الشعلان: النّص الإبداعي يملك في الغالب كيمياء الإفصاح
الزمان انفو ـ قالت الاديبة د. سناء الشعلان انها منشغلة هذه الأيّام في إنجاز روايتها الجديدة التي ستتبع رواية «أعشقني»، وهي رواية تقدّم رؤيتها الخاصّة عن البقاء والخلود والسّعادة، مشيرة إلى أن النقد «عندما يصدر من قلم أصيل، فهو يرسم الطّريق والمحدّدات والإمكانات والمطلوب وأماكن القوّة والتّشكيل والتّوليد للمبدع، ولكن عندما يكون نوعاً وشكلاً من أشكال»مضافات العرب» و»مجاملات الأعراب» و»أقاصيص السّمار « فهو محض لغو لا قيمة له».
وأكدت سناء الشعلان: «النّص الإبداعي يملك في الغالب كيمياء الإفصاح والإحالات الصّادقة نحو جوانيات منتجة، ولذلك فهو يفصح عن حقيقة منتجة، ويخفق في أن يتواطأ معه على الإدّعاء والكذب والتلفيق، ليس لأنّ منتجه غبي، وليس لأنّه صادق، وليس لأنّ الإفصاح قصدي في النّص، بل على العكس أحياناً، فقد يكون التستّر والإخفاء والكذب والإدعاء هم غايات النّص الأساسية، ولكنّ النّص يعجز في الغالب عن أن يقوم بغايته، لأنّ من الخصائص العجيبة القهرية والملازمة للنّص أنّه يقول حقيقة منتجه مهما بالغ في التخفّي خلف مهارته اللغوية، وأعتقد أنّه قادر على تجاوز نفسه عبر حقيقته اللغوية المصنوعة في منجز نصّي طليعي، وتكون المفارقة الفاضحة عندئذ في أنّ النّص يغدو الفاضح الحقيقي لصاحبه، وفخه غير المتوقع، ووثيقة إدانته واتهامه. وعلى ذلك تتابع الشعلان يمكن أن يتوارى المرء خلف أيّ شيء من الأقوال الكاذبة أو الأفعال الملفّقة، أمّا النّص، فهو فخ فاضح، لا يمكن تجاوزه مهما بلغ المبدع من نضوج وموهبة، ومهما امتلك من ملكات وأدوات». عن قراءاتها، تقول: قرأتُ مؤخراً، كتاب «مشاهد ومطارحات في الأدب واللّغة والثّقافة» و»الاتّجاهات الوجوديّة في الشّعر العربيّ الحديث»، وكلاهما لعلّامة الهند محمد ثناء الله النّدوي، وهما كتابان يقدّمان رؤية خاصّة في التّلقي والتأويل والتأصيل، فضلاً عن أنّهما يمنحان مساحات جديدة في الرّؤية لحركات النقّد والإبداع عبر رصيد عملاق يملكه العلّامة النّدوي في المعرفة والثقافة والقدرة في تشكيل رؤية خاصّة تمتد من فكر إنسانيّ رحب قادر على تشكيل التّصورات وتبرير المختلف وتسويغ الجمال عبر النفاذ نحو مشاربه العليا. و عن رحلتها الاخيرة الى الهند، قالت: «من أهم الرحلات العلميّة التي قمت بها؛ فقد عاينت فيها المشهد الأكاديمي العلميّ في الجامعات الهنديّة، لاسيما في حقل اللّغة العربيّة وآدابها، وهو مشهد أدهشني بما يملك من زخم وتسامق وعلم وجهود فكريّة وبحثيّة وإنتاجيّة، كما ملأ نفسي الفخر بهذه الكواكب العلميّة الغيورة التي تهب حياتها وجهودها ونيّاتها لأجل خدم الإسلام واللغة العربيّة، وهالني هذا السّعي المخلص في هذا الشّأن من علماء الهند وباحثيها، وهو سعي أعدّه مدرسة خاصّة في هذا الشّأن تمتدّ جذورها إلى قرون خالية أسهم العلماء الهنود في حمل راية الحضارة الإسلاميّة وغذّوها بفكرهم وإبداعهم ومؤلفاتهم. تركت زيارة الهند في نفسي ذلك الدّفء وتلك المحبّة التي قابلني الجميع بها، وتعطّشهم للعلم والعلماء، وحبهم للعرب واللغة العربيّة، وضربوا مثالاً في نقاء النفس البشرية التي تعيش في محراب العلم، واستطيع القول إنني عشتُ تجربة روحيّة راقية، وهي تجربة شحنتني بالقوة والمحبّة والخير والجمال الذي اخذته من علماء وباحثين وشعب الهند الطيب. مضيفة: ثمة إرث كبير من التّاريخ المشترك في العلم والابداع بين العرب والهنود، وجمعتنا بهم كثير من الظروف والمواقف والأفكار والرؤى والأحاسيس المشتركة والدّاعمة. وعن ولعها بالسّفر، وعمّا تبحث، أفادت د. سناء الشعلان: «أبحث عن الجمال والسّعادة والاكتشاف والدّهشة والخير، وجميعها موزّعة بين البشر، وقد وجدتُ في السّفر طريقة لجمع شتات هذه المعطيات في أنفس البشر وفي مختلف جغرافياتهم. ووجدتُ أنّ الخير هو الأجمل في البشر، وهو المعوّل عليه الأوحد في خلودهم وسعادتهم وتساميهم».