أخيرا..

الزمان انفو – كتب أحمد الشيخ : – بقيت 24 ساعة فقط قبل أن يختفي قائدنا المستنير من المشهد السياسي! سيكون حفل تنصيب الرئيس الجديد المنتخب والمقرر في الأول من أغسطس بمثابة نقطة تحول في حياة أمتنا. إن الشخص الذي يمسك مقاليد السلطة، مباشرة منذ أحد عشر عامًا وبشكل غير مباشر منذ أربعة عشر عامًا، سوف يتخلى عن كرسيه، مرغما ومجبرًا تقريبا. وبعد محاولته، قبل بضعة أشهر، آخر ضربة مراوغة، تهدف إلى تعديل الدستور والخلود في السلطة، غير موقفه فجأة، ووئد في المهد، محاولة يائسة من لبعض النواب تهدف إلى خرق الدستور. تبعت ذلك انتخابات رئاسية متنازع عليها، لم يبذل تجاهها أي جهد، على غرار سباقاتها، لجعلها ذات مصداقية وتوافقية قليلاً، وها هو يسلم، إلى خلفه، بلدا مستنزفا. هدية مسممة… عن قصد؟ بلد لم يعد أي شيء يعمل فيه. الاقتصاد محتضر، والنظام المصرفي يغرق، والدين الخارجي والداخلي هائل، والنسيج الاجتماعي ممزق، وإدارة يستطيع كل من هب ودب أن يدعي فيها ما يشاء، شريطة أن يكون متنفذا جدا، وقضاء خاضع تمامًا، ونظام لإبرام الصفقات على مقاس الطائفة وحدها، والتعليم والصحة في حالة موت سريري، وانعدام الأمن مستشر، والموارد السمكية في يد رجل واحد يوزع الحصص كما يحلو له، وقطاع معادن لا تستفيد منه إلا أقلية “كريمة النسب”؛ وزراعة لا تزال تلتهم المليارات، من أجل تحقيق نتيجة تكاد تساوي الصفر… وعاصمة فاسدة تسود فيها الفوضى، حيث تم بيع المدارس، واحتلال الساحات العمومية، على رؤوس الأشهاد جهارا نهار، ونهبت الاحتياطيات العقارية… هل تريدون المزيد؟ فلا بد من وقت طويل وفضاء واسع لتلخيص أحد عشر عامًا من سوء الإدارة والنهب والإهمال. إنها تركة ثقيلة لدرجة أنه من المشروع أن نتساءل ما إذا كان البلد يمكن أن يتعافى منها من جديد. في الواقع تنتظر أعمال هرقل الرئيس الجديد الذي يجب عليه إما أن يتحمل إرث سلفه أو يسدد ركلة قوية في قرية النمل، ركلة تزيل العفن والنتن اللذين تغص بهما. فهل تصلح طبيعة الرجل لذلك؟ لقد أصبحت موريتانيا إسطبلات أوجياس، وتحتاج على أي حال، إلى التنظيف من قرن إلى قدم. حسنا، لم يعد هناك سوى 24 ساعة ويصبح كل شيء ممكنا الآن. أخيرا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى