تصاعد التوتر العرقي في أمريكا.. والشرطة تعتقل 200 زنجي
الزمان ـ
اعتقلت الشرطة الأمريكية أكثر من 200 شخص وسط مشاهد من الفوضى خلال ليلة جديدة من الاحتجاجات ضد عنف الشرطة تجاه السود، فيما كشفت السلطات أن منفذ هجوم دالاس كان يخطط لتفجير.
وتصاعد العنف في أنحاء الولايات المتحدة بسبب مقتل التون سترلينغ وفيلاندو كاستيل هذا الأسبوع برصاص الشرطة في ولايتي لويزيانا ومينيسوتا، وكان من بين المعتقلين عناصر من حركة “حياة السود مهمة”. من جهته، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما مجددا الأحد 10 يوليو/تموز من العاصمة الإسبانية مدريد، الأمريكيين إلى التزام الهدوء وعدم مهاجمة قوات الشرطة. وقال أوباما في تصريح صحفي في ختام لقاء مع رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي في مدريد،: “العنف إزاء عناصر الشرطة جريمة لا بد من أن تلقى العقاب.. إن عدم الإقرار بأن غالبية عناصر الشرطة يقومون بعملهم بشكل جيد جدا إنما يفقدنا الكثير من الحلفاء المؤيدين للإصلاحات”. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس سيزور دالاس الثلاثاء القادم ليلقي كلمة في جنازة رجال الشرطة الخمسة الذي سقطوا في هجوم دالاس الخميس الماضي. وصرح قائد شرطة دالاس ديفيد براون لقناة “سي أن أن”، أن لمنفذ هجوم دالاس ميكا جونسون الجندي السابق البالغ من العمر 25 عاما، “خططا أخرى” نظرا إلى ترسانة الأسلحة التي عثر عليها في منزله. وعثرت الشرطة في منزل جونسون في ضاحية دالاس على مواد لصناعة قنابل وبنادق وذخائر وكتيب عن أساليب القتال. وكان الذعر سيطر على دالاس مجددا السبت إثر تلقي المقر العام لشرطة المدينة الواقعة في جنوب الولايات المتحدة تهديدا من مجهول ورصد شخص مشبوه في أحد المباني، بعد يومين من إقدام القناص جونسون على قتل خمسة شرطيين خلال تظاهرة سلمية. وقالت الشرطة في بيان: “دائرة شرطة دالاس تلقت تهديدا من مجهول ضد قوات الأمن في سائر أنحاء المدينة واتخذت إجراءات احترازية لتعزيز أمن عناصرها”. وصرحت عناصر في الشرطة لوكالة “فرانس برس”،: “هذه الإجراءات شملت فرض طوق أمني حول المقر العام”، لكن الشرطة نفت لاحقا على “تويتر” فرض طوق أمني حول المقر العام، مؤكدة أنها أعلنت حال التأهب في إجراء احترازي يأتي بعد يومين من مقتل 5 من عناصرها وإصابة 7 آخرين برصاص رجل أسود. ويأتي ذلك بعد ليلة جديدة خرجت فيها مسيرات في مدن أمريكية عدة تنديدا بممارسات الشرطة العنيفة ضد السود. ويطالب المحتجون الذين تقودهم حركة “حياة السود مهمة” بالعدالة لأمريكيين أسودين وهما: التون سترلينغ وفيلاندو كاستيل، قتلا هذا الأسبوع برصاص الشرطة في لويزيانا ومينيسوتا، وأثار نشر لقطات فيديو للحادثين صدمة في المجتمع الأمريكي. واعتقلت الشرطة عشرات المشاركين في تظاهرات في باتون روج، حيث قتل سترلينغ، وكذلك في سانت بول حيث قتل كاستيل، كما وأغلق مئات المتظاهرين في سانت بول مفترق الطريق السريع لساعات السبت 9 يوليو/تموز وألقوا بالمفرقعات والحجارة والزجاجات على الشرطة، واستخدم رجال الشرطة قنابل الدخان ورذاذ الفلفل لتفريق التظاهرة. وقالت شرطة سانت بول على صفحتها على “فيسبوك”، إن “المتظاهرين ألقوا القنابل الحارقة، كما ألقى شخص “قطعة كبيرة من الإسمنت من جسر على رأس أحد رجال الشرطة”. وأضافت أن “خمسة من رجال الشرطة اصيبوا، لكن اصاباتهم ليست خطرة”. أما في باتون روج، فذكر الإعلام المحلي، أن الشرطة اعتقلت متظاهرين اثنين على الأقل. ونفى محامي الشرطي الذي قتل فيلاندو كاستيل السبت 9 يوليو/تموز، أن يكون موكله جيرونيمو يانيز أطلق النار بدافع العنصرية، مؤكدا في المقابل أن كاستيل كان مسلحا، وقال إن “ما حمل الشرطي على إطلاق النار لا علاقة له بالعرق، بل هو على ارتباط بوجود سلاح”. وعلى إثر تواتر حوادث مقتل رجال من السود برصاص الشرطة، وبعد الحادثين الأخيرين، قال القناص الذي قتل قبل ايام خمسة شرطيين في دالاس واسمه ميكا جونسون (25 عاما) لمفاوضيه قبل مقتله، إنه “يريد قتل رجال شرطة من البيض انتقاما لمقتل السود”. وبات المسؤولون في دالاس متأكدين الآن من أن جونسون، الجندي السابق في الجيش، تحرك بمفرده ولا علاقة له بأي تنظيم أو مجموعة كما كان يخشى في البداية. لكن مشاهد الرعب في دالاس بولاية تكساس جددت المخاوف من فصل مظلم جديد من العنصرية في أمريكا. “الأخطر – هو أن تكون أسود” وطالبت حركة “حياة السود مهمة”، التي قادت تظاهرات استمرت أشهرا في أنحاء البلاد احتجاجا على وحشية الشرطة تجاه الأمريكيين من أصل إفريقي، بوضع حد للعنف وليس التصعيد. وتظاهر مئات الأشخاص سلميا السبت 9 يوليو/تموز في نيويورك لليلة الثالثة على التوالي، رافعين لافتات تحمل اسمي التون سترلينغ وفيلاندو كاستيل، فيما شهدت مدن أخرى مسيرات، بينها إنديانا بوليس وفيلادلفيا، حيث دعا المنظمون إلى “عطلة نهاية أسبوع من الغضب”.
وليل الجمعة الماضية استخدمت الشرطة في فينيكس واريزونا رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة، أما في روتشستر بنيويورك، فقد ألقي القبض على74 شخصا خلال اعتصام احتجاجي. وسعى السياسيون الأمريكيون إلى توحيد الصفوف بعد أسبوع من أعمال العنف. وكتبت المرشحة الديموقراطية إلى الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون على “تويتر” أن “على الأمريكيين البيض الاستماع عندما يتحدث الأمريكيون الأفارقة عن العوائق التي تواجههم”. من جهته، قال نيوت غينغريتش المرشح البارز لمنصب نائب الرئيس على لائحة المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب “الأخطر في أمريكا هو أن تكون أسود”، واضاف “أحيانا من الصعب بالنسبة إلى البيض أن يفهموا ذلك.. إنه خطر يومي”. وفي ارخبيل الباهاماس حيث 90 بالمئة من السكان من السود، دعت السلطات مواطنيها الذين يقضون اجازاتهم في الولايات المتحدة إلى توخي الحذر في حضور الشرطة. وقالت خارجية باهاماس على موقعها على الإنترنت “نطلب خصوصا من الشبان التحلي بأقصى الحذر في المدن المعنية عندما يكونون في تواصل مع الشرطة.. تفادوا المواجهة وكونوا متعاونين”
وكالة الأنباء الفرنسية