الحسين بن محنض يرثي الشيخ ببه ولد التاه
فتانا الذي كالسيـــــف مذ آثر الغمدا
تداعت له العيـــــــــــــن الصحيحة والرمدا
وما ذاك إلا أنـــــــــــــــه وهْو واحد
كثير بما من مكرمات لــــــــــــــــــــــه عدا
جليل بما أبدى من الفضــــل والتقى
فريد بما من أوجـــــــــــــه الخير قد أسدى
فقدنا بـــــــــه في قطرنا البدر بازغا
أو الغيث منهـــــــــــــــــــلا أو البحر ممتدا
فقد كملت منه المحاســـــــــــن كلها
فصار بـــــــــــــــها جمعا وصارت به فردا
ولولا أخ فيـــــــــــــــه الذي فيه كلُّه
به نَتَعَزى لم نطــــــــــــــــــــــق ذلك الفقدا
كأن الذي قد أوجب الصبر بعـــــــده
علينا بفضل منـــــــــــــــــــه عوضنا حمدا
ولولا بنوه لم نطــــــــــــق منه بُعده
فقد قرَّبوا منـــــــــــــــــــــــه لنا ذلك البعدا
سقى الله قبـــــــــــــرا حله كلَّ صيب
وأعذب منــــــــــــــــــــــه للمقيم به الوِردا
وأسكنه أعلى الجنان وطَيَّبَـــــــــــت
ثراه خُزامــــَـــــــــــــى أزهرت حوله وَردا
ولا سُد باب كان قبـــــــــــــــل وفاته
به مُشرعا في المكرمــــــــــــــــات ولا رُدا
ولا زال فينا من يضارعــــــــه هدًى
ولا زال فينا من يضــــــــــــــــــارعه زهدا
كما ضارع الشيـــــــــخُ الفقيدُ أبًا له
وجدًّا حكى فعــــــــــــــــــلا مضى لهما جِدا فصرنا كأنا قــــــــــــــــــد دفنا بقبره
ثلاثــــــــــــــــــــــــة أسد بَبَّ والأب والجدا
على أن مثل الشيخ صعــــب وجوده
فكيف يحاكي الشيــــــــــــــــخ من عَدَّه نِدا
إذا لم يكن ممــــــــــــــن تلقى وِراثة
سريرتَه أو كان ممـــــــــــــــــــن به يُهدى
وكل محاكاة له فعزيزة
وإن جد من حاكاه واستنفد الجهدا وأمعن في فعــل الذي كان فاعلا وأخفى الذي أخفى وأبدى الذي أبدى
وإن جاز أن حاكاه في مظهــــــر له
فما كلُّ مـــــــــــــــــــــاء عند وارده صدَّى
فأنَّى له حالٌ لديــــــــــــــــــــه سنيَّةٌ
مع الله فيها هامَ مـــــــــــــــن فرطها وجدا
أصار بها صــــــــــــومَ الهواجر لذَّةً
لديه وطردَ النـــــــــــــــوم عن جفنه شُهدا
وأنَّى له نفس له مستقيمــــــــــــــة
وقلب لــــــــــــــــــه لم يعرف الغِلَّ والحقدا
يعامل بالحسنى المســـــيءَ وإن بدا
له منه حالُ البغــــــــــــــضِ أبدى له الوِدا
ولولا معاداة الرذائــــــــــــــل والخنا
وفعــــــــــــــــــــلِ الدنايا لم نجد عنده أعدا
فكيف يحاكي فعلَـــــــــــــه غيرُ أهله
ولست أحاشي الشِّيــــــبَ في ذا ولا المُردا
أليس لأهل العاقل السبــق في الندى
وفي البذل في الأنحا وفي الصدر في الأندا
وحلمٌ به ازدانوا وما بلغـــــوا الصبا
وفضلٌ به سادوا ومــــــــــــا آنسوا الرُّشدا
وعلمٌ بـــــه اعتادوا اقتناصَ شواردٍ
لها اقتدحوا بالفكـــــــــــــر من فهمهم زَندا
وشدُّوا على أعضــــادهم معَ علمهم
بسرٍّ به في النــــــــــاس قد أدركوا القصدا
فأعلى لهم قدرًا وبلغهم مُــــــــــــنًى
وأورثهم عــــــــــــــــــــــزا وأكسبهم مجدا
هم الغيث إلا أننا لا نــــــــــــــرى به
لدى سحــــــــــــــــــه برقا يَروع ولا رعدا
وهم سادة الخمــــــــس الذين تعلقت
بهم فئة منا رعـــــــــــــــــــــت ذلك العهدا
تولى إله العرش جلَّ أمــــــــــورهم
وأبقى كما قد كــــــــــــــــان طالعهم سعدا