قصة عشق… بين القبور/ الشيخ سيدي عبد الله(قصة واقعية)
أود في البداية أن أنبه إلى أن كل أحداث هذه القصة واقعية حقيقية (بطلها صديق حميم لي)، ولكنها تحمل خصائص القصة الخيالية نظرا لدراميتها، وما أقوم به – شخصيا – هو مجرد إضفاء الطابع الأدبي على أحداثها .. إنها باختصار ملحمة إنسانية تلخص ضعف الإنسان أمام القدر ، حيث تتحرك السفن أمام رياح عاتية، تغير مجراها دون أن يستطيع الإنسان التحكم في مجراه .. لله ما أضعف البشر.
روى صديقي… وعيناه تلمعان، كأنما تمتحان دمعهما من بئر غائرة العمق…
البداية كانت في شتاء 1997 عندما ساقني القدر رفقة صديقي(ن) من مدينة كيفة إلى مدينة لعيون في الشرق الموريتاني.. كنا نبحث عن زمن جديد.. شباب تختزنه المطامح والآمال.. وجوع متوحش إلى خد أسيل .. نباهي به تجاعيد المستقبل ..
كنا ندرك أنه وفي يوم من الأيام ستعيرنا الذكريات بالمشيب.. لا يهمها في ذلك إن كان وقارا .. أو كانت الليالي تزينها الأقمار.. إنه سباق محموم .. سباق وثني مع الغيب والقدر.. باستطاعتي اليوم أن أفسره.. ولكنني عاجز لحظتها عن مجرد التفكير في سخافته.. أو عظمته . وصلنا ضحى يوم من أيام ذلك الشتاء .. كانت الشمس في صراع يائس مع الزمهرير المتثاقل جراء ليلة “سيبيرية” قارسة.. أشعتها عاجزة عن اختراق زخات البرد التي تمط جلود البشر.. ولكنها جلود من مطاط.. اعتادت أن تشرب البرد وتختزنه لفصل من اللهيب قادم ..
ولأننا نعرف أن هذا منزل أسرة من خاصتنا، رغم عدم احتكاكنا بساكنيه .. فإننا تشبثنا بمغامرة الشباب، ممزوجة ببعض الوقار الذي نحاول التطبُّع به، وهو المدرك أننا جسمان غريبان عليه..
ولجنا المنزل، وكانت ثلاثة أقمار متناثرة فيه بصورة عبثية.. أخواتها الثلاث.. أقمار تضفي على عتمة الجوع والسفر ألوانا وردية، وتبعث في النفس حنينا إلى زمن الغزل العذري.. لم أكن اعتقد يوما أنني سأصادف جمالا بهذه الشبقية الريفية العذراء.. من النادر أن يلتقي الجمال والكرم في ذات واحدة… حيينا الأقمار.. النجوم.. وأدينا واجب التعريف بأنفسنا.. وفي اللحظة ذاتها كان هناك ثغر باسم عن برَدٍ محفوف بعنّاب طري، ابتسامة كسلى .. لن تفارق مخيلتي ما حييت، لكن – وهو ما تأكد لي بعد ذلك- لا يمكن أن توجد سعادة ولا فرح في هذه الدنيا، بدون حزن وتعاسة في جهة من هذه البسيطة الفانية.. كان الجمال يبتسم، وكان وراء العريش ثغاء نعجة ثكلى بفقدان وليدها، الذي شاء القدر أن يكون قِرىً لنا.. آه .. إنها الأمومة..
إنه الحب الصادق.. حتى الحيوانات تعشق وتحب.. لقد استرجعت بعد ذلك بزمن طويل ثغاء تلك الأم الخرساء.. وكم كنت استطيع أن أميز إيقاع الحزن والبكاء من صوتها..
غمرتنا الأسرة بكل ما يمكن تخيله من كرم وأريحية.. وبين انحسار الضحى وانتصاف ذلك اليوم القارس.. دخلت عصارة من حور الجنان.. وردة من رمال المريخ.. خيال من صنع عرافة.. إنها هي.. التي ستبدأ معها ملحمة فينوس .. الأخت الرابعة للأقمار الثلاثة.. أتذكرها الآن.. كانت قضيبا من البان.. مطليا بماء الورد.. ابتسامتها الفتاكة.. شفتاها اللتان تحكيان سواد حواجبها.. عيناها النجلاوتان كأنهما اقتلعتا من بقرة وحشية، أو غزال شارد في الصحراء.. هل أصبتُ حقا في وصفها؟ … لا أدي.. هل يكفي أن أقول إنها آية إلهية في ريف ناء.. مغيبة عن عيون البشر.. إشفاقا بهم؟.. هي من رأيتها .. وهي التي غيرت علاقتي بالكون والأشياء.. إسمها (هـ)، وهو اسم على مسمى.. بعد إيذان قرص الشمس بالمغيب.. كانت الشمس الأخرى تجالسنا.. وكانت قصيدة نزار قباني :
الحب ليس رواية شرقية
بختامها يتزوج الأبطال
تدغدغ مسامعنا.. بصوت سدوم الحالم.. ترى هل حقا ليس الحب رواية سيتزوج أبطالها فيما بعد؟.. إن أغرب شيء انتابني بعد ذلك هو أن ترنيمة بيت نزار سوف ترن في أذني يوما، دون أن يكون بجواري شريط أو جهاز تسجيل.. قد لا نتزوج .. هذا حب موريتاني.. وليس رواية شرقية.
كانت هناك حكاية معقدة الكلمات بيننا…نظرات مختلسة .. ولكن لحظات التقاء النظرات كانت الأكثر.. داهمنا الغروب، وفي الجوانح حديث ليست له حروف .. فكرت.. وبصّرت.. ونجّمت.. آه.. الآن أشعر بشيء عذب يسكنني.. وقد عرفت بعد مضي الليل بأكمله أنه الحب.. كنت أنظر إلى صديقي النائم جنبي.. ويتملكني الاستغراب.. كيف يرى هذا اللؤلؤ الطافي لتوه من أعماق البحر ثم يغط في النوم.. وفي خضم تلك الهواجس والأفكار الشاردة انضممت إلى صديقي .. وانخرطت في نوم بلا رؤى أو أحلام.
صباح اليوم التالي .. لا شيء تغير.. فالشمس لا تزال كسيرة أمام حصون البرد الصحراوي القارس.. لا جديد تحت البرد.. سوى أن الأقمار ازدادت لمعانا وتوهجا.. وكانت (هـ) أكثرها بريقا.. هذا ما رأته عيني العاشقة والكليلة عن كل عيب.. ضحى ذلك اليوم كنا نلعب الورق (مرياس).. وكانت (هـ) تلعب لي .. نظرت إليَّ بسهميها الصائبين وقالت (أنا أحبك) وأردفتها بابتسامة ماحقة.. لو رآها أكثر الرجال قسوة لاهتز كيانه وجدا.. وبدون وعي أجبتها : (أما أنا فقد ولدت اليوم).. كلمات عاشقين لما يتمرسا في لغة الحب ورموزها .. وهل يحتاج العشق لكلمات ؟ …..
أتذكر الآن كم كنت في تلك اللحظة خارج حساب الزمن والعقل.. دبيب غريب يسري في أوصالي.. نسيت أنني طرف في (مرياس).. أخذت الأحلام وجحافل الكوابيس تهاجمني.. شعور بالضعف أمام حب طوفاني جارف.. إحباط داخلي من وضعي المزري.. أنا الشاب الفقير .. القادم من رحم الفقر .. واللهاث وراء شهادة الباكلوريا.. وأخيرا حسبت العمر والمستقبل .. وقبلت التحدي..
نعم : (أحبكِ .. أعشقكِ.. إلى حد الهوس والجنون) .. من هنا بدأ تاريخي الجديد، وانبثق لي عمر آخر.. دخلت في حوار صريح مع ذاتي : (سأخطبها.. وأسافر إلى ساحل العاج.. ثم أعود حاملا مهرها.. إن مهر المناضلات مهر ثمين..).
كانت تطلب مني أن أهديها خاتما من النحاس أزين به يدي اليسرى.. وكنت أمانع كنوع من محاولة إطالة أمد المراودة.. صارحت صديقي (ن) بما أملاه عليّ شيطان العشق.. الخطبة أولا.. والسفر ثانيا.. والزواج ثالثا..
وكان تحمسه لفكرتي أهم من كل المواقف التي عرفتها منه سابقا.. بدأت أشعر وكأنني أختصر الزمن في يدي.. كأنني سأتزوجها غدا .. ما أروع أحلام اليقظة..
كانت (هـ) قد أخبرتني أنها لا تريد من هذه الدنيا، إلا تلك اللحظة التي أطوق فيها جيدها بذراعي الهزيل أمام الملأ.. أنا العريس وهي العروس.. وكم سرني أنها تفهمت وضعي.. وتعاهدنا على أن نركب معا سفينة الصبر والانتظار.. وهنا كانت الومضة الخضراء.. خطبتها وعزمت على الرحيل إلى مدينة كيفة.. وأذكر لحظتها أن منزل ذويها كان مترعا بالنساء..
كبيرات السن.. وفيما أنا واقف للوداع.. أخذت الخاتم الذي سبق وأن طلبته مني كذكرى وعربون.. ورميته بطريقة شاقولية كتفاحة نيوتن.. وكم سعدت لحظتها بالجاذبية الأرضية.. وبدون أن تشعر الحاضرات، رميت الخاتم فوقع على طرف ملحفتها الوردية ويا ليتني لم أفعل.. فقد رفعت رأسها ورمقتني بعينين ناعستين لا زلت لحد الساعة عاجزا عن التداوي من أوجاعهما.. ابتسمتْ وكان ذلك آخر شيء أراه مباشرة من عروس الجنة.. عدت إلى كيفة.. وغادرتها بعد يومين متوجها إلى ساحل العاج.. وكان السفر برا.. يا الهي.. مررت بمحاذاة الطريق المتفرعة إلى مضارب أهلها.. وسمرت عيني عليها.. هذه آثار أقدام.. هذه الشجرة التي صليت تحت ظلها.. وفي تلك اللحظة تذكرت تلويحها لي ببنانها.. واستحضرت موال صباح فخري الذي يقول : وودعت ببنان عقده عنم
ناديت لا حملت رجلاك يا جمل
يا حادي العيس عرج كي نودعهم
يا حادي العيس في ترحالك الأجل سمرت عيني على الطريق، حتى غابت عني وراء التلال وفي متاهة العدم.. بقيت أسيرا لتلك المشاهد، التي انطبعت في مخيلتي تماما كاسمي أو اسم والدتي.. الأمر سيان.. كانت قد طلبت مني قبل سفري إلى ساحل العاج أن أرسل لها صورة مني.. وقد فعلت.. وصلت إلى ساحل العاج.. وبدأت العمل مع أحد الأقارب في متجر كبير .. وكانت رسائلها تمطرني ردا على رسائلي.. كنت أستمد من كلماتها قوة أجابه بها وخز الغربة والبعاد.. أرسلت لي صورة منها ..
ومازلت أحتفظ الآن ببعض تلك الرسائل.. ثم انقطعت أنا عن المراسلة.. لم تكن الرسائل متاحة.. فليس هناك (مرسول حب) ولم تكن الهواتف تستطيع إيصال شوقي إليها فهي في إحدى البوادي المطلة على واد من أودية لعيون النائية.. توقف بي القدر .. ليس نسيانا ولا خضوعا للبعد والنوى.. القدر فقط.. وخلال تلك الفترة استطعت أن أحصل على مبلغ مالي محترم .. وهنا تدخل القدر أيضا فقد أخذه أحد الأقرباء واختفى في أدغال إفريقيا الغربية إلى اليوم.
وشعرت حينها أن موعد الذهاب إلى الأهل تأجل.. إن لي عهدا قطعته على نفسي.. ولن أعود إلا لأجل الوفاء به.. الزواج بمن خلقتني من جديد (هـ) .
ولقد كانت أشد حرصا على ذلك العهد مني.. فقد رفضت ثلاثة عروض للزواج من أثرياء وفاء لما تعاهدنا عليه تحت أشعة قمر كانون الثلجي.. وأذكر أن أحد هؤلاء الخطَّاب كان قريبا لنا، وهو ابن لأسرة تقليدية كبيرة وموظف سام في الدولة .. وقد وصلني عنه وأنا أقاسي هموم الغربة والبعد عن الحبيبة أنه قال لها عندما رفضته : (إنني لست أهلا لوفائها) ملمّحا على عوزي وعمري.. ولا أذكر طيلة حياتي أن كلمة أثرت فيّ وآلمتني قدر إيلام هذه الكلمة .
انقطعت حقا عن مراسلتها .. وبعد مدة كلمني صديق لي من إحدى مدن ساحل العاج، أنه سمع بزواج (هـ).. ولم أصدق الخبر، الذي بدا لي للوهلة الأولى مجرد مزاح من صديق.. ولكن الأيام أثبتت الخبر.. لقد سبب انقطاعي الطويل عن مراسلتها إحراجا لها ولأسرتها.. إذ كيف يتشبثون بخيط أمل من شخص ابتلعته الغربة .. ولم تعد تربطه بماضيه أية شواهد؟..
ورغم ممانعتها أرغمت على الزواج من قريبها.. وأذكر أنه في إحدى ليالي ساحل العاج الرتيبة .. كنت استمع إلى شريط من الفنانة ديمي وبالتحديد أغنية (تيكفيت) وأذكر أنها غنت الكاف :
هذا العام النشلك
وانَ فيه اتخليت
كالو عني نرفك
نرفك كاع لمن تيت؟
وعندما سمعته انهمرت دموعي تلقائيا.. وشعرت وكأنه قيل لتشخيص حالة حبي.. وفشَل ذلك الحب.. ومع هذا لم أفقد الأمل.. وخصوصا عندما أبلغني أحد الأصدقاء القادمين من هناك أنه التقاها وكانت شاحبة .. حزينة .. وقالت له : إن ما تعيشه ليس زواجا وإنما هو سجن ومتاريس من جحيم .. وأبلغته عتابها عليّ لأنني هو من أوصل حبنا لهذا الطريق الذي ربما يقضي علينا نحن الاثنين.. كانت تتكلم عن الموت .. موت الحب.. الفراق .. اليأس.. ولكم أن تتصوروا مدى الألم الذي طعنني في الصميم عندما وصف لي صديقي ذلك اللقاء.. تثعبنت دموعي بغزارة على خدي النحيل.. أنا لا أستحق كل ذلك .. أنا هو المذنب .. أنا سبب هذا العذاب الذي نعيشه كلانا .. وهكذا لجأت إلى الدموع محتميا بها من تأنيب الضمير الذي يفوق وخز الإبر إيلاما.. ومضت أشهر قليلة بعد ذلك .. وفي تلك الأثناء وصل إلى ساحل العاج قريب لي ولكنه أكبر مني سنا بكثير .. وخلال تجاذبنا أطراف الحديث سألته عن أخبار الأهالي .. فصمت برهة ثم انفجر الخبر القاتل من شفتيه : (لقد توفيت “هـ”) وقع الخبر كالصخرة على رأسي.. وتابع الرجل : (لم تكن تشعر بأي مرض .. وقفت.. ومن طولها سقطت مفارقة الدنيا).. آه ما أصعب العيش في دنيا ممزقة.. أظلمت الدنيا في عيني.. وصعد إلى الطابق العلوي من المنزل الذي نقيم به.. أغلقت باب الغرفة .. وأخذتُ استرجع شريط الذكريات دون أي محو أو اهتراء..
والدموع كالطوفان الهادر.. صمتُ عن الأكل والشرب.. وشعرت أن عودتي إلى الوطن قد أزفت: (إنه زمن دبرته القدرة.. كي لا نلتقي ثانية بعد آخر ابتسامة شاهدتها منها غداة رحيلي عن مضارب حيها.. واليوم وبعد أن اختارها.. فالعودة إلى الوطن حانت) .
أمضيت أياما لا أفرِّق بين الليل والنهار .. دخَّنت فيها ربطة سجائر كاملة .. وأنا الذي كنت عدوا للسجائر والتبغ.. وبعد أسابيع يسيرة عدت إلى الوطن.. وتعمدت عدم ملاقاة أي من أهلها خوفا على مشاعرهم.. وخوفا لذاتي من ذاتي .. ولكن القدر كان يخبئ مفاجأة أخرى فقد شاء – بعد أكثر من سنتين على رحيلها- أن تتزوج أختها من قريب لي .. وفي إحدى الليالي زرته للسلام عليه.. وكم كانت صدمتي عندما رأتني أختها وأجهشت بالبكاء.. وكأن دموعي كانت تنتظر ذلك المشهد.. حيث انهمرت كالسيل العرم.. وغادرت المكان إشفاقا على الفتاة ..
أختها الصغرى التي تعرف قصتنا الفريدة.. ولم تمض إلا أسابيع قليلة حتى جاءني أحدهم وأخبرني أن هناك أشخاصا من الأقارب وعليّ أن أقلّهم في سيارتي.. إلى جهة يريدونها.. ولم يكن الأشخاص المذكورون غير أخواتها.. وكان لقائي بهما أشبه بلقاء البارحة..دموع.. وعويل.. ونظرات كسيرة.. آه إنه القدر .. الضعف الإنساني أمام إله قادر.. حاولت أن أكون أكثر تماسكا.. وكفكفت الطوفان القادم من جفوني .. وحملتهم إلى إحدى الأسر في كيفة.. واصطحبوا من عند هذه الأسرة لوحا من الاسمنت .. كتب عليه اسم المرحومة (هـ).. حملنا اللوح إلى المقبرة.. وعندما نزلوا من السيارة.. كانت أنهار الدموع قد دمرت الجفون وانهمرت .. تشبثت بمقودي دون أن يمنحني أي قوة.. كنت اسمع أختها التي تجول بين الأضرحة تقول : (لقد كان قبرها هنا.. قرب تلك الشجرة..) ..مضى على وفاتها ثلاث سنوات .. لم يعثروا على القبر..
وعدنا أدراجنا.. وعدت إلى الألم .. هي كل ما املكه من زاد في رحلة العمر الأبدية..
أنظر يا صديقي كيف يحركنا القدر .. كيف يفرقنا ومن ثم يجمعنا، ولكن في عالمين مختلفين..
لم أكن أتصور أنني يوما من سيحمل نصبها إلى قبرها.. مرت أمامي لحظات لقائنا الأولى ..
الابتسامة .. الخاتم.. بكاء الشاة على وليدها ..الوجه الملائكي.. شريط من الزمن الرميم.. لم أكن اعتقد أو انتظر أن الرمال والسوافي ستهزمنا يوما.. لدرجة نقف معها عاجزين عن العثور على قبرها..يا الهي .. الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال..
قالوا : إنها توفيت حزنا على زواجها من غيري.. وقالوا : إنني السبب في وفاتها.. نظرا لانقطاعي عنها .. لا أدري .. ولكنهم لا يدركون أنني أموت في كل يوم أرى فيه عرسا أو خطبة.. لهذا يا صديقي الشيخ – أنا عاجز عن الحب .. أنا رهين تاريخ من الشجن .. عاجز عن العشق .. لأنني أرفض النسيان.. فنحن صغار.. ضعفاء.. وللقدر حساباته .