عن التعليم والتنمية

الزمان أنفو _

 

التعليم والتنمية :
إن إصلاح التعليم لايمكن ان يبدأ بغير المدرس ٠الذى يعتبر نواة القطاع ٠ودول كثيرة فهمت ذلك من زمن بعيد.ففى اروبا الغربية راتب المعلم يقارب راتب الوزير.وفى اسكاندنافيا راتبه ضعف راتب الوزير.وفى روسيا والبرازيل يعتبر من الأغنياء.وفى الصين وكوريا تجهز له شقة مجانا مع سيارة.اما الولايات المتحدة الأمريكية فيقارب راتب عضو فى الكونغرس ٠ومن استنتاج الدراسات العالمية للتنمية :أن الدول التي اهتمت بالمعلم اصبحت دول عظمى متقدمة ومستقرة.اما التى اهملته فبقيت متخلفة تنهكها الصراعات والجهل والتكفير والقتل.ففى بلد يخصص 28\100من ميزانيته للتعليم يختل التوازن فى توزيعها فوزير التعليم العالي صرح أن 18\100تخصص للتعليم العالي الذى يمثل أقل من 10\100من قطاع التعليم.وقد صنف سنة 2017كاسوا نظام تعليم عالى فى العالم ٠أما العشرة الذين نجحوا فى مسابقات دخول مدارس المهندسين فى فرنسا فلا يحق للتعليم العالي أن يتباها بهم فهم المتفوقون في البكالوريا ولم يتلقوا إلا أشهر تحضيرية فى التعليم العالي الموريتاني.ومن المغالطات أن ينسب هذا التميز لغير التعليم الثانوي الذى يحاول التعليم العالي بسط النفوذ عليه ٠والحد من نسبة النجاح فى البكالوريا رغم كونها شهادة يحق لمن له المستوى أن يحصل عليها بغض النظر عن قدرة التعليم العالي على استيعابه ٠فالدولة لاتلتزم للناجحين بالتشغيل ومن مصلحة الأسر تجاوز أبنائها لهذه المرحلة لتخفيف النفقات وللحصول على شهادات تساعدهم حتى لو اتجهوا للقطاع الخاص أو للهجرة٠ كما أن مدرجات تتسع لآلاف الطلاب بمواصفات عادية أفضل لنا من قاعات محدودة ولو بمواصفات عالية ٠تقصى الكثير من أبنائنا فتعرضهم للضياع ٠أما 90\100من قطاع التعليم التى تشمل الأساسى والثانوي فتبقى لها 10\100من الميزانية (تلك إذن قسمة ضيزى )٠واخر مسمار فى نعشهما ظهور ما يعرف بمدارس الامتياز فالعارف بالتعليم يدرك أنها تقدم دروس البرنامج من طرف مدرسين داخل حجرات ٠وهو ما يجب أن يتوفر لكافة المدارس الوطنية ٠أما المتمعن فيرى فيها رسالة واضحة من الدولة بالقدرة على التكفل بمدرسة واحدة فى كل مقاطعة نسميها امتياز أما بقية المدارس فمهملات ٠ثم يصرح الناطق باسم الحكومة أن التعليم الحر هو نشاط تجارى يتعين عليه دفع الضرائب ٠متناسيا أنهم أبناء مواطنين خففوا على التعليم العام فيجب اعفاؤهم من الضرائب ودعمهم برواتب فى العطلة على الأقل ٠مع حثهم على تخفيض الأسعار ٠إن مشكلة المدرس لا تتمثل فى الراتب فقط ٠بل هى معنوية فى المقام الأول ٠فالمدرس يحتاج قيمة مضافة ترفع شأنه فى مجتمع لم يعد يقدر العلم والتعلم بقدر ما يقدر المال والجاه والسلطة٠مع انهم يشتهون تعليما جيدا لأبنائهم ٠والدولة لا يمكن أن تصلح ما لم تنط بالمدرس مهام أخرى ٠فمثلا لو تبنت الحكومة برنامجا لدعم المدرس يزيد تكوينه سنة أخرى ٠فى مدارس للجيش والشرطة ليضيف لمهنته خبرة أمنية وعسكرية تؤهله لحمل البندقية مع الطبشور ما يجعله موقرا فى المجتمع ويزيد من دخله ٠ومن اجل تأمين المدارس والطلبة والمدرسين والأسرة٠ الذين يحتاجون لآلية حديثة للتأمين مع تطور الجريمة ٠ورغم الظروف الأمنية فى المنطقة الإفريقية والهجرة ٠وأن الحالة السياسية للوطن العربي تتجلى بأسلوب يطغى عليه الطابع العسكري ٠فمن الضروري أن يخطو الشعب نحو الروح العسكرية ليتلاءم مع النظم السياسية في بلاده ٠فمن يدرى لو تبنت الدولة هذا النظام التعليمي وأصبح المدرسون يتلقون تكوينا عسكريا ويرتقون فى الرتب على غير عادتهم.فيصبح المدرس ذات يوم جنرالا ٠وينتخب رئيسا فيهتم بإصلاح التعليم كما أهتم غيره بإصلاح الجيش ٠ويدفع 3 رواتب للمدرسين فى نهاية كل مأمورية ٠وهم في أمس الحاجة لذلك ٠ ٠٠٠٠

بقلم / لمرابط ولد همي…..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى