وزارة تنخرها المحسوبية والعنصرية والفساد

الزمان أنفو _
وزارة الشؤون الاجتماعية و الطفولة و الاسرة مكلّفة بإعداد وتنفيذ السياسات الحكومية المتعلقة بمجالات التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية، وتتولى مهمة المساهمة في إعداد النصوص التنظيمية المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والطفولة والأفراد في وضعية إعاقة والأشخاص المسنين والأسرة وتنمية المجتمع وكذا المشاركة في إعداد برامج التنمية الاجتماعية بالتنسيق مع الجهات المعنية إضافة إلى تنفيذ البرامج الرامية لتقوية الأسرة والنهوض الاجتماعي بأوضاع الطفولة والمرأة. فكيف لوزارة تحمل كل هذه المسؤوليات على عاتقها أن يتولى تسييرها من في قلبه طمع و ذرة فساد فهذا الامر الذي لا يسعني تصديقه، ومع الأسف تأكدت أن معظم هذه المواصفات توفرت في وزيرة الشؤون الاجتماعية و الطفولة والأسرة السيدة او الدكتورة ننه كان .
مررتُ شخصياً في الأيام القريبة الماضية بتجربة مثيرة تمثلت في زيارتي لوزارة الشؤون الاجتماعية و الطفولة و الاسرة وشد انتباهي وجود بعض العاملين في المؤسسة اي الحراس الذين يحكمون إغلاق الإدارات بشكل أقوي من إغلاق المؤسسات الأمنية ، لا يعرفون أماكن مكاتب الإدارة التابعة لها ولا حتى تفاصيل العمل المطلوب ، كما لاحظت أن الوزيرة قد قامت بغلق الباب أمام الزوار وفتحت أبواب سرقة الأموال العمومية كما قامت بتشغيل افراد من اسرتها في الأمن الخاص بالوزارة مما أدى إلى خلق مشكلة كبيرة تواجه كل عمال الوزارة بدء بالأمين العام ومدراء القطاعات الذين اصبحو يعيشون بطالة مقنعة .

فيسرني أن أكتب لها عن حكمة طالما تداولها حكماء السلف والخلف وشدت الأذهان , وعكست واقع ما نشاهده ونسمعه في هذه الأيام عن كثرة أهل الطمع والحقد و مطبقي التمييز العنصري , وكثرة
ملفات الفساد المالي التي طالت بعض أجهزة الدولة , كما نسمعه ونقرأه على صفحات الصحف المحلية والالكترونية يوميا , نتيجة تمييز وعنصرية بعض المسؤولين في تلك الأجهزة لكسب ما تطال يداهم , ظنا منهم أن ما هو تحت مسؤوليتهم هو ملك لهم , وأبعاد كل من تسول له نفسه الوقوف في وجههم حتى وصلوا الى درجة التخمة ,
وأعمت الأموال أبصارهم , وأحرفت مسيرتهم المؤتمن عليها عن جادة الصواب , مما أدى بهم في النهاية الى طريق الهلاك .
فالطمع ما هو الا سجية أخلاقية دنيئة ومرض سلوكي خطير مفسد لقلب الانسان , يودي بصاحبه إلي انواع المهالك , ويتسبب عنه أنواع المفاسد , وتكون آثاره وخيمة على الفرد والمجتمع على حد سواء , وهو من أشد القبائح لدى العقل والشرع , وعظيم الخطورة على انسانية الانسان حيث يغريه ببريقه الزائف ويؤدي به الى خسارته في النهاية , ولهذا يجب الحذر من هيمنته وتغلبه على النفس .
فالطمع يجعل أهل المناصب الطماعين في آخر الزمان فقراء , لأن له بروقا تبرق أمام العيونتخطف أبصارهم وألبابهم , فيروا أسهمهم قد ارتفعت , ومحفظتهم قد انتفخت , وشهيتهم للمخاطرة قد تفتحت , فيندفع عندها كل منهم لارتكاب المحرمات , وتشتغل مراوح الطمع في رأسه , وتشتعل في داخله وتشب عليه , وتنفخ رتقه كما نفخت محفظته , وقد أعماه الطمع عن تقدير المخاطر , وزين له سوء عمله مرآه حسنا , وبعد مرور الزمن , ينكشف ما جنت يداه فيقع في الفخ , وتصيده يد العدالة ويذهب طمعه , ولا يستفيد منه الا العذاب والعقاب في الدنيا والآخرة . ولذا فان الطمع كله شر , فاذا جاء المسؤول بابا من أبواب الطمع فليحاول اغلاقه بباب من اليأس.

بقلم: مدون غيور على مصلحة بلده

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى