خاطرة من وحي كورونا

الزمان أنفو _كتب الأستاذ فريد حسن:
4- خاطرة في الكورونا :
من وحي الكورونا وبفعلها أجلس ساعات اتنقل من قناة تلفزيونية إلى أخرى حبيسا في الدار كمئات الملايين مثلي في هذا العالم الذي أصبح قرية صغيرة – والذي له ايجابياته الكثيرة – لكن سلبياته لا تقل عنها – ففي كل ساعة تسمع نبأ يوترك أو يزعجك وقلّ أو ندر أن ترى أو تسمع ما يفرحك ؟
مئات الآلاف اصيبوا بطاعون العصر وأكثر من عشرة آلاف قضوا نحبهم اقتصاد العالم توقف – لا طائرات لا رحلات لا سفر لا دراسة لا عمل – الناس البعض منهم حبيس الدار بإرادته والبعض الآخر رغما عنه 0
والقادم المجهول أكثر إخافة فالفرج ليس بالقريب على المدى المنظور – والخسائر حتى الآن في الاقتصاد العالمي في الطيران والسياحة والصناعة والخدمات والصحة والنفط ….الخ لا يمكن تصور ارقام الخسارة للفترة الماضية – ناهيك عن الفترة المقبلة التي أدعو الله ان لا تطول : فيكون هناك كساد عالمي يضاف الى التوترات السياسية التي نستطيع ان نسميها بالحرب الباردة في منطقة الشرق الاوسط وشرقي آسيا وشمالها – ويمكن للقادم من ازمات أن يدخل اوربا أيضا فيها – فأزمة انخفاض اسعار النفط المفتعلة لأسباب سياسية تزيد النار اشتعالا إن استمرار الامور على هذا المنوال أسابيع أخرى وليس أشهرا أخرى سيضع العالم على حافة الهاوية في كل مجالات الحياة ؟
هذا وكثير مثله من أفكار كانت تتفاعل في ذهني؟
وتذكرت مقدمة لكتابي نظرية الغضب والأعمال العدوانية التي تزيد عن الثلاث صفحات : وخلاصتها ماذا لو ساد الحب والوئام والتفاهم بدلا من الحروب والظلم والقتل ؟
أين عقل الانسان الذي اخترع كل هذه الاختراعات ( انترنت وما يتبعها من علوم فضاء – وإعلام – واقتصاد – وفيزياء عادية ونووية – وكيمياء – وبيولوجيا – وطب – وهندسة – و…..الخ ) أين هذا العقل ؟ لماذا لا يفكر في إسعاد البشرية ؟
ماذا لو انفقت أموال الحروب المنظورة وليس المنسية منها – إن ما أنفق على ما سمي بالربيع العربي في سورية والعراق واليمن وليبيا – والتي قتلت الملايين وشردت عشرات الملايين وجوعت ويتمت ورملت وبعثرت وفقّرت وتركت بلا مأوى مئات الملايين ؟
ماذا لو انفقت هذه الاموال فقط على فقراء العالم وبنت لهم المدارس والمصانع والمستشفيات وطورت البحث العلمي للقضاء على الاوبئة والأمراض المستعصية كنقص المناعة وداء السكر وأمراض الكلية والكبد والكوليرا والسل – بل ونقص التغذية التي يعاني منه نصف سكان الكرة الارضية ؟
أليس من الانفع للبشرية أن يسود السلام والحب والفرح والبهجة بين إخوة بني الانسان ؟
اليس معيبا لنا ان تكون حشرة صغيرة كالنمل أو النحل أكثر تداعيا لمساعدة مثيلاتها وعدم الاعتداء عليها بل حملها وتحمل كل المصاعب لايصالها الى مملكتها بسلام – لم أر مجتمعا من مجتمعات الكائنات الحية أكثر ظلما لابناء جلدته من مجتمعنا الانساني ( حتى الذئاب لا تفعل ببعضها ما نفعله نحن بإخوتنا من بني البشر : أين الفعاليات المثقفة – أين الحكماء والمفكرون والسياسيون والمؤسسات الاعلامية أين الفعاليات الدينية هل قاموا بواجبهم في نشر المحبة والتعاون والإنسانية والخير والقضاء على الجهل والفقر والمرض – بدلا من تأجيج الحروب وإشعال الفتن والألاعيب الاقتصادية والحروب الناعمة والبيولوجية –
هذا ما سرح به فكري في تأمل الكورونا ومواقف بعض الدول من اخواتها في الانسانية – هل كانت هناك حاجة للخوف لو ان أموال الحروب تنفق على تطوير علم الطب وعلم الصيدلة – تصوروا عالما بلا قتل بلا عداوة بلا ظلم ؟ اليست الحياة فيه للجميع أكثر أمناً وسعادة ورضى ؟
أظنني حلقت عاليا – مع تمنياتي لكم بصحة جيدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى