بيان من أسرة التائب محمدالشيخ
الزمان ـ درج الناس في مثل هذه الحالات أن يوجهوا رسائلهم أو بياناتهم إلى العدالة والسلطة أو إلى الهيئات والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان؛ لكننا عكس ذلك؛ نوجه رسالتنا هذه أو صرختنا إلى إخواننا وأخواتنا في الدين وفي الوطن.. وإلى كل منصف يلقي السمع وهو شهيد.
في البداية نذكركم أننا كنا أول المنكرين لفعلة ابننا الشنيعة؛ بل تبرأنا منه، وأعلناها قناعة منا بشناعة المنكر الفاحش الذي أتاه؛ لم نفعل ذلك مراءاة ولا مجاملة لأي أحد؛ وإنما فعلناه انتصارا لمقدسات ديننا، وانتصارا لعرض نبينا عليه أكمل الصلاة وأتم السلام.. واتخذنا موقفا صارما من ابننا إلى أن أعلن توبته واستغفر من ذنبه المبين؛ نرجو الله أن يتقبل منه، وأن يثبته على الصراط المستقيم. غير أننا تفاجأنا بمواصلة البعض الإساءة إليه وإلينا من خلاله؛ حيث ما فتئوا يلقبونه بــ”المسيء” وهو أمر يفتري عليه أولا؛ لأنه تاب واستغفر ربه؛ وهو وحده الخبير بما في القلوب، ويسيء إلينا نحن أهله؛ دون حق شرعي ولا أخلاقي، واسمحوا لنا في هذا السياق أن نورد لكم مثالين؛ الأول يتعلق بمحاكمة النيات، وأنه سلوك يأباه ديننا الحنيف، وترفضه سنة نبينا صلى الله عليه وسلم البيضاء النقية، والثاني يوحي بأن أخلاق ديننا تحرص على مشاعر المنتمين إليه وأحاسيسهم. الأول؛ يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم حِبَّهُ زيدا بن حارثة إلى بعض مشركي الحجاز، ولما اشتبكا (زيد والمشرك) وأوشك زيد على الانتصار عليه؛ صرخ في وجهه بالشهادة؛ فلم يعبأ زيد بذلك؛ متعللا بأنه قالها ليمنع الموت عن نفسه.. وحين رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم عنَّفه؛ وقال له قولته الخالدة المستنكرة للفعلة: هل لا شققتَ عن قلبه..! الثاني؛ يوم دخل عكرمة ابن أبي جهل في الإسلام، والمسلمون لا يزالون حديثي عهد بما عانوه من أبي جهل، وعاناه منه الإسلام؛ وبرغم ذلك نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذكره بسوء لأن ذلك يسيء إلى عكرمة.. وقع ذلك مع عدو الله ورسوله أبي جهل؛ فما بالكم بمحمد الشيخ ولد لمخيطير الذي قدر الله عليه ابتلاء؛ لكنه_ أيضاً_ اختاره بأن هداه إلى التوبة، والتوبة_ مثل الإسلام_ تجب ما قبلها، ولا أحد يحق له أن يفتش في قلوب الناس. من هنا نناشدكم_ يا إخوتنا وأخواتنا_ لا تكونوا مع الشيطان على فرد منكم.. أعينوه على توبته، واسألوا له الله؛ ففي الحديث الشريف؛ لأن يهدي الله بك رجلا؛ خير لك من حمر النعم.. واتقوا الله فينا نحن؛ والدةٌ وأخواتٌ.. ما أسأنا إلى أحد؛ وتحمَّلْنا كثيرا من الألم في صمت. وحسبنا الله ونعم الوكيل أسرة أهل امخيطير