طاطا: وكالة الجنوب تحفز الجمعيات والتعاونيات النسوية على تحقيق أهدافها

طاطا ـ محمدبون محمدعبدالله ـ الزمان

الواحة.jpegالجمعة 20 مايو كان يوما عصيَا على النسيان حيث خرجت رفقة الوفد الإعلامي (القادم من مختلف جهات الأقاليم الجنوبية للملكة المغربية)،ومرافقنا البشوش محمد احميميد، لنتجول في أماكن رائعة ونزور مشاريع عملاقة ما كانت لترى النور لولا مجهودات ودعم وكالة الجنوب وشركائها..

وكانت المحطة الأولى “أكَاديرإيسرغين” ..بدت المعلمة الأثرية تطاول عنان السحاب، بعد أن تم ترميم أجزاء كبيرة منها، وخلال جولتنا داخلها عبر أزقة وارفة الظلال تلقينا شروحا وافية حولها من طرف القائمين على جمعية الفتح ـ إحدى شركاء وكالة الجنوب ـ وذكروا بأن ساكنة “الجماعة القروية” هم من ألحَ على ضرورة الحفاظ على هذا “القصر” المعلمة الكبيرة المتكون من أربعة طوابق والمثيرفعلا للإهتام.

ومن”الكَصر” اتجهنا إلى مقر جمعية الفتح حيث تعمل فتيات ونساء من الحي على إنتاج بعض المنتوجات المستخلصة من “لكبَار”، وتذوقنا وجبة “توغريفت” التي هي كسرة كبيرة يدخل “الكبَار” ضمن مكوناتها إضافة لمسحوق بعض الحبوب والشحم..إلخ.

وطالبت نسوة جمعية “الفتح” بتوصيل مطلبهن المتمثل في ضرورة توفير وسيلة نقل، نظرا لبعد الثانوية من المكان(7كلم) ولتشجيع التلاميذ على مواصلة الدراسة.

 

مشروع صندوق الأموال المتجددة بتكموظين

لفتت تعاونية “الاموال المتجددة ب”تكموظين” انتباهنا،الذي بمبلغ محدود وساعد النساء الأكثر احتياجا بالحي، وتصرح المسؤولة عنه بأنه نجح في تحقيق أهدافه بنسبة 90 بالمائة، وموَل عشرات المشاريع الصغيرة المدرَة للدخل، لفائدة نساء يعانين من الفقر المدقع، وأرامل ومطلقات،بحيث اقترض لبعضهن مرات عدة..وتشرف لجنة مكونة من الشركاء الثلاثة(ممثل الجماعة الحضرية، وممثل برنامج الواحات، وممثل الجمعية) على تسيير الصندوق والبتَ في طلبات الدعم المقدمة لهم..وقد ساهم هذا المشروع في توفير العمل للبنات ومكافحة الهجرة.

 

altكَصر تيسك مورين

وصلنا زوالا لكَصر “تيسك مورين” لنشتم عبق التاريخ، خلال تجوالنا في أزقته. وقد تفاجأت شخصيا حينما دعاني شاب صغير لاتبعه إلى “الجامع”..عبدالرحمان كان كمن يخبئ لي مفاجأة حين قادني إلى مسجد يقبع في طرف من “تيسك مورين ” المترام الأطراف..كان يشبه إلى حدَ كبير مدينة شنقيط التي تقع في آدرار بموريتانيا على بعد قرابة 3آلاف كلم..إلا أن هذا تم ترميمه بشكل جيد وبدا في حلة بيضاء وجميلة.

خلال جولتنا في القصرين اللذين أعادت لهما وكالة الجنوب بعض قوتهما، ونفضت الغبار عنهما، صادفت شيخا يخطو نحو الثمانين كان يرطن بالامازيغية ، كمن يلقي شعرا،على مسامع زميله وتبالت معه أطراف الحديث،قال لي بأن أجداده استقروا في هذه المنطقة منذ أربعة قرون.. وعرفت بأنهم هنا يسمون الشعر ب”تانضٌامت” أو” ؤِرار” أو “تامديازت”..وكان الشيخ يضع قدمه على رأس أفعى أو حنش عندما قال لي زميله “عبدالرحمان” بأنه لا يتأثر بلدغات الأفاعي والعقارب،وأنها هي التي تموت عندما تلدغه.

من الضواحي عادت بنا الحافلة إلى”طاطا” عبر الطريق المعبد الذي قطعنا صباحا ..وكان الغداء عند مقر الجمعية الوحيدة التي تعمل في مجال تحضير الموائد الكبيرة للحفلات والأعراس، وتنخرط بها 300 امرأة وتستفيد منها 30 امرأة بشكل دائم، وقد بدأت ب110ألاف من الدرهم، وعبَرت المتحدثة باسم الجمعية عن امتنانها لكل من وقف معهم ودعمهم ماديا ومعنويا ليصلوا إلى النجاح الذي حققوا بفضل الوكالة وبرنامج تنمية الواحات.

في المساء كانت لنا زيارة لمشروع خاص بمنتجات التمور،له مبني تم تشييده بدعم من وكالة الجنوب وجهز بمعداة راقية مكنت السيدات من العمل بجدية أوصلتهم لتحقيق نسبة كبيرة من أهدافهم..والحصول على ترخيص على المستوى الصحي، ولأول مرة نشاهد “قهوة التمر” المستخلصة من طحين لب التمر.

وكانت زيارة لجمعية “أركَانه دودرا” قبيل الغروب ،ختاما لنشاطاتنا لهذه الجمعة المباركة، حيث شاهدنا مجهودات النساء المميزة بهذه الجمعية،واستمعنا لقصة التحفيز الذي تقدم وكالة تنمية الجنوب، وكيفية العمل والمشاكل المتمثلة في بعد”الجماعة القروية” التي يأتون منها ويأتي منها المنتوج وصعوبة طريقها (95كلم) أكثر من 30 منها غير المعبدة،حسب خديجة بلعيش، وصعوبة العمل الذي يتم أحيانا بطريقة تقليدية(تستعمل فيها الرحى البدائية )،وإكراهات تسويق المنتجات المتعددة للأركان (زيوت وكريمات وشامبو) ..

واتفق الكثير ممن حاورناهم على أهمية العمل الجبار الذي تقوم به وكالة الجنوب وبرنامج الواحات من تثمين للتراث وإحياء للحرف القديمة..شخصيا أثمن عاليا ما لاحظته من جهود في سبيل ذلك وفي سبيل ترميم وهيكلة المباني الأثرية، وما تم خلقه من فرص عمل لأناس محتاجين و يستحقون العيش بأمان في أرضهم وقرب واحاتهم  .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى