رثاء الشيخ علي الرضي بن محمد ناجي للمرحوم جمال ولد حسن
بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لرحيل نابغة شنقيط الدكتور جمال ولد الحسن رحمه الله، أنشر لكم اليوم قصيدة الشيخ علي الرضى بن محمد ناجي حفظه الله ورعاه في رثائه:
يا جمالَ العلومِ كيفَ تغيبُ ** كيفَ يصْفو الهوى وأنتَ غريبُ
عِشتَ فينا مكرَّمًا وَأديبًا ** وَأريبًا نعْم الأديبُ الأريبُ
عشتَ فينا مُوَقَّرًا مستقيمًا ** مستنيرًا والصدرُ منكَ رحيبُ
كَوكبَ الشرق لا تغبْ فالليالي ** أظلمتْ حينَ حانَ منكَ مَغيبُ
فقد الناسُ بدرَهمْ فتوالتْ ** عبراتٌ وحسرةٌ ونحيبُ
زالَ عن أرضنِا الشبابُ فشابتْ ** وَتولَّى جمالُها المحبوبُ
فارقَتْها نفسُ الجمالِ فراقًا ** ما لها من بَعد الجمالِ خطيبُ
عظُمَ الخَطبُ مذْ فقدنا جمالًا ** غُرَّةَ العصرِ والزمانُ خُطوبُ
من لِشنقيطَ يَرفعُ العارَ عنها ** في النوادي وهو الخطيبُ الأدِيبُ
منْ لها في محافل الشرقِ يُبدي ** من علاها فيُدفَع التغريبُ
غُرَّةَ الدهرِ يا جمالَ المعالي ** يا سراجَ الأيامِ كيْفَ تؤوبُ
سوفَ تبكي شنقيطُ دمعًا غزيرًا ** ولها منْ نواكَ يومٌ عصيبُ
والإماراتُ في حدادٍ طويلٍ ** مستمرٍّ والوجهُ منها كئيبُ
والجماهيرُ في هتافٍ حَيارَى ** تندبُ المجدَ والحمامُ يُجيبُ
وغداةَ الفراقِ ذابتْ نفوسٌ ** مِن لَظى لفحِهِ وطارتْ قلوبُ
مَنْ أُعَزِّي وكلُّ حيٍّ مُصابٌ ** عَظُمَ الهولُ والمصابُ ضُروبُ
آلَ ديمانَ أعظمَ الناسِ صبرًا ** وحلومًا إذا الخطوبُ تنوبُ
جَبرَ اللهُ كسرَكمْ وراعكمْ ** أبدًا إنه الكريمُ الرقيبُ
سوفَ تبقى أمجادُكمْ كُلَّما غـــا** بَ نجيبٌ منكمْ تَبدَّى نجيبُ.
من صفحة محمد امد علي الفيس بوك