الكشف عن قصة “الذهب” التي أبرم النظام الموريتاني بليل
أفادت مصادر وصفت بالخاصة أن عملية التنقيب عن الذهب في صحراء إينشيري كانت قد أبرمت بليل منذ الأشهر الماضية، على نطاق ضيق من بين المقربين من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز..
و أضافت صحيفة “تقدمي” التي نشرت الخبر بأن المصدر المقرب جدا من الدوائر الضيقة للقرار في موريتانيا إن الفكرة تبلورت عند إبن الرئيس أحمدُّ ولد عبد العزيز الذي توفي في حادث سير و مستشاره الفني احميده ولد اباه (الذي يمسك ملف التنصت على المكالمات الهاتفية و اختراق حواسيب و إيميلات المعارضين) و ذلك محاكاة لما حدث في إقليم “جادو” بالنيجر الواقع على الحدود الليبية، حيث فشا أنه تم العثور فيه على الذهب، فتوافد عليه مواطنو البلدان المجاورة، و انتعش به الاقتصاد النيجيري رغم أن السلطات النيجيرية لم تكن تمنح رخصا للتنقيب، و إنما اكتفت بتوفير الحماية الأمنية للمنقبين.
و يقول المصدر إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بارك حينها الفكرة التي قدّمها له ابنه ومستشاره، فتم تكليف المستشار احميده بأن يعدّ دراسة وافية للموضوع و هو ما عكف عليه، في حين اقتنى احمدُّ كمية كبيرة من أجهزة التنقيب و تم إيداعها في مخازن أشرف عليها صهر الرئيس محمد ولد ديدي ولد امصبوع.
و بعد أن وافت المنية إبن الرئيس أحمدُّ، و استسلم للحزن على فقده، ثم انشغل بعدها بمحاولات استعادة أمواله في الخارج، التي استولت عليها زوجته النمساوية، راجع ولد عبد العزيز مستشاره في ضرورة تفعيل الخطة في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، و الحالة المعيشية المزرية للمواطنين، و مخاطر تمديد المأمورية الرئاسية في ظل الاحتقان الشعبي و السياسي.
و يقول المصدر إن احميدة قدّم لولد عبد العزيز دراسة اعتمد فيها على النماذج التي شهدتها النيجر و السودان و تشاد و بلدان أخرى، و تأثيرها على الاقتصاد، كما تعرض للمكاسب السياسية، المتوقعة منها، في ظل مساعي التمديد و مظالم المواطنين.
وقد تعرض احميده في دراسته، حسب المصدر، لوارادات بيع المحروقات، و مردوية الجمركة و بيع رخص التنقيب، و تأجير السيارات، وبيع آلات الحفر و المساحي و الفؤوس و بيع المياه و المواد الغذائية، مستأنسا في ذلك بالنماذح المماثلة.
و قد عقد ولد عبد العزيز لتنفيذ الفكرة اجتماعا سريا، أكد على سريته وضرورة أن يظل طي الكتمان، و كان من بين الحضور المستشار حميده و قائد الأركان العسكرية ولد الحريطان و ماء العينين ولد التومي المدير العام المساعد لشركة “كينروس تازيازت”، و تم توزيع الأدوار على أساس أن ولد التومي سيجلب من تازيازت كمية من الذهب (و قد جلب حسب المصدر ما تربو قيمته على ستمائة مليون أوقية) يتولى ولد احريطان بنفسه و بالإستعانة بالخلصاء من أهل ثقته في قيادة الأركان الجوية مهمة رميها في المناطق المستهدفة.. في حين يتولى احميده ولد اباه الجانب المتعلق بالدعاية الإعلامية، و تسيير الناس و لفت انتباهها لموضوع التنقيب.
و قد سارت الخطة وفقَ ما تم تخطيطه، فعثر منقبون على عدة غرامات من الذهب، و تم في الدعاية الإعلامية استغلال قناة الموريتانية، و بقية القنوات المستقلة، و مجموعات الفايس بوك و الواتساب، و “المجلس الأعلى للفتوى و المظالم” الذي افتى بحرمة التنقيب دون ترخيص و في غير الأماكن التي خصصتها الدولة للتنقيب، و قامت خلايا تابعة لحميده ولد اباه بنشر مقاطع لحجارة مطلية باللون الذهبي، ودعوة المواطنين لانتهاز فرصتهم في الثراء السريع، و كان أول ما بيع من أجهزة التنقيب أجهزة احمدُّ ولد عبد العزيز التي كانت مودعة لدى ولد امصبوع، وبعدها تهافت الناس على استيرادها و بيعها، و استطاعت الدولة أن تجني من بيع الرخص و جمركة أجهزة التنقيب زهاء 7 مليارات في اسبوع واحد، و انتعش الاقتصاد “ظاهريا” بحركة السوق، و تم صرف النظر عن المظالم و الأوضاع المعيشية.
و حسب الخطة فإنه سيتم توجيه المنقبين بعد اينشيري عن طريق خلية أحميده التي تشمل صحفيين و مدونين و مديري مجموعات على وسائل التواصل الإجتماعي إلى تامشكط، ثم سيلبابي، ثم لبراكنة، ثم الحوض الشرقي، ثم تكانت، وكل ذلك وفق جدول زمني تم إعداده سلفاً.
تقدمي كوم