اللهم لا تهلكنا بجريمة (G5) / سيدي علي بلعمش

الزمان أنفو _

يتعرض إخواننا الأزواديون منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي ، لحرب إبادة عنصرية من قبل الشعب و الجيش الماليين.
و حتى اليوم، لا توجد في أزواد (الأكبر مرتين من بقية الأراضي المالية)، أيُّ بنية تحتية ؛ لا مدارس ، لا معاهد، لا مستوصفات، لا طرق، لا منشآت، في لوحة صارخة بما لم تستطع الجمهورية المالية أن تخفيه في يوم من الأيام: يريدون أرض أزواد (الغنية بالذهب و المعادن) من دون الأزواديين.
بعدما يئست مالي من إبادة الشعب الأزوادي البطل و من إخضاعه ، تدخلت فرنسا (الأكثر أطماعا في خيرات المنطقة و الأكثر عداء للعروبة و الإسلام)، لتجُرَّ دولَ الجوار (بوركينا فاسو، النيجر، تشاد)، بدعاية صارخة العنصرية، تُحوِّلُ نضال الشعب الأزوادي البطل إلى إرهاب دولي، جَرَّتْ له كل العداوات الفرنسية في المناطق المجاورة لتخلط الحابل بالنابل (الدولة الإسلامية، بوكو حرام و القاعدة بجميع تشكيلاتها المعروفة و غير المعروفة) لتبرير حرب إبادة عنصرية تخوضها أربع دول زنجية بقيادة فرنسا ضد شعب أبيض مسلم ، يدفع ضريبة لعنة الجغرافيا، لم يخضع يوما لسلطة مالي و لا تستطيع أي جهة نكرانَ قدمِ وجوده على أرضه و أصالته و مسالمته رغم شجاعة رجاله عند المنازلة..
بعدما بدأت ملامحُ عنصريةِ حرب أزواد ترتسم بوضوح للجميع بكل أسبابها و غاياتها، طلبت فرنسا من المجرم ولد عبد العزيز إنقاذها من حرج الموقف بدخول موريتانيا (دولة عربية مسلمة) في الحرب، لنفي عنصريتها المحرجة..
و لأن فرنسا كانت تدرك تحكم الجزائر في عزيز و تحذر من إشراكه في حرب قذرة كهذه، قررت أن تكون المشاركة الموريتانية رمزية لأن الغاية منها لم تكن أصلا أكثر من نفي عنصريتها الطافحة؛فطلبت فرنسا من جحا (عزيز) إنشاء مجموعة (G5) برئاسته و إيواء نواكشوط لمقرها الدائم الذي لا يحمل عنوانا و لا هاتفا و لا فاكسا حتى الحين، و أصبح الرئيس الفرنسي يحرص على حضور اجتماعاتها السنوية الخالية من أي أهمية لإعطائها قيمة لم تستطع أن تستمدها من أي عمل على الأرض ؛ حتى الإعلام الفرنسي الذي صنع من إسرائيل دولة أصيلة في محيطها الطبيعي بالدعاية الكاذبة، لم يستطع أن يصدر لمجموعة (G5) شهادة خروج من غرفة الإنعاش التي ولدت فيها..
لا تفوتني صعوبة خروج أي دولة إفريقية من ورطة فرنسية تمت فبركتها بإحكام كهذه، لكن الواجب يلزمني بتنبيه النظام الموريتاني اليوم إلى ما يلزمه الشرع و الواجب و التاريخ : يجب الخروج من هذه الحرب الظالمة التي لا ناقة لنا فيها و لا جمل؛ ذلك أقل ما ينتظره منا إخواننا المستباحون في أزواد الشقيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى