد

وافيت ربا رحيما نعم مشربه

فانهل سعيدا بفردوس العلا ثملا

حور الجنان على السلوى تقلبه

واهنأ كريما بدار الخلد ثم وقل

عبد الرحيم : إلهي سر مطلبه

افنيت عمرك في علم وفي عمل

وهذه خطوات الدرب تحسبه

مشكاة قومك في الظلماء مشرقة

سراج شنقيط وهاجا تسربه

قل للمنازل إذ تبكيك في وجع

وللنخيل يناجي القبر يرهبه

هذا ندى الدار ما ماتت مآثره

من ذا سينساه ما ذا سوف يحجبه

من ذا يدانيه في حلم وفي ادب

من ذا يساويه في جاه يحببه

يا عيلم القطر والأبرار يا قبسا

من المروءات في شنقيط مغربه

أشرقت فيها ضياء لا مثيل له

من الوفاء سيبقى الدهر كوكبه

لي فيك من رحم الأجداد قافلة

ومجلس عامر الأمجاد منجبه

وأنت يا سيد السادات معلمة

من الأواصر فيها ما يقربه

صلى الإله على المختار ما طلعت

شمس لشنقيط صيتا عز مركبه
والآل والصحب من شم الألى لهم

في كل سبق إلى الخيرات اعذبه

سيدي ولد الأمجاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى