بلعمش : المهرجون يجهلون المسافة بين الأسرة الشريفة الحاكمة في المغرب والعصابة المختطفة لموريتانيا
كان السفاح عيدي آمين دادا يلقب نفسه بـ”آخر ملوك اسكتلندا” لإعجابه الشديد بإسكتلاندا ومحاولته الاقتداء ببروتوكولات العائلات المالكة فيها. و ينسى ولد عبد العزيز أنه ابن مُرقص الأفاعي في ساحة الفناء بمراكش ليتطاول على القاب و مكانة السليل السادس و الثلاثين لسيد الخلق و أحد أقدم عروش الملك و أكثرهم أثالة على وجه المعمورة…
و ينسي مهرجو حاشية بلاط “أمير المؤمنين ولد عبد العزيز” (ولد الطيب و ابراهيم ولد داداه و بنه ولد الشنوف و الدكتور ولد الشيخ و الطرطور و المتملق ولد أجاي و عمدة كرو الشيخ أم ولد حد و عمدة تناها أحمد فال ولد باب و أحمدو ولد إياهي، رئيس مبادرة مليون توقيع و محامي الشيطان شيخنا ولد لحبيب، أن من يحاولون أن يخلقوا منه منافسا لملك المغرب، لم يستطع منافسة “قاهر الأنهر الدكتور الحاج يحيى جامي” الذي لم يتجاوز مرحلة الابتدائية مثله ، العائش مثله بين السحرة و ضاربات الرمل ، المقيم مثله خلف نافذة تطل على حرس القصر في انتظار نهاية مأساوية لا يعرف متى تباغته..
ينسى هؤلاء المهرجون أنهم يحولون ولد عبد العزيز بالتطاول على مثل هذه الأحلام إلى أضحوكة عالمية يحتاجها التاريخ لضرب الأمثال.. ينسون أن التاريخ الذي يجهلونه حتما أكثر مما يجهلون المسافة بين الأسرة الشريفة الحاكمة في المغرب و عصابة اللصوص المختطفة لموريتانيا، لم يشهد قط سباقا بين عتاق الخيل و الحمير.. و يتجاهل هؤلاء المهرجون أنهم يجهلون ممرات التاريخ الآمنة في تناول مثل هذه الحماقات الكاشفة عن انحطاط تزلفهم و ضربهم عرض الحائط بأي مستوى من المسؤولية.
لست ممن يتأسفون على ترككم مثل هذا العار لأبنائكم، لأنني متأكد أن من يعيش في كنف أمثالكم و يحمل جيناتكم، لن يكون سبب انتحاره الخجل من أي عار..
لقد أصبح من الواضح أن ولد عبد العزيز أضحى هبنقة زمانه الحقيقي بين مَواليه و حاشيته الحقيرة بعدما خابت آمالهم فيه ليكتشفوا من خلال ردود أفعاله في اعتداده بمثل هذه الألقاب الساخرة، أنهم لم يعرفوه قط من قبل : أنتم الآن تكتشفون ولد عبد العزيز الحقيقي بعقده النفسية و جهله للتاريخ و أحلامه المريضة..
لا يهم ولد عبد العزيز أن يدخل إمارة المؤمنين من باب العرش المغربي أو من باب “داعش” و لا يهم تكيبر بنت ماء العينين أن تكون ملكة بريطانيا العظمى أو ملكة خلية نحل ، المهم ـ مثله تماما ـ هو أن تحمل هذا اللقب و لو بتاج مزور.. “لقد هزلت (حقا) حتى بدا من هزالها : كلاها و حتى سامها كل مفلس” أمير المؤمنين ولد عبد العزيز.. !
أي نكتة تذكرنا بالبغدادي وقاهر الأنهر الدكتور الحاج يحيى جامي و ملك ملوك إفريقيا و الإمبراطور آكل لحوم البشر صلاح الدين أحمد بوكاسا الأول و فخامة الرئيس الفيلد مارشال الحاج الدكتور عيدي أمين دادا. .. ! لكل المعتوهين ميولات جنونية مثل هذه .
و كما كانت بداية كل منهم مأساة على شعب، كانت نهاياتهم جميعا مآسي ، تنفست الصعداء لبشراها كل البشرية.
و لا يخامرني أي شك في أن نهاية ولد عبد العزيز القريبة جدا إن شاء الله، ستكون أسوأ منهم جميعا و أكثر مأساوية. ـ أينافس أعتق عرش على وجه الأرض من يوزر مهندس فكرة تصدير الحمير (الذي كان يجب أن يكون على رأس أول شحنة منها)، الداعي للعودة للفرنك الإفريقي، السخيف ولد أجاي الذي أصبح رمزا للتملق الفج في البد؟ ألست هنا يا “بائع حمير المؤمنين” كمن ينازل خالد بن الوليد بشفرة حلاقة..
ـ وقد تملق و تزلف ولد الطيب لكل الأنظمة السابقة و أعطوه جميعا على قدر همته و مكانته التي اختار لنفسه لكن أيا منهم لم يصل به الاستهتار إلى حد أن يوليه وظيفة سكرتير ليتحول في زمن “أمير المؤمنين” إلى نائب برلماني ليعتقد لتخلفه و جهله أنه أصبح موظفا حكوميا مهمته الدفاع عن فشل النظام .
ـ و حين يصبح النادل محسن ولد الحاج رئيس مجلس شيوخ الجمهورية الإسلامية الموريتانية و الغبي ولد النني سفيرها فوق العادة و كامل السلطة ، لا نكون منصفين في حقهم على الإطلاق، إذا لم نتذكر أن ولد عبد العزيز هو “أمير المؤمنين” و القائد الأعلى للقوات المسلحة و الرئيس الأعلى للقضاء : فماذا يمكن أن ننتظر من بقية دولة جَلاَّلته؟ ـ من يحول الغبي امربيه ربو من موزع اسطوانات غاز إلى أخطبوط مالي و صاحب ثاني أكبر نفوذ سياسي في البلد و مساعد قبطان سفينة الحكم و خزان أسرار و نقود “أمير المؤمنين” ، لا تخجله أي معجزة و لا تعجزه أي أخرى. إن بلادنا تعيش محنة حقيقية ، فحين يتوالى الأنذال بهذا الحجم و هذا التنوع لا بد أن نتساءل أي ذنب ارتكبه هذا الشعب ليبتليه الله بمثل هذه العقوبة.؟ كان التباري في خطب ود “أمير المؤمنين” منزلق أخيلة المهرجين الأخير، فكل جحا جديد يحتاج إلى حكواتيين موهوبين في مداعبة التطفل و ترقيص الأفاعي لتخليد تراثة، من “الكتاب الأخضر” إلى “رئيس الفقراء” :
و التنقل من فصل إلى آخر في المسرح، يحتاج تغيير وسائل المشهد و الديكور و لملء هذا الفراغ و سرقة وقت الناس، يتوالى المهرجون على الحلبة لشد الأنظار عن ما يتم خلف الستار؛ و حين كان الجميع يحبس أنفاسه في انتظار المشهد الموالي بعد إفلاس “سنيم” و فساد تازيازت و تصحر البحر (بعد الاتفاقية الصينية) و بيع السنوسي و بيع المدارس و الأسواق و الساحات العمومية و مباني الحكومة و تصدير الحمير و نقل ما تبقى من خيرات البلد (“صعودا في طوابق النهب“) إلى حسابات خارجية لصالح طفل نمساوي تم الإعلان عن وجوده في الوقت الضائع و إعلان الاعتداء على الدستور بأكثر الطرق فجاجة و وقاحة ، جاء دور المهرج المبهرج المبهر ولد محم ” الولايات المتحدة الأمريكية نموذج التحول الديمقراطى فى العالم،اختارت أهم ماعندها وهو العملة الوطنية (الدولار)، وزينتها بصورة الرئيس المؤسس “جورج واشنطن”.! و قد قررنا نحن في الحزب أن نضع صورة “الرئيس المؤسس” محمد ولد عبد العزيز على بطاقة انتساب الحزب بدلا من “فرس شارد”.
لقد أبدع هؤلاء المتزلفون في ابتكار كل طرق التلاعب بعقل هذا المسكين، انطلاقا من عقده النفسية الاجتماعية و السياسية و الثقافية الجمة ليحولوه إلى لعبة في أياديهم ، معتقدا أنه يمكن أن ينجو من جريرة جرائمه و معتقدين أن المجتمع سيترك لهم الحبل على القارب باستمرار للارتماء دون عقاب، في حضن أي حاكم معتوه يصل بخطأ أو سوء حظ إلى سدة الحكم. تحتاج موريتانيا اليوم إلى عملية تنظيف شامل (Formatage) من الفيروسا ت المعطلة لعقل المجتمع و جهاز الدولة المشلول و قدرات الشعب على الإبداع و العطاء “.
لقد أفسد المنافقون كل شيء في هذا البلد و أساءوا إلى سمعته عربيا و إفريقيا و عالميا و شلوا قدرات أبنائه المبدعين بتهميش كل عقل و كل أصحاب الخبرات و المعارف لنجد أنفسنا أمام نخبة مزورة من المنحرفين و أصحاب السوابق و حثالة المجتمع و شواذه المنغمسين في الشهوات الرخيصة ، العابثين بكل شيء ؛
” وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ” (صدق الله العظيم)
سيدي علي بلعمش
العنوان الأصلي للمقال: هل أتاكم حديث أمير المؤمنين