تكريم الأحياء مكرمة ووفاء/الولي ولد سيدي هيبه
“إن الحي أبقى من الميت”/ من أدبيات الأمة
درج الموريتانيون في تقليد بنوه من إيحاء أنفسهم وأفعال قلوبهم على أن لا يكرموا حيا مهما عظم شأنه وكثر عطاؤه وتعددت شمائله وعم البرية نفع أياديه البيضاء ورفعت بصماته الغراء قدر المكانة العلمية وحققت مواهبه وكفاءاته العالية للإبداع مراتب وأسهمت في تشييد صروح التراث والفكر.
درجوا على ذلك وكأن لسان حالهم يقول لن يفوقنا ونحن أحياء إلا أمواتنا بصمتهم المطبق في قبورهم وغيابهم الأبدي عن مضمار السباق إلى متقدم الإبداع ومعترك الأفكار ومقعد التميز، أو لكأنه يقول أيضا دعوا المناقب في الحياة فإنها أولى بالمقابر، وإن لنا به فرصة تكفير في محله عن عقدة الإحساس بتأنيب الضمير، واعتذار للأموات عن التقصير بحقهم في حياتهم.