لمن الملك اليوم / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _ هناك الآن حقائق لم تعد أي جهة قادرة على إخفائها :
– حين لا تأتي أي طائرة و لا باخرة من أي جهة غربية إلا و بها عدة مصابين على الأقل، فهذا يعني أن كل الإحصائيات الغربية إما كاذبة و إما عاجزة : لقد خرج الوباء حدود السيطرة في البلدان الغربية (أمريكا، فرنسا، إيطاليا، بريطانيا، إسبانيا)، بما كسبت أيديهم من آثام في حق البشرية.
و كما لو كان مصمما لإبادتهم بالضبط، وجد كورونا كل أسباب انتشاره في هذه البلدان :
– كثافة سكانية لتمرغه في طيش أنفسهم النزقة ،
– بيئة مثالية لإيوائه كما لو كانت مصممة على المقاس ،
– خواء روحي يؤجج نهشَه للمناعة، حبُّهم للحياة و وفاؤهم لجموح الغريزة و هوى النفس.
– و لأن حكوماتهم و كبريات ماركاتهم التجارية النافذة و إعلامهم المتواطئ ، تعودوا على حل مشاكلهم و تعقيد مشاكل “الآخرين” بالدعاية الكاذبة، ها هم يتخبطون في تضارب أنباء حَوَّلَ كل المعلومات و التعليمات إلى شائعات مجنونة تكفي وحدها لهد كل جبل شامخ.
– الشعور بالذنب في لحظة الضعف، جبلة إنسانية تفضح كل أمراض القلوب في مثل هذه الظروف الصعبة : ها هم الآن يتذكرون حصيلة ثمانية قرون من إضطهاد المسلمين و إبادة الهنود الحمر و تعبيد القارة الإفريقية.
و ها هي وعود ترامب بتهويد القدس و مكائد الكونغرس لمحق العرب، ترتد في نحورهم . و ها هي فرنسا تتحجب رجالا و نساء بأقنعة الموت بعدما ظلت الحرب على الحجاب تحتل نصف وقت برامجها الإعلامية ، في تناقض صارخ مع ما يدعون من تقديس للحرية الفردية و حق الاختيار ..
بالعودة إلى القرآن العظيم و الأحاديث النبوية الشريفة، نجد إشارات واضحة إلى عقوبة الله عز و جل للشعوب المترفة، الظالمة حد البغي ، بالأوبئة و ما يصاحبها من هلع و خوف.
و في كل إشارة ربانية إلى تلك الأوبئة ، نجد آيات مجاورة لأدعية أنبياء الله التي نجوا بسببها من غضب الله.
و عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ /رواه الترمذي .
أستحضروا قوله تعالى “وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” و تذكروا أنه قول الملك، القدوس، السلام، العزيز ، الحكيم ، المحيي، المميت، الرحمن ، الرحيم، الخالق ، الباري ، المعز، المذل(…) ثم خذوا بالأسباب ما استطعتم.
من الواضح أن الرسالة التي يحملها كورونا إلى العالم هي أن الملك لله الواحد القهار و هي رسالة إلى أشرار العالم (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، إسرائيل،الفيفا، البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، الأمم المتحدة، مجلس الأمن …) و المغترين بقدرتهم على الحرب على تعاليم السماء . و لن تكون الوفيات في الأرواح جانبها الأكثر إيلاما لعبدة المادة بل آثارها الاقتصادية و فواتير ما ستعريه من جرائمهم المنظمة ضد الإنسانية.
ما بعد كورونا هي ستكون مرحلة استخلاص الدروس و سترون بوضوح كيف ستعاقب الشعوب الغربية أنظمتها المجرمة في حق البشرية و المجرمة أكثر في حق شعوبها . و حين يعود العالم إلى تاريخ الرازيا الفرنسية و إبادة الهنود الحمر و تجارة الرقيق في إفريقيا و غوانتنامو و أبو غريب و بل مارش ، سيدرك كم نتجنى على الحضارة حين نصف هؤلاء بغير الأوغاد و الوحوش الضارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى