سكان مدينة أمريكية يعيشون في عزلة رقمية
الزمان ـ تعتبر بلدة غرين بنك غربي ولاية ويست فرجينيا الأمريكية مختلفة عن أي بلدة أخرى في العالم، إذ تفرض قيودا شديدة على إشارات الهواتف المحمولة وشبكات الإنترنت (واي فاي) وغيرها من عناصر “الحياة المعاصرة”.
غير أنه ربما تشهد البلدة تغيرا ملحوظا في المستقبل.
يُذكر ان غرين بنك تملك تلسكوب ضخم مهمته الاستماع لأي إشارات تواصل أو نشاط “كائنات أخرى” يأتي من خارج كوكب الأرض.
وإذا كانت الكائنات الغريبة على علم بأذننا الضخمة (التلسكوب) الموجهة ناحية مركز المجرة، فلن يكون هناك إعلان عن جمال كوكبنا أفضل من بلدة غرين بنك.
فالبلدة الواقعة في منطقة غرب فرجينيا الريفية الساحرة، يتوسطها تلسكوب غرين بنك الضخم الذي يهيمن على مناظرها الطبيعية الخلابة.
ربما يتراود في ذهنك انها مدينة بائسة ولكن في الحقيقة، تعتبر غرين بنك مصدر سحر مستمر للصحفيين من جميع أنحاء العالم.
فالأجانب يأتون هنا لسببين، الأول مشاهدة عجائب العلم وتطوراته، والثاني رؤية هذا الشعب الفريد الذي اختار العيش هنا.
وتقع بلدة غرين بنك في قلب منطقة الغابات الوطنية الهادئة البعيدة عن الموجات الإذاعية، وهي منطقة تبلغ مساحتها 33 كيلومترا مربعا تفرض فيها قيود شديدة على أنواع محددة من الإذاعات والترددات، حتى لا تتسبب في تشويش العديد من الأجهزة الموجودة على التلال، مثل مرصد غرين بنك، وكذلك محطة “شوغر غروف” الاستخباراتية.
وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المنطقة المجاورة لتلسكوب غرين بنك، فهناك قواعد صارمة. هاتفك المحمول هناك مثلا لا فائدة منه، ولن تجد كذلك إشارة للتلفزيون، ولن تعثر على إشارة “واي فاي” قوية، إلا أنهم يعترفون بأن كل هذا يعتبر معركة خاسرة. فالحياة المعاصرة تحقق انتصارا تدريجيا. فمعايير شبكات “واي فاي” الجديدة لا تتداخل مع الترددات الموجودة كما كان في السابق.
غير أن هذه العزلة الرقمية النسبية تعني أن غرين بنك باتت ملاذا لأولئك الذين يشعرون حرفيا بحساسية التشويش الإلكتروني.
وتعرف هذه الحالة باسم اضطراب فرط الحساسية الكهرومغناطيسي.