من أشهر قصص المخدرات في موريتانيا
هذه نبذة عن قصة من أشهر قصص المخدرات فى موريتانيا نشرها مدون شهير على صفحته:
“كانت الأمور لتظل على حالها مع تاجر الأسماك “مينى ولد السودانى” على شواطئ انواذيب التى تعج بالأسماك وكان اسمه ليظل على ضفاف ألسنة الصيادين وتجار الأسماك هناك لولا أن عظم الصفقة التى عرضت عليه من قبل صيد كن – اسال لعابه …
وصيدو كن هو اسم وسيط “مافيا مخدرات” ذات صبغة دولية على ما اعتقد إن لم تخنى الذاكرة باسمه
كانت الصفقة كالتالى: تتولى مافيا المخدرات تأمين إيصال “البضاعة” إليه هناك فى انواذيب ثم يتولى هو بعد ذلك نقلها عن طريق حشوها فى بطون الأسماك التى يشحنها إلى إسبانيا بحرا عبر سفن صغيرة داب على نقل الأسماك من خلالها إلى هناك..!
وصلت “البضاعة” إلى نواذيب عبر طريق أجهلها..لكن اغلب الظن يميل إلى أنها وصلت عبر طائرة نزلت بها فى الفيافى التى تقع إلى الغرب من تازيازت غير بعيد من شاطئ البحر ثم حملت بحرا إلى سواحل انواذيب…المهم ان البضاعة وصلت..وقام “مينى”بالخطة كما رسمت سلفا..ولأن كيد الناس عظيم وهن غير (منفوشات)لم تشأ عضو المافيا و شقية الوسيط سيد كن أن تفوت الصفقة زوجها باركلة ول اكرميش المتواجد حينها فى اسبانيا وهو رحل بأمة.. عرضت عليهم خدماته فوافقوا وتمت الخطة بحضور عضو اجنبي من المافيا على النحوى التالى..
يتم شحن البضاعة (الطريقة آنفة الذكر) وعند وصولها لأسبانيا يستلمها باركلة وفى نفس اليوم يصل إلى إسبانيا عبر المطار كل من ميني ول السودانى ورفيقة ممثل المافيا..
ولأن طرفي الخطة باتا الآن بيدي موريتانيين هما باركلة وميني فقد دخل على الخطة ما لم يكن بالحسبان فتم إبرام صفقة جديدة بين الرجلين تفضى إلى تقاسمها لريع البضاعة بعد خداع المافيا والتخلص منها…وكانت الطريقة كالآتى..
عندما يصل ميني ورفيقه ممثل المافيا إلى المطار يقوم باركلة بإخبار الشرطة ان حقيبة مينى بها مخدرات..وهكذا سيتم توقيف ميني وحجزه فى غرفة خاصة وتفتيش حقيبته..وفى تلك الأثناء سيعتقد رفيقه أنهم كشفو وسيلوذ بالفرار ليخبر العصابة لاحقا انه تم كشفهم وأن ميني تم اعتقاله بينما الواقع أن الشرطة ستطلق سراح ميني بعد ذلك بعد التأكد من خلو حقيبته من المخدرات..وهكذا تمت الخطة وفر ممثل عصابة المخدرات واخبر قيادة العصابة بأنهم كشفو وأن مينى اعتقل..
بعد ذلك ..وبعدما تم الإفراج عن ميني اتصل بباركلة طالبا حصته من ثمن البضاعة..ولكن باركلة كان لديه رأي آخر…فكما تحايل على العصابة لن يكون ميني حجر عثرة فى طريقه فمنعه حصته قائلا هي اي (المخدرات) نار…والنار ما تكاسم.. وهكذا باء ميني بالأسوئين – الخروج من الصفقة بخفى حنين مع حلول لعنة رؤساء العصابة عليه بعدما أوصلتهم تحرياتهم إلى أنه خدعهم..
بعد ذلك وبعد فترة وصل العاصمة الموريتانية نواكشوط أحد رؤوس العصابة يدعى “أريك”ومعه جزائريان هما عضوان فى العصابة واستأجروا منزلا فى تفرغ زينة ..ثم اتصل اريك على أحد افراده وهو ضابط الشرطة وممثل الانتربول فى موريتانيا حينها سيدى احمد ول الطايع وطلب منه أن يحضر له ميني ولد السودانى من أي نقطة كان فيها..وهكذا قام هذا الضابط بتحرى شامل وفورى عن ول السوداني ليصله خبر مفاده ان اسم ول السودانى مدرج على لائخة المسافرين لذلك اليوم عبر المطار..وهكذا أخذ هذا الضابط معه وكيل شرطة كان مقربا منه وذهبا إلى المطار وقاما باعتقال ول السودانى ومباشرة ذهبا به إلى رئيس العصابة أريك الذى كان ينتظره بلهف
لم يصدم ول السوداني بشيئ مثل صدمته ان شرطة بلاده تسلمه الى عصابة مخدرات قاتلة…بعد تحقيق قصير لم يقتنع اريك برواية ول السودانى وقرر قتله والانتقام منه وقال له انت ميت لا محالة وهذا جزاء من يخدعنا واراه برميل من (الآسيد) وقال له بعد قتلك ستقطع وتوضع فى ذلك البرميل وهكذا ستتحل ولن يبقى لك أي أثر…انخلع قلب ول السوداني وبلغ فؤاده حنجرته من الفزع..وهنا تدخل أحد الجزائريين وقال له أنت ميت لا محالة..ولكن بما أنني مسلم مثلك فإننى أنصحك بأن تصلى ركعتين قبل ذلك..وهكذا استحسن ول السوداني الأمر لعله يؤخر أجله ولو للحظات لعل فرجا يحصل فى تلك الأثناء..
طلب ميني ان يتوضأ..فأرسلوا معه وكيل الشرطة إلى المرحاض حتى يفعل ذلك..وهنا حدثت المفاجأة الكبرى…
أرسلت العصابة مع مينيى الشرطى نحو المرحاض ليتوضأ..وهنا تدخلت العناية الربانية لتكشف كربه وتضع حدا لخطورة الموقف الذى تكبله حباله فحركت أناملها فؤاد وكيل الشرطة فتدفقت فى سفوحه سيول الشفقة والرحمة على “ول السودانى” وبدل أن يسوقه نحو المرحاض دفعه بعد ان غاب عن أعينهم نحو باب االسلم وقال له (أهرب يكلع اهلك الناس لاهي يكتلوك).
وهنا لم تصدق عيناه سرعة الفرج الذى حظي به..لكن رجلاه فعلت ذلك وانطلقت به نحو السلم كالريح خفة..ثم ركض خلفه الشرطي على هيئة المطارد له وعند وصولهم إلى السطح أخرج الشرطي مسدسده وأطلق رصاصات فى الهواء وهو يصيح بالفرنسية “الشرطة..الشرطة” موهما العصابة فى المنزل أن الشرطة تنفذ عملية ضدهم وهنا دب الرعب فى نفوسهم وتطايرت سيناريوهات كيفة الإعتقال إلى اذهانهم وهكذا تشتت القوم كل يريد النجاة بنفسه فركبوا سياراتهم على جناح السرعة وسابقوا الريح كغزلان لمحت قسمات ضيغم فى ظلام دامس
أما مينى ول السودانى فلم يكن من سيقانه إلا ان واصلت الركض به على سطح المنزل رغم هلعه ..وعندما انتهى السطح لم تلحظ ذلك قبل ان تخطو خطوات فى الهواء ثم استقرت به بين عائلة من (الحراس) بعد ان اخترفت سقف الكوخ الذى يسكنون فيه..وقبل ان تميز الأسرة ملامح الضيف الجديد وهل هو بشر ام مارد سقط من السماح صك مسامعهم بصيحاته ” سيد احمد لطايع جابنى لعصابة لاهي يكتلونى..سيدى احمد لطايع جابنى لعصابة لاهي يكتلونى”
ثم خرج من عندهم كما نزل دون ان ياخذوا منه أي خبر..وكان قد استعاد من عقله نتيجة صدمة السقوط ما يهتدى به إلى مفوضة لبشرطة رقم(4) ..وهناك دخل عليهم كما سقط على الأسرة والهلع يسيطر عليه وهو يردد نفس الجملة ( سيدى احمد الطايع حابنى لعصابة لاهي تكتلنى)..وبعد تهدئته وتسكين روعه أخبرهم بالقصة كاملة وهنا وعلى حناح السرعة تحركت إدارة الأمن واعتقلت ول الطايع..بينما ذابت بقية العصابة كالملح ولم تظهر إلا خارج البلاد..
بعد ذلك وبعد أن أمن ر ئيس العصابة أريك على نفسه من الملاحقة قام يزيارة إلى كريم واد ابن الرئيس السنغالى عبد الله واد..وهو صديق شخصى له..ولكن ولسوء حظه علمت به المخابرات وقد صدرت بحقه قبل ذلك مذكرة توقيف دولية ..وعلى جناح السرعة تحركت الشرطة السنغالية بأمر من خصم كريم واد وهو الرئيس السنغالى ماكى صل واعتفلته ..ثم سلمته لموريتانيا ليلتحق فى السجن ببقية خصومة مينى ول السودنى وصيدوا كان الذى اعتقل قبل ذلك قبل أن يلتحق بهم باركله الذى اعتقل لاحقا..
وهناك فى السجن واصل اريك تهديداته لو السودانى ومن جملة تلك التهديدات انه أراه شريط فيديو يظهر فيه اريك نفسه مع أفراد من عصابته وهم يقطعون “خائنا لهم” إلى أشلاء أمام عائلته وقال له هكذا سيكون مصيرك..وهتا وبعد مشاهدة هذا الشريط لم يستطع ولد السوداني أن يصمد وبعد محاولات استطاع أن يقتع أريك ببراءته مع تحمله لجزء من “رزيتهم” ترجمها بعد ذلك فى أقساط شهرية تصل حدود 20 الف اورو..وعندها استطاع أن يحصل على امان من أريك وبالتالى الخروج من تجاذبات القضية
ولأسباب غير معلومة كان باركلة (يحاسن بطة) شيه يومية لولد السوداني يوجع له فيها جلده..ولكن الأكيد بعد ذلك أن مدار القصة بقي بين أريك وباركلة حيث العصابة توصلت إلى قناعة أن هذا الأخير هو العقل المدبر لعملية التحايل عليهم…ولكن ولأن مصاب القوم مشترك ..وكذلك المصير.. فقد أجلوا تصفية حساباتهم..وركزوا جهودهم على إيجاد سبيل يفك عنهم أغلال السجن وقيوده
وهكذا بعد محاولات قادتهم لعرض بإطلاق سراحهم من شخصية قضائية بارزة مقابل 300 مليون اوقية يضعونها فى حسابه توصل القوم أخيرا إلا صفقة مع شخصية أخرى من نفس السلك …تقوم الصفقة على ان يدفعوا له مبلغ 24 مليون مقابل الإفراج عنهم وتبرئتهم..وهو ماتم لاحقا بالفعل..الأمر الذى سيوفر لهم 48 ساعة من الحرية قبل أن يجوز لأي سلطة توقيفهم..
يتواصل .
نقلا عن صفحة المدون : دمبره السمان .