مقال عن مرشحي الرئاسة

الزمان انفو _
محمد الأمين محمودي _

على بعد ايام من إيداع الترشحات تأكد لنا الآن ترشح شخصين فقط هما الغزواني عن عزيز، وبيرام عن الصواب وايرا، اما بقية المرشحين فمازالوا في حكم الغيب بالنسبة للجميع، ففي حين ينتظر التكتليون الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بشفافية العملية وحياد الادارة يعيش المنتدى حالة وجودية عجيبة، يجب أن تدرس في حد ذاتها، إذ تحولت إلى مايشبه الحالة المرضية ففيها متلازمة استوكهولم وفيها تجليات أمراض نفسية غاية في الخطورة اذ تنذر باضطراب بسيكوسياسي غير طبيعي.
خلال الأيام الماضية التقيت قادة في الكتل باستثناء التكتل وكانت الخلاصة أنهم جميعهم يبحثون عن “رجل” تماما كخالة العانس الدميمة،
وحين تسأل أحدهم يقول لك إن تواصلاً مثلا لن يرشح لكنه لن يدعم مرشح الكادحين، أما قوى التقدم فيردون بأن تواصل لم يرشح من داخله و بالتالي “فنحن الأقوى لأننا نسعى لترشيح زعيم معارض هو محمد ولد مولود”..
تواصل لايرشح لكنه يريد شخصا من غير قوى التقدم، وقوى التقدم يشترط ترشيح رئيسه ورئيسه فقط، أما عادل فثمة تكهنات بأن رئيسه قد يلتحق بالضفة الأخرى، دون أن يفكر هذا الأحد في أن توتو منت خطري أفضل و أكثر إقناعاً من ألف رجل، كما يعتقد الكثيرون بأن جماعة موسى فال غير بعيدة من الإعلان عن “غضبها” فور التأكد من ترشح اي كان، وبالتالي فأمتعة اعضائها حزمت .

اللافت أن العبارة التي يتفق عليها الجميع هي أنهم لم يجدوا رجلا للمهمة، وفي النهاية يضيف “لكننا قد نتفق على ولد بوبكر”، وطبعا يقصدون سيد محمد الوزير الأول ووزير المالية في عهد ولد الطايع والسفير الدائم لمحمد ولد عبد العزيز وكأنهم بعد أن اكتشفوا أن المعارضة عجزت أن تنجب رجلا قرروا استعارة رجل او تيس لحظيرتهم.. ماهذا الهراء،؟!!

صالح ولد حنن الذي هز عرش الإمبراطور ولد الطايع وعارض حتى شاب رأسه، ألا يصلح لترشح ولو شكلي؟

العيد ولد امبارك الفتى المقنع ألا يصلح؟

ولد لمات وجميل ألا يمكنهما أن يترشحا ليخلفا ولد عبد العزيز في مهمة كان يؤديها، أهما عاجزان عن ذلك ؟

جميع هؤلاء لايصلحون للترشح والمنافسة والسبب الذي يقدمه لك الجميع هو العجز المادي لهؤلاء، لماذا إذن لاتسيروا خلف بيرام الذي لم يشترط حزبه المال للترشح وحضر جماهيره منذ سنة على أنه المرشح الأبرز والأقوى للصواب؟

بيرام الذي أثبت يوما بعد يوم بأنه الحاذق الوحيد، اذ لم يعول على توحيد مالايتحد.

يقولون: بيرام يخاطب الناس بخطاب لانريده، أين النقيب ولد بوحبيني؟

يردون عليك بأن الرجل لم يعد منهم، أي أنه لم يعد معارضا لأنه انتقد أداءهم في صحيفة طويلة تبين الآن أن كل سطر فيها حقيقة لاتقبل التشكيك، فماحذرهم منه هاهم يقعون فيه كنتاج للتخبط والارتجالية وعدم القدرة على اتخاذ القرار.. ولد بوحبيني باتفاقهم لم يستفد من أي نظام حاكم وتاريخه الحقوقي ميزه عن رفاقه في المهنة فحين اكتشف المهزلة التي يعيشها القضاء فاجأ الجميع بخلعه العباءة أمام عزيز في رفض تاريخي للتدخل في القضاء وتسييسه..
لن يرشحوه بالرغم من أن الأيام كشفت أن ما أشاعوا أنه هرولة من قبله نحو النظام لم يكن كذلك؟ لماذا لم يغفروا له خطيئة “تحذيرهم”، وانتقادهم وهم من يغفرون للوافد ولد بوبكر أم أن مال بوعماتو هو من يحدد اتجاه بوصلتهم؟

لا أحد سيفهم هذه الأحجية أبداً فهم ببساطة لايريدونه ولايريدون الشباب الذي يكتشف ويكشف أخطاء الكهول بمنتهى الصراحة.

لماذا لم يرشحوا امرأة مثلا وفيهم التقدميون وورثة الحركات اليسارية؟

هذا الاحتمال ترفضه الأعراف والمؤسسة التقليدية.

في النهاية هل تعتقدون أننا كناخبين سنستجيب لكم ونقول:” أوه، ولد بوبكر تم تعميده ومنح صك غفران وعليه فأصواتنا ستكون لصالحه”.. لا، لن نفعل مع احترامنا لشخصه فمايمنحكم الشرعية لتوجيهنا هو معارضتكم لأنظمة الفساد التي كان الرجل حاضرا فيها بقوة.

إن رشحتموه فثقوا أن ناخبيكم من البسطاء سيقاطعون أما الكبار من ناخبيكم فالراجح عندي أن أغلبهم حجزوا مقاعد لهم في رحلة الغزواني إلى العشرية القادمة، فقد تعبوا من التمثيل.
على الأقل التكتليون أفضل من الجميع لأنهم سيقاطعون أي مرشح لايمثل المعارضة التقليدية.

من “شطحات” الكاتب على صحيفة تقدمي تحت عنوان:

عقدة النقص/ محمد الأمين محمودي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى