إلى متى الإنخداع؟

الزمان انفو _

كتب سيدي علي بلعمش:

لم أنخدع يوما بجدية النظام الجديد .. لم أصدق يوما أنه سيكون منقذ موريتانيا من جرائم ولد عبد العزيز.
لقد وصل غزواني إلى كرسي الحكم بانقلاب (مدني المظهر ـ عسكري الحقيقة) على الدستور و القانون و الديمقراطية و الأمانة و الأخلاق. و كان علينا أن لا ننسى ذلك في أي لحظة.
كل مفسدو موريتانيا هم من يتربعون اليوم على الحكم : رئيس ، وزراء، أمناء عامون، مدراء، حكام، ولاة، وكلاء جمهورية ، مستشارون، سفراء، مدراء أمن ، نواب ، عمد (…)
جدار حماية الفساد و صناعة الفساد و احتياط جيش الفساد و دعاية إصلاح الفساد ، هم كل من ترونهم اليوم في مغارة علي بابا (UPR) .
هذه هي اللوحة الكاملة المشكلة لكذبة ولد الغزواني التي يحاول الجميع أن يقنعنا اليوم ، بأن علينا أن ننتظر لنرى نتائجها المبهرة .. !
لا يعطي ولد الغزواني أي وعد بالإصلاح و لم يتلفظ يوما بكلمة فساد ..! ؟
و من الواضح أن ولد الغزواني ليس متألما لما يحدث في البلد و غير جاد في مواجهته بغير الأكاذيب و الحيل و التنكر لأسبابه حد التطبيع مع جرائم الماضي التي يبدو واضحا الآن أنه من اكبر أبطالها حسب ما فهمنا من تهديدات عزيز و تحديه لمن يفتح ملفات الفساد.
خلال الحملة الرئاسية المشؤومة ، نقلت بعض المواقع عن ولد أجاي قوله (في تجمع من ذويه) بأن غزواني لا يمكن أن يبعده لأن بيده كل ملفات فساده و هو ما أكدته الأيام ..
ولد اشروقة الذي يعتبر من أكبر مفسدي البلد و كان الجميع يتطلع إلى سجنه و إبعاده عن أهم قطاع تحول في زمنه إلى مستعمرة صينية، هو من يمر الآن ـ كل مساء ـ على رئيس الدولة لقيام الليل في معبد للزهد (في شؤوننا) و التصوف (في حب الحياة) في “أف نور” ..
لا يستطيع غزواني فتح ملف الشيخ الرضا (ربما يكون غادر البلاد)
لا يستطيع غزواني فتح ملف سونمكس
لا يستطيع غزواني فتح ملف اسنيم
لا يستطيع غزواني فتح ملف نهب عزيز لثروة البلد
لا يستطيع غزواني استرجاع بلوكات و مدارس الدولة
لا يستطيع غزواني إنصاف مجلس الشيوخ
لا يستطيع غزواني فتح ملف المخدرات
لا يستطيع غزواني إبعاد وزراء فساد عزيز
لا يستطيع غزواني الاستغناء عن مغارة علي بابا
لا يستطيع غزواني حل برلمان شبيكو
لا يستطيع غزواني تحييد مسعود عن مجلسه الوهمي
فأي إصلاح تنتظرون منه ؟
قولوا إننا حاقدون
قولوا إننا حاسدون
قولوا إننا متطرفون
قولوا إننا مأجورون .. إننا عملاء للموساد و MI6 و CIA و KGB و DGSE
قولوا ما تشاؤون في حقنا
لكن ، نريد منكم أن تعطونا إشارة واحدة فقط (مجرد إشارة) على نية إصلاح لدى ولد الغزواني، من خلال فعل أو قول أو تلميح ..! ؟
لم يُظهر ولد الغزواني حتى هذه اللحظة سوى استمراره الصريح في نهج الفساد و الدعاية الكاذبة و حمايته الكاملة للمفسدين و سد أي باب يفضي إلى الماضي المرير للفساد..
لقد أمضى الشعب الموريتاني أربعين عاما في أحياء الانتظار و عليهم الآن أن يستعدوا ألف عام أخرى إذا كانوا ينتظرون إصلاح ولد الغزواني..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى