شاهد من “الحي” يتحدث عن حقيقة أحداث الأربعاء
الزمان ـ “تربطنى صداقة منذ سنوات مع رجل ستيني من سكان كزرة بوعماتو التى شهدت احداثا مؤسفة اليوم علاقتى بالرجل بدات قبل سنوات عندما وجدته فى المستشفى الوطني عاجزا عن اجراء فحص اشعة لاحد ابنائه توسل الي باكيا قال انه لايعرف احدا ولايملك مالا وابنه مريض وبحاجة للفحص..
ادخلته مع ابنه الى قسم الاشعة وكلفت زميلا لى باجراء الفحص للطفل وسلمته لكليشيه ومبلغا بسيطا من المال يساعده على العودة الى منزله من تلك اللحظة تعرف علي وتعرفت عليه وقلت له هذا رقمى واذا وجدت اية مشكلة فاتصل علي كان يتصل علي من حين لاخر طلبا لاستشارة طبية او فحص او دواء اومساعدة وهكذا تذكرته اليوم فهاتفته لاطمئن عليه واساله عن الحادثة فقال لى وانقل عنه بامانة:
(نحن كنا نعرف ان الارض ليست لنا ولن تكون لنا والحكومة عوضتنا قطعا ارضية وكنا نستعد لاخلاء الارض دون مشكلة خاصة واننا سنحصل على قطع ارضية وتعويض مادي يساعدنا على بناء منازل مستقرة على ارض نملكها بدلا من هذه الاخبية القماشية والارض التى لانملكها اصلا ماحدث اليوم ان جماعات من خارج الحي لا اعرف هل هم من اهل السياسة ام حقوق الانسان انتشروا من الصباح الباكر فى الحي وكانوا يدعوننا للبقاء لان الارض لنا ومن حقنا البقاء فيها وشحنونا بعبارات عنصرية انا شخصيا اخجل منها لم نقتنع بدعوتهم فنحن فقراء بسطاء مسالمون لا مشكلة لنا مع ابيض ولا اسود فى بلادنا هذه فقط نريد حباة كريمة ولن نظلم احدا حتى لوتعرضنا للظلم ثم اننا مجموعة غالبيتها من النساءو الاطفال لانريد علوا فى الارض ولافسادا الوافدون الى الحي كانوا اكثر من سكانه وكانوا منظمين وملثمين ويتحركون بطريقة توحى بان لهم مخططا ينوون تنفيذه وعندما لاحظوا اننا لسنا مستعدين للبقاء ولا لمواجهة السلطات اخذوا المبادرة بانفسهم وتركونا خلفهم وبداوا يرشقون الشرطة بالحجارة والعصي والهراوات ثم اندفعوا نحو باص للشرطة واشعلوه امام الجميع وعندما تدخلت قوات الدرك والحرس تفرقوا واصبح الحي خاليا الا من سكانه الاصليين الذين لم يضربوا شرطيا ولم يشعلوا باصا ولامشكلة لديهم مع الشرطة ولامع السلطات ولاينظرون الى الامر من منظور لوني اوعرقي او سياسي اوحقوقي نحن فقراء مسالمون لانريد الفوضى ولاضغينة لنا ضد اي مواطن موريتاني اورجل امن نريد ان نرحل بهدوء الى قطع ارضية نملكها ونود ان تساعدنا الدولة على بنائها وامدادها بالماء والكهرباء ولامصلحة لنا فى ايذاء مواطن موريتاني مسلم فى ظهر المحرم ولسنا ضد الدولة وليست لدينا مشكلة مع اي كان وماحدث لايمثلنا ولا نؤيده ولا نتبناه ولانتحمل مسؤوليته ولاناقة لنا فيه ولاجمل ونبدى اسفنا لتلك الدماء التى خلفتها المناوشات وحسرتنا على تهديد السلم العام والدوس على هيبة السلطة العمومية ففى النهاية لا احد يستفيد من كل ذلك سوى اعداء الوطن الموريتاني والشعب الموريتاني فى الداخل والخارج”
بقلم المدون والكاتب حبيب الله ولد أحمد