الهاشمي يروي رحلته للشمال المالي مع باب ولد معط

alt

أجرى موقع الأقصى المقابلة المختصرة التالية مع الأستاذ محمد الهاشمي ولد محمد محفوظ ولد الطالب أحمذو، صديق الفقيه المريض باب ولد محمد ولد معط:

الأستاذ من مواليد 1973 ببلدية كامور التابعة لمقاطعة كرو بولاية لعصابة وهو أحد مشاهير الشباب الإسلامي على مستوى العاصمة، وله كسبه المعروف في الميدان الدعوي والسياسي، قرأ الفقيه المريض المذكور على ابن عم الأستاذ الفقيه الطالب أحمد ولد حرمه ولد الطالب أحمذو الذي كان يؤم الناس بجامع مدينة المجرية بتكانت، كما سافر الأستاذ الشاب مع الفقيه باب ولد معط إلى شمال مالي وشمال النيجر، وذلك أيام المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية سنتي  2005/ 2006 ضمن تعاقد مؤقت مع منظمتي آفريكا  الإفرقية،و (USAID)الأمريكية ،وقد ألزم المعنيون بتقديم محاضرات حول الإسلام والسلام، والإسلام والسيدا، بالعربية والفرنسية،ليتم الأمر من خلال خمسة عشر إذاعة بشمال مالي(تمبكتو، غاوه، كيدال، مينكا،آنغران بوكان، بلدية آنفيف، بلدية تنغره،أكلهوك) وعدة نشاطات ومحاضرات بشمال النيجر، وقد استغرقت الرحلة ستين يوما شملت الكثير من تعليم مبادئ العقيدة والشعائر التعبدية الإسلامية، وقد تولى الأستاذ الشاب محمد الهاشمي إلقاء الدروس بالعربية والحسانية للمقيمين بالمناطق الحدودية المحاذية لموريتانيا، كما تولى فقيهنا باب ولد معط الإلقاء بالفرنسية، وقد تمكن في المقابل محاورنا من التعرف أكثر على قدرات الفقيه باب وصبره وسخائه وسعة صدره، وقدرته على التكيف مع نوازل الرحلة المثيرة وإشكالاتها.

الأقصى: الأستاذ الهاشمي ،سمعتم عن خبر زيارة المكلف بمهمة برئاسة الجمهورية للفقيه باب ولد معط واستعداد الدولة المبدئي حسب الروايات الإعلامية المتواترة ،لتولي تكاليف علاج الفقيه، فماهو انطباعكم في هذا الصدد؟.

الهاشمي : اولا اريد أن أذكر الجهات الرسمية والشعبية وكل المهتمين بالأمر في الداخل والخارج، بأن الفقيه باب إبان سفره معي 2005/2006،إلى شمال مالي والنيجر كان يعاني من الضغظ و يستعمل الأدوية المناسبة لذلك بانتظام إلى حين تضاعف وضعيته الصحية، نهاية سنة 2010 بالمجرية عندما سقط مغشيا عليه، ونقل على عجل إلى انواكشوط، ويبدو أنه ،إثر مضاعفات تلك الحادثة فقد بعض ذاكرته مع تعزز مرض السكري والإهمال والضغوط العائلية والمادية ومصاعب العلاج ، واليوم وصل الامر إلى مستوى النشر الإعلامي الواسع بعد تدهور حالته الصحية، وعندما وصل الأمر إلى مسامع الرئيس ،جزاه الله خيرا، تحرك بسرعة موفدا المكلف بمهمة عبدالله ولد أحمد دامو للسلام وإبداء الاستعداد للتكفل بعلاجه، وإنني لواثق لإنجاز الرئيس لوعده، كما عودنا في مناسبات متعددة.

السؤال الثاني : سمعنا بخبر سفركم مع الفقيه باب ماهو تقييمكم له على ضوء القول المأثور هل سافرت معه؟

الهاشمي ـ  لقد لاحظت طيلة رحلتي مع الرجل أنه يستيقظ عند الساعة الرابعة، ليظل منشغلا إلى حين صلاة الصبح ما بين القراءة والصلاة، وإن استدعى الأمر النظر في كتاب للمطالعة أو الإستذكار فإنه يستعمل مصباحه الخاص، تفاديا لإزعاجي، كما كان ينفق على المحتاجين والضعفاء طيلة الرحلة لتنفد نقوده بسرعة، قبل نفاد ما لدي لأرد عليه بعض ما بقي لدي، وفي إحدى المناسبات نطق أحد الشيوخ بكلمة “عبد”، سائلا المترجم ،أي الشيخ التقليدي الطوارقي(آكلي  ماينَ؟ بمعنى ماذا قال العبد..) يعني شخصا آخر أسود من أهل الشمال..وكان ذلك بحضور السلطات المحلية، وعند استغرابنا لإلقاء مثل هذه العبارة على مسامع السلطات ردّ أحدهم أنه أمر عاد بالنسبة للشيخ الطوارقي التقليدي..

فخاطبني الفقيه باب قائلا بصوت منخفض، تول أنت الكلام في هذا المناسبة مراعاة للحساسيات والعقليات البائدة، وكنا يومها نسجل محاضرة في إذاعة القرية ( قرية”منكَة” التابعة لولاية غاوه)، وكنت أتولى جميع الأعمال، ولا أترك له فرصة لمدَ يده لشيء، وكنت أعامله معاملة الولد لوالده، لأنه كان صديقا لوالدي القاضي محمد محفوظ ولد محمد محمود ولد الطالب أحمذو، وكذلك عمي الشيخ محمد عبد الرحمان ولد الطالب أحمذو، إمام مسجد قطر، اللذان أوصياني به خيرا،لذلك كنت أعامله نفس معاملتي لهما، وكان كلما عدنا من رحلة يأتي إليهما ليثني علي،وباختصار باب إنسان لطيف متواضع قريب من القلب، وكلما التقينا احدا في تلك السفرة الطويلة ـ التي جبنا خلالها خمسة عشر بلدية وقرية في شمال مالي وفي النيجرـ كان يرتاح له و يخالطه بسرعة لشدة ذكائه وتواضعه وأذكر في هذا المقام حديثه صلى الله عليه وسلم ” إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا ، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا ، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ ، الْمُتَشَدِّقُونَ ، الْمُتَفَيْهِقُونَ” .، وأقول ختاما لهذه الشهادة نصحا وتنبيها إن التفريط في هذا الإنسان الفقيه الخلوق تفريط في مصدر بشري وثروة علمية واجتماعية لا يجوز هدرها أو إهمال صيانتها وعلاجها .

الأقصى: على  ضوء تجربتكم السياسية ، ماهو تقييمكم للوضع السياسي الراهن؟

الهاشمي: للتذكير، إنني من الداعمين لبرنامج الرئيس محمد ولد عبد العزيز ورغم ان لكل تجربة بشرية صواب وخطأ إلا أن سيادته وحكومته الموقرة استطاعوا ، رغم التحديات المحلية والإقليمية والدولية ، الحفاظ على نسبة كبيرة من الأمن ، والتعامل بنجاح مع التحديات الإقتصادية والسياسية والاجتماعية المتنوعة، وقد استطاع الرئيس الحفاظ على علاقة وثيقة بالحقل الإسلامي بما في ذلك من فتح لإذاعة خاصة بالقرآن الكريم وحرية الدعوة، شملت جماعة التبليغ والدعوة وجميع المشارب الإسلامية مع كفالة تامة لحرية الإعلام وتحريم حبس الصحفيين، ولا يفوتني في هذا المقام التنويه بطباعة المصحف الشنقيطي برواية ورش عن نافع.

وأشكره شخصيا على الأمر بإنفاق 73 مليون لترميم جامع قطر بمقاطعة الميناء، وهو الذي يؤمه منذ تشيده عمي فضيلة الشيخ حفظه الله محمد عبد الرحمان ولد محمد محمود  ولد الطالب احمذو.

الأقصى : هل من كلمة أخيرة؟

الهاشمي: أشكر في نهاية هذا اللقاء موقع الأقصى على إتاحة هذه الفرصة الثمينة، وأرجو لكافة الإعلاميين التوفيق في  مهامهم الوطنية النبيلة، وأرجو لصديقي ووالدي الشيخ باب ولد معط الشفاء العاجل حفظه الله، كما أرجو لبلدنا وسائر بقاع العالم الإسلامي الهناء والرخاء تحت راية الإسلام العظيم  .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى