الذكري ال 200 لجنوح الفرقاطة الفرنسية “ميدوزا”

خلدت مجموعة من الفرنسيين قبل أيام الذكري ال 200 لجنوح الفرقاطة الفرنسية “ميدوزا” la frégate la Méduse، على الشواطئ الموريتانية. وأشرفت على تخليد الذكرى منظمة SEPANSO الفرنسية التي واكبت تأسيس حوض آركين منذ سنة 1972. وكانت الفرقاطة ميدوزا قد جنحت لتعلق على رمال حوض آركين يوم 2 يوليو 1816 وعلى متنها 395 راكبا من ضمنهم عدة شخصيات فرنسية من بينهم حاكم جديد معين للسنغال وعائلته، بالإضافة إلى علماء وجنود ومستوطنين.

وقد حاول 152 من الركاب النجاة بأنفسهم على قارب نجاة بطول 20 متر، لم ينج منهم سوى 15 شخصا بعد صراع مرير من أجل الحياة تميز برمي بعض رفاق السلاح في المحيط من أجل تخفيف الحمولة وبأكل لحوم البعض الآخر. وكانت ميدوزا قد غادرت ميناء بوردو يوم 27 ابريل 1816 مع 3 قطع بحرية أخرى بهدف إعادة احتلال السنغال بعد تخلي بريطانيا عنها بموجب اتفاقية باريس.

 

ألهمت حادثة جنوح الفرقاطة ميدوزا، الفنان والرسام ( تيودور جيريكو (١٨٢٤/١٧٩١) فقرر أن يرسم ماحدث رغم بشاعتها ويعبر عن هول المأساة بطريقة فنية ، فاستمع لتفاصيل الحادثة من الناجين وطلب من أحد النجارين أن يصنع طوفاً مشابهاً للطوف الذي صنعه البحارة ، ويقال أنه استعان ببعض الجثث من إحدى المستشفيات ليرى بنفسه لون وملمس البشرة بعد الموت ، وصور في لوحته وبشكل مذهل مصير البحارة وهم يتشبثون بالطوف الخشبي ويظهر أحد البحارة وهو يحمل الأخر بين يديه وأخر يلوح بقطعة من قميصه ونظرات الخوف من المصير المجهول تظهر في أعينهم . استغرق رسم اللوحة عاماً كاملاً وأسماها ( طوف ميدوزا ) (le Radeau de la Méduse ) وتم عرضها في متحف اللوفر عام ١٨١٩ .

 

أقلام حرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى