زيارة النعمه وبصمة الشيخ علي الرضا
لوحظ أثناء زيارة ولد عبد العزيز للنعمه تواجد وفد من مقربي الشيخ علي الرضا، برئاسة أخيه ،والشيخ الرضا هو الذي عرف بانشغاله بالعمل الإسلامي الإيجابي الجامع، لكن بعض الفقهاء عندنا وفي عموم العالم الإسلامي لا يرون جواز الخروج على الحاكم المتغلب إلا أن يظهر بكفر بواح.
ويبقى الجدل حول الظهور معه -إن تم اتهامه في أسلوب تسييره للشأن العام- محل جذب ورد واسع، يصعب تجاهله.
ويعتبر هذا الظهور الداعم من جانب الشيخ علي الرضا محل اختلاف في حيز تقييمه، هل هو اضطراري أم عن قناعة راسخة.
وإن بقي الشيخ علي الرضا متحفظا من الملامسة المباشرة للشأن العام السياسي بوجه خاص، إلا أن هذه المشاركة المباشرة قد تدفع للتساؤل عن مدى تأثيرها على جاذبية الشيخ لدى كافة الفرقاء.
لا شك أنها قد تعضد قبوله لدى النظام وأشياعه، بينما قد تطرح أكثر من سؤال مشروع في نظر البعض لدى جهات أخرى لاتقبل السكوت على الكثير من تصرفات النظام الحالي، وقد يكون من الجائز بوجه ما القول، إن حضور وفد الشيخ شهادة ضمنية بمستوى ما لصالح الوضع القائم المثير.
وقد أكون من بين الذين يرون بصراحة أن نشاط الشيخ المعروف المقبول بإذن الله، في سياق مناصرته صلى الله عليه وسلم والمنافحة عن حياض الدين الحنيف خير للشيخ وأنصاره الحرص على ترسيخها والوقوف على حدودها الجامعة بدل الدخول في معمعان الإختلاف السياسي العريض، والذي قد يضر فعلا من دور ما، إصلاحي مثلا، حاضرا أو مستقبلا، قد يؤديه الشيخ لصالح الجميع والوطن برمته، بدل التموقع السابق.
وإن لم يقبل البعض الخروج على السلطان فلا يعني ذالك إلزامه مسايرة نهج وحملات، قد لا تنتهي أو لا يعرف مقصدها ومآلها بسهولة، ومدى نفعها للجميع دون تمييز.
إن نظام ولد عبد العزيز فاشل على رأي البعض، ومثير للتفرقة، خصوصا في الزيارة الأخيرة للنعمه، حيث تحامل ولد عبد العزيز على جناح من أهل موريتانيا المعارضين، وقد لا يرتاح للوقوف معه بعض أصحاب الضمائر الحية اليقظة المتبصرة، مهما كانت المبررات والمسوغات المتعسفة أحيانا.
وقد عرف الشيخ علي الرضا بن محمد ناجي الشريف الصعيدي بأداء طيب متواصل لله الحمد، في ساحة العمل الإسلامي المفحم الجريئ، وتأتي خرجاته الإعلامية متكررة لرد بعض أهل الشبهات المتخبطين، حرصا منه على المحجة البيضاء، لكن وقوفه اليوم مع ولد عبد العزيز مجاهرة في مناخ صعب يشى في تصور بعضنا بنقص في الحذر ربما على الحفاظ على مكانته الجامعة.
فلماذا لا يكون الشيخ العلامة علي الرضا بن محمد ناجي محل إجماع ومرجعية لدى مختلف الفرقاء بدل تحديد الإتجاه في زاوية بعينها
بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن