غسان كنفاني وغادة السمان..من أجمل الرسائل الأدبية

الزمان أنفو _

اشتهرَ فنُّ الرسائل عند العرب منذ القدم، كواحد من فنون النثر العربية التي وجدت في الأدب العربي منذ أيام الأدب الجاهلي حتَّى اليوم، وقد شهدَ هذا الفنُّ ازدهارًا كبيرًا في عهد الأدب الإسلامي بسبب استخدام الرسائل في الخطابات بين ولاة المناطق الإسلاميّة وبسبب الرسائل التي كان يرسلها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- للملوك، وقد أخذت الرسائل الأدبية حيِّزًا كبيرًا من الأدب في القرن الماضي واشتهرت شهرة كبيرة، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن رسائل غسان كنفاني لغادة السمان وذكر مقتطفاتٍ من هذه الرسائل الأدبية. غسان كنفاني هو الروائيُّ والقاصُّ الفلسطيني غسان كنفاني، وُلِدَ غسان في مدينة عكا في الشمال الفلسطيني، في التاسع من أبريل من عام 1936م، وعاش في يافا حتَّى عام 1948م حيث أُجبر هو وعائلته على النزوح أيام النكبة الفلسطينية، فنزح مع عائلته إلى لبنان، ومنها إلى سوريا حيث درس في دمشق، وحصل على شهادة البكالوريا من مدارسها عام 1952م ودخل قسم الأدب العربي في جامعة دمشق، ولكنَّه لم يكمل دراسته؛ فقد انضمّ غسان إلى حركة القوميين العرب عام 1953م وسافر إلى الكويت ليعمل في التدريس عام 1955م، وهناك كتب غسان أولى قصصه والتي كانت بعنوان “القميص المسروق”، وقد بدأ غسان منذ هذه القصة نشاطه الأدبيّ في الساحة العربية، فكان له تأثير كبير في كلِّ من قرأ نتاجه، فما زال غسان يكتب ويناضل بالكلمة بقلب صادق، حتَّى تُرجمت كتاباته إلى 17 لغة وانتشرت في 20 دولة. كان كنفاني سياسيًّا شهيرًا، وهو الناطق الرسمي وعضو المكتب السياسي في منظمة التحرير الفلسطينية، واتخذ من القلم سلاحًا ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي كان سبب نزوحه من بلاده وهو وابن اثنَيْ عشرَ عامًا. [١] أمّا فيما يتعلَّق بحياته الشخصية فقد تزوَّج غسان من معلمة دنماركية التقاها في يوغسلافيا، وكان هذا عام 1961م وأنجب منها طفلين وهما: فائز وليلى، ووقع أيضًا في حبِّ الأديبة السورية غادة السمان واشتهرت رسائل غسان كنفاني لغادة السمان شهرة كبيرة في الوسط الأدبي، ولكنَّ حبَّه لها انتهى باستشهاده قبل أن يحصل على غادة، فقد توفِّي غسان في تموز من عام 1972م في انفجار سيارة مفخخة في بيروت، وهو ابن ستة وثلاثين عامًا تاركًا وارءه نتاجًا روائيًا وقصصيًا عظيمًا. [٢] رسائل غسان كنفاني لغادة السمان قصة حبِّ أسطوريّة حملتها أجنحة الدهشة، وارتفع بها براق الكلمات إلى سماء الحب السابعة، رسائل غسان كنفاني لغادة السمان ورسائل غادة السمان لغسان كنفاني، جسَّدت فكرة الحب الخرافية بأبهى صورها، فقد حملت رسائلهما أسلوبًا أدبيًا بلاغيًا يشي بإمكانيات أديب وروائي وقاص مثل غسان، ويكشف القدرات الأدبية التي حملتها الأديبة الروائية غادة السمان في عقلها وقلبها، كانت هذه الرسائل بين بيروت ولندن، بيروت حيث وجدَ غسان، ولندن حيث عاشت غادة، هناك بين قارتين بعيدتين مدَّا لبعضهما جسرًا من الكلمات مشتعلًا بحرارة الأحاسيس والمشاعر. مثَّل غسان دور العاشق الولهان، الذي يحاول بشتَّى الوسائل الحصول على محبوبته وجذبها كما تجذب النار الفراشة، ليحترق بها ويحترقا معًا احتراقًا لذيذًا شهيًّا، وهو الذي كان يقول لها: “المرأة توجد مرة واحدة في عمر الرجل، وكذلك الرجل في عمر المرأة، وعدا ذلك ليس إلا محاولات التعويض”. وكان يقول أيضًا: “أنت في جلدي وأحسك مثلما أحس فلسطين، ضياعهما كارثة بلا أي بديل!” ومثَّلت غادة دور المرأة المتمنِّعة التي كلَّما استعصت على الرجل زاد الرجل عنادًا ومحاولات للحصول عليها، وقد أحسنت هذا الدور، ولم تكن تتوقع بوليسيّة المشهد التي كانت بانتظارها والتي صدمتها كما صدمت كلَّ العالم العربي بخبر استشهاد غسان عام 1972م، لتُختتم قصة الحب الأسطورية بينهما، ولتبقى غادة حتَّى اليوم تناشد أهل غسان أن يكشفوا عن كثير من الرسائل الضائعة التي أرسلتها هي إليه، بعد أن كشفت هي عن رسائله كلِّها وتمّ طباعتها مع ما احتفظت غادة به من رسائل ونُشرت في العالم العربي كلِّه. [٣] مقتطفات من رسائل غسان كنفاني لغادة السمان رسائل غسان كنفاني لغادة السمان التي نشرتها غادة السمان بعد وفاة الروائي والقاص الفلسطيني غسان كنفاني في بيروت، أثبتت للعالم كلِّه إنَّ الحب قيمة إنسانية أدبية كبيرة، ومن وقع فيها فقد شعر بمعنى الحياة الرئيس، وهذه الفكر تؤكِّدها هذه المقتطفات من رسائل غسان كنفاني لغادة السمان: [٣] “لا تكتبي لي جوابًا، لا تكترثي، لا تقولي شيئًا، إنني أعود إليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجئه الوحيد، وسأظلّ أعود: أعطيك رأسي المبلل لتجفيفه بعد أن اختار الشقي أن يسير تحتَ المزاريب”. “كنت أريد أرضًا ثابتة أقف فوقها ونحن نستطيع أن نخدع كلَّ شيءٍ ما عدا أقدامنا، إننا لا نستطيع أن نقنعها بالوقوف على رقائق جليد هشَّة معلقة بالهواء”. “لقد صرت عذابي، وكُتِبَ عليّ أن ألجأ مرتين إلى المنفى هاربًا أو مرغمًا على الفرار من أقرب الأشياء إلى الرجل وأكثرها تجذُّرًا في صدرهِ: الوطن والحب!”. “سأظلُّ أناضلُ لاسترجاعِ الوطنِ؛ لأنَّه حقي وماضي ومستقبلي الوحيد، لأنَّ لي فيه شجرة وغيمة وظلًا وشمسًا تتوقد، وغيومًا تمطر الخصب وجذورًا تستعصي على القلع”. “أغفر لك؛ لأنَّك عندي أكثر من أنا، وأكثر من أيِّ شيء آخرَ؛ لأنَّني ببساطة أريدك وأحبك ولا أستطيع تعويضك”. “أنا لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم!”. المراجع[+]

سطور _ الزمان انفو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى