من أسرار الثامن يوليو
الزمان ـ كشف الرائد السابق محمد ولد شيخنه أحد قادة محاولة الثامن يونيو الإنقلابية الفاشلة ضد نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع سنة 2003، أنه أصدر تعليمات بإطلاق الرصاص على الأخير، إذا ما لوحظت محاولته مغادرة القصر الرئاسي قبيل وصول الدبابات إلى هناك.
وقال ولد شيخنا إنه كان على اتصال مع ضابط صف من كتيبة الأمن الرئاسي، هو الذي زوده بمعلومات عن وضعية القصر الرئاسي ومكان السكن، لأنه لم يسبق له شخصيا دخول القصر إلا مرات قليلة، بعضها أثناء زيارات لبعض رؤساء الدول يوم كان ملحقا عسكريا بها ومرة أثناء لقاء عقده ولد الطايع مع قادة المؤسسة العسكرية إبان أحداث11 سبتمبر2001. ولد شيخنا قال إنه أصدر التعليمات لضابط الصف الذي كان يتعاون معهم، بأن يطلق الرصاص عليه إذا ما حاول مغادرة القصر الرئاسي، وذلك لمنعه من المغادرة، خصوصا في تجاه السفارة الأمريكية بنواكشوط، لأنهم كانوا يتخوفون من أن يلجأ إليها، حيث سيحظى بحمايتها، نظرا للعلاقات التي كانت تربطه حينها بها، بسبب العلاقات الدبلوماسية التي أقامها مع الكيان الصهيوني. وأضاف ولد شيخنا أنهم فور دخولهم القصر الرئاسي، لاحظوا وجود سيارة في السكن الرئاسي، كانوا يعتقدون بأن ولد الطايع كان سيغادر فيها، لكنهم فجأة إنهالت عليهم طلقات الرصاص من السكن، وذلك بعد أن دخلوا القصر الرئاسي في المرة الأولى من جهة السفارة الأمريكية، حيث شكل وجودهم هناك مفاجأة لعناصر الأمن الرئاسي في تلك الجهة، وذلك عندما توجه إليهم عناصر، ليصدر هو التعليمات لأحد عناصر الحراسة بتسليم سلاحه، لأنهم كانوا بحاجة لمثله. فرفض ذلك فما كان منه إلا أن أصدر تعليماته بإطلاق رصاصات حوله، ليطالبه قائد فرقته بتسليم سلاحه، ومن ثم شاهدوا عنصر حراسة آخر، ولما طالبوه بتسليم سلاحه اختفى عنهم، ليلاحظ هو فجأة بأنه صوب سلاحه على رأسه، وأثناء ذلك أطلقوا في تجاهه طلقات تحذيرية فر عقبها، ومن هناك بدأ إلقاء عناصر الحراسة أسلحتهم تباعا، ليعودوا ويدخلوا القصر من بوابته الرئيسية، التي صدموها بالدبابة، ومن ثم توجهوا إلى السكن الرئاسي، حيث لم يجدوا في تلك اللحظة مقاومة إلا طلقات سرعان ما توقفت. ولد شيخنه حرص في حلقة هذا الأسبوع مع قناة “الساحل” على التقزيم من دور الرائد السابق صالح ولد حننه في عملية القصر الرئاسي، قائلا بأنه حضر إليهم بعد أن دخلوا القصر وخرجوا منه، وأنه كان مكلفا بالسيطرة على كتيبة الأمن الرئاسي، لكنه لم ينفذ المهمة، وأنه إستفسره عن ذلك بعد فشل المحاولة ولقاءهم في نواكشوط بعدها، فلم يقدم له تبريرا مقنعا. وكشف ولد شيخنه وجود ارتباك ليلة المحاولة، جعلهم يفقدون الإتصال فيما بينهم، خصوصا وأنه شخصيا نسي هواتفه لدى أحد مرافقيه، جعلته لا يجد قناة الإبلاغ داخل القصر الرئاسي، والذي كان آخر اتصال معه يقول له فيه بأن الأمور على ما يرام، وبأنه قام باستبدال عناصر الحراسة، وأن عليهم أن يستعجلوا. وتوقع ولد شيخنه، أن يكون ولد الطايع قد غادر القصر الرئاسي، بعد مغادرتهم السكن يسارا، فخرج هو يمينا. مضيفا بأنهم كانوا يريدون محاصرته داخل السكن وطلبه الإستسلام، وأنهم كانوا على قناعة بأنه سيفعل ذلك، لأنه كان برفقته أسرته .
تحرير ميادين