في رحيل محمدسيدينا ولد عبدالله
يقولون: إن الموت مشكلة الأحياء وليست مشكلة الميت، وتعظم المشكلة عند رحيل الكبار والفراغ الذي يبقى حينيحملون كل طيبتهم ويودّعون..! جرت العادة أن يرحل الكبار حين تكون الحاجة لوجودهم كبيرة ومصيرية .. وهكذا حين اشتدّت وتيرة الحياة وندر الخيّرون وتكاثف سير الحياة نحو الفردانية وانعدام التكافل، رحل أبو الفقراء ..!
رحل فجرا حيث اعتاد السجود والركوع وحيث اعتاد عليه الفقراء وهو يسري بينهم خيرا وسخاءً وكرما لاحدود له ..! رحل وفي القلب غصة وفي وجوه المساكين الشاحبة وجع عظيم وفقد كبير..!
رحل مودعا باسما مسلّما بقضاء الله، تاركا في الخلف عمرا حافلا زاهرا، زرع كل يوم من أيامه جودا وكرما وموقفا كبيرا ..
وما الحياة إلا موقف كريم ولحظة عزّ، بعدها أغمض عينيك ولا تبالي، فستبقى مدى الحياة ذكرا خالدا وعطرا يفوح مع الزمن ..!
رحل أبو الفقراء وبكت بطاح آدرار وتيتّمت وديانه ..
رحل أبو الفقراء لترتدي جبال آدرار السواد وتهتز رواسيها وجعا على المساكين الذين بقوا بلا أب ولا معيل ..
رحل أبو الفقراء وبقيت “ترون” حزينة مفجوعة مسكونة بالغياب ..!
رحل أبو الفقراء وستبقى آثار جبهته وهو ساجد لله مرسومة على رمل “ترون”..كما هي مرسومة خالدة في صعودها
للسماء .. كما محامده ستبقى أثرا خالدا في كل بيت ولدى كل من حنّت عليهم يده الكريمة ..!
رحل ليبقى خالدا في وجوه الحزانى والمفجوعين والمسكونين بعذاب الفقد والغياب ..
رحل أبا وشيخا ووجيها وحاتما ندر أن يجود به الزمن ..
رحل فقيها وعقلا حصيفا وشيخا جامعا لأهله ومن حوله..
رحل الكريم ابن الأكارم محمد سيدنا ولد عبد الله..
آسية عبد الرحمن
عزائي ليس للأهل وذوي القربى بل هو للفقراء والمساكين، الذين يدركون الآن عظيم الفقد الذي هُم فيه..! لنا ولهم الله..!
آسية عبدالرحمان