تدوينات مختارة..في الأدب
حكم الزمان.. و حكمه لن ينقضا ـــــ ألا يعود من الصبابة ما مضى ما لي إذا جئتُ العباب مُسلما ـــــ لام العذولُ مصرحا و معرَضا و إذا وقفتُ على البليل و ربعه ـــــ جعلتني العذال ذيبا أبيضا..
أبيات للعلامة امحمد بن أحمد يوره… و العُباب.. أضاة بالقرب من الميمون… و بالقرب منها أضاة لاشوش … التي يذكرها الشاعر في أبيات له إذ يقول: فعوجا على لاشوش نبك ربوعه ~ و إلا فبالميمون ذلك واسع…. و يقال إن أحد أبنائه كان يردد هذا البيت ليلة اوفاة امحمد و هم يذهبون به لدفنه في الميمون… و يكرر.. ” واسع… واسع…” و ورد ذكر العباب في قطعة للعلامة خطري بن الغوث بن أحمد ولد حرمه الألفغي و ذلك في زيارة له و هو يتوجه إلى مقبرة الميمون.. يقول: أرى القلبَ لا يُشفى من الهم و الأسى ~ بليت و لا لعل و سوف و لا عسى و لكنَ من يغدو من البدء معملا ~ إلى حيثُ من يهواه أجردَ أعيسا تراءى له بعد الضحى كل معهد ~ برؤيته تشفى الوساوس و الأسى و يهبط من وهد العباب مسلما ~ على الحضرة الغرا و يشفي الموسوسا رويدك ذا الميمون زر متأدبا ~ فلست تنادي أو تكلم أخرسا أرى عن يمين منه نجد هويدج ~ كما عن يسار منه ذو السدر قد رسا.. و ” البدء” الواردُ ذكره في القطعة هو أفجارأهل أحمد شله…. و هو بئر للألفغيين يقع على بعد 5 كلم شرقي اتاكَلالت… و يعرب بالمبدوع… يقول إبوه ولد لسياد… في تعريب إفجارن… ألا من لي و ما أملي بخوصا ~ تبلغني المبادع فالملوصا…. و ملوصي… أي البئر الإسمنتية و الكلمة من الفرنسية ” لاشو”La chaux… و لكنها حرفت بلكنة أعجمية… و المثل هنا الذي ضربه امحمد ب”الذئب الأبيض” يدل على الغرابة في الأمور…. فلون الذئب عادة لون رمادي… و قل أن يكون أبيض… و ذكرت موسوعات الحيوانات أنه يكون أبيض اللون في المناطق الثلجية.. و لكنه يكون أصغر حجما من الذئب الآخر… قال رؤبة بن العجاج في إحدى أراجيزه: حتى إذا جن الظلام و اختلط ~ جاؤوا بمذق.. هل رأيتَ الذئب قطَ.. جاء ذلك في الشواهد عند قول ابن مالك في ألفيته: و امنع هنا إيراد ذات الطلب ~ و إن أتت فالقول أضمر تُصب… و كان هذا الشاهد سببا لمشاعرة هامة بين الذيب الحسني و تلامذة إباه… يحظيه بن عبد الودود… فقد التقى ببعضهم و كتب لهم في لوح: هل تعربوا لي يا تلاميذ الخلط ~ ” حتى إذا جن الظلام و اختلط…..” فقالوا له: ” مرت نون..” يريدون بذلك أن هل لا تنصب و لا تجزم المضارع… فكان ذلك سببا لمشاعرة هامة بينهم ظهر فيها خاصة أبي ولد حيمود الجكني… و من القصائد المشهورة في تلك المشاعرة قصيدة: أشجوا إن مررت بدمنتين ~ لنعم.. ما تركتُ دما بعيني و هذه المشاعرة هي التي يفتخر فيها الذيب بقوله: سقى الله الربوع بذي العلندى ~ من الأسدي نثرة أو ذراعا و سقَى ذا النقي و ما عهدنا ~ بقاعا ما نود بها بقاعا و أطلال الأحيمر ما اللواتي ~ حوت قدما على الدمن ارتفاعا كما حوت ارتفاعا في الزوايا ~ بنو المختار أطيبها طباعا… و بنو المختار بطن من الحسنيين هو أولاد بوالمختار… قبيل الشاعر… و الذيب الحسني عاصر الأمير أحمد سالم ولد إبراهيم السالم… و له معه قصة مشهورة…
يتواصل…. سيدي محمد متالي