عصابة داعش في ضيافة ولد انويكظ في أطار / سيدي علي بلعمش
تخلد هذه الصورة الرائعة لحظة مجد في قصة تحدي ، نسفتها “داعش” بعد أكثر من خمسين سنة لتحولها إلى عطب في الذاكرة
إذا خرجنا من قاموس التسميات الإيديولوجية المعاصرة ، ماذا يمكن أن نسمي “داعش”؟
هي نظام عصابات متمرد على كل شيء، معادي للدين و التاريخ و الأخلاق و الحضارة ، يحمل راية الإسلام لإرضاء المسيحية و اليهودية و يقتل المسلمين لصالح بوهيمية الإنسان.
لا دين سماوي و لا تاريخ مشترك و لا لغة جامعة لدولة داعش الممتدة من العراق و الشام إلى القصر الرمادي في نواكشوط.
و كما تنهب و تحطم عصابات داعش تاريخ و آثار الحضارة الإنسانية في العراق و الشام و تدمر خلاياها المسعورة مقابر الأولياء و الصالحين في تمبكتو و تشعل النيران في مكتباتها الأثيلة، يدمر أمير جناحها في نواكشوط تاريخ موريتانيا و يمسخ وجهها الحضاري و يحول هدوءها و سكينة أهلها إلى جحيم لا يطاق: السطو المسلح ، النهب، الاغتصاب، القمع الممنهج، التعذيب، الإذلال، و إشعال فتيل الفتنة بين مكونات الشعب لبث الرعب و الكراهية.
ماذا يترك ولد عبد العزيز لداعش حين يصبح سباق الحمير و مسرح “لمرابط صلي” أهم فقرات مهرجانات المدن التاريخية؟
ماذا يترك ولد عبد العزيز لداعش حين تصبح إذاعة القرآن الكريم تابعة لولد حرمة الله؟
ماذا يترك ولد عبد العزيز لداعش حين تصبح الجامعات الموريتانية المتنقلة (المحاظر) تتطلب تراخيصا من عصابة الجهل و الاستبداد و الجور و الكراهية ؟
ماذا يترك ولد عبد العزيز لداعش حين يجعل النادل محسن ولد الحاج على رأس إحدى أهم المؤسسات التشريعية في البلد؟ نحن لا نستحق بلدا و لا احتراما و لا كرامة .
ماذا يترك ولد عبد العزيز لداعش حين يجعل ولد النني سفيرا فوق العادة و كامل السلطة؟
نحن شعب تطارده لعنة النفاق و التملق لا يستحق غير حكم ولد عبد العزيز و احتقار امربيه ربو ..
ماذا يترك ولد عبد العزيز لداعش حين يجعل الجاهل المتملق المحتال ولد أجاي على رأس أهم مؤسسة مالية في البلد؟
ماذا يترك ولد عبد العزيز لداعش حين يشيد شارعا للمقاومة و يحوله بإرادة واعية إلى منتجع للدعارة و الجريمة و الانحراف؟
تحتفل عصابة ولد عبد العزيز غدا (28 نوفمبر 2016 ) في أطار بتدمير كل رموز الدولة الموريتانية : ـ تحويل “بلوكات” (أول مقرات للدولة و الرئاسة و الوزارات) إلى متاجر للعصابة في عملية تحايل يتم تبريرها بما هو أسوأ و أكثر وقاحة من كل ذنب.
ـ بيع أقدم مدارس العاصمة (نحن نكرر بغباء خلف الإعلام المأجور عبارة “بيع” و الحقيقة أن ما حدث هو سرقة مكتملة العناصر الإجرامية ، تحاول الإدارة المسروقة هي الأخرى ، تبريرها بوقاحة ولد أجاي و انحراف القضاء و جهل الإعلام المأجور…)
ـ تحويل جزء من المركب الأولمبي إلى فندق مجهول الهوية و الملكية، ما زال الغموض يلف حقيقته كما يحدث في أمور مماثلة كثيرة تشمل مؤسسات و مقرات، اختلط فيها العام و الخاص في عمليات تحايل مكشوفة النوايا، غامضة الحقائق.
ـ من أقدم مؤسسات الدولة و أكثرها احتكاكا بالمواطن و ارتباطا بمصالحه ، كانت شركة سونمكس فكانت رمزا بامتياز من رموز الدولة بقدمها و دورها الريادي في الحد من جشع التجار و استقرار الأسعار و توظيف عدد كبير من العمال : حمالة ، إداريين، سائقين ، حراس. تم العبث بها بطرق لا يمكن تصديقها في الازدراء بالنظم القانونية و انحطاط الممارسات و احتقار الشعب : ما حصل في سونمكس كان عمل حرابة بامتياز لا تقوم به غير منظمات الأشرار و لا تكفي أي عقوبة لردع أصحابه و حين تتم معاقبة أصحاب الأدوار الثانوية فيه للتغطية على أصحاب الأدوار الرئيسية ، نقول فقط هذا بالضبط هو عمل عصابة ولد عبد العزيز كما عرفناها و كما حذرنا من خطورتها منذ أول يوم.
ـ ميناء نواكشوط (ميناء الصداقة) كان يعيش منه أكثر سكان نواكشوط ؛ حمالة ، انترانزيتيرات، تجار، ناقلين، شركات وطنية بالعشرات تعمل في الخدمات ذات الصلة ، أصبح اليوم شبه ملكية خصوصية لعصابة صغيرة، لا يستفيد أي أحد من خارجها من أي من خدماته. لقد قام يحيى ولد حدمين بهندسة عملية تمكين مجموعة صغيرة من أقارب ولد عبد العزيز، من كل شيء في الميناء و هو عمل سيسأل عنه أمام الله و أمام الشعب و سيسأل عنه قريبا بإذن الله أمام القانون.
ـ منذ إنشاء الحالة المدنية و الشعب الموريتاني يعسكر في الشمس ؛ المرحلة الأولى لإثبات هوياتهم المشكك في كل شيء فيها .. و الثانية لطمسها (من خلال الاسم الثلاثي) و بطرق احترافية مدرة للدخل تتعمد التسويف و الجر لإرغام الناس على الرشوة التي تم تنظيمها من خلال سماسرة ، لا تقف أي معضلة في وجوههم لمن يدفع ، هم الآن الممثلون الحقيقيون لإدارة الوثائق المؤمنة في إدارة غير مؤتمنة.. و المرحلة الثالثة في تصحيح أوراق كل اسم فيها محرف و كل تاريخ مقلوب و كل حرف هم من وضعوه و هم المسؤولون عن خطئه ، يلغي كل وثيقة و مستحيل مهما أحضرت من وثائق و شهود أن تصحح خطأ ، هم المسؤولون عنه أصلا بالخطأ أو التعمد..!؟
هذه اللعبة الحقيرة التي استنزفت أموال الشعب و وقته و كرامته و التي جعلت إدارة الوثائق المؤمنة أكبر إمبراطورية مالية في البلد بمعدل دخل يومي في حدود نصف المليار أوقية منذ 7 سنين في حين تدعي عجزها عن دفع رواتب عمالها المستعبدين بممارسات لا أخلاقية يفرضها عليهم سلحفاة حقير في حل من القانون و الأخلاق ، لا تحدث في شعب له كرامة و لا شعب يستحق دولة و لا شعب يستحق حق اللجوء على أرضه.
كانت عملية نهب الممتلكات تتطلب عملا تحضيريا ممنهجا، يشمل العمل على انحراف القضاء و تمييع الحقل الصحفي و إفساد الإدارة و احتقار الشعب و قمع كل من يتكلم. كان استعداد شخصيات بلا ضمائر مثل ولد حدمين و ولد أجاي و ولد التاه و ولد لزغم و تصفيق آخرين لانحرافهم مثل ولد محم خيره و ولد الشيخ و ولد الطيب و ولد داداه، هو ما تحتاجه العصابة للتغطية على جرائمها من خلال شعارات مكذوبة ، احتجنا إلى أكثر من سبع سنين من العمل الدؤوب لكشف زيفها حتى أصبح كل مواطن اليوم يرددها بالتفاصيل و يستقبل محاولة مثلها بالتندر و السخرية و التنكيت.
ـ و لأنها عاصمة موريتانيا ذات الرمزية العالية في الوجدان العام ، كان على ولد عبد العزيز أن يدمرها كنوع من القمع الوجداني ، من خلال تخليد ذكرى الاستقلال بمدن داخلية في عملية نهب لم يلاحظها الكثيرون؛ فتنظيم الاستقلال في الداخل استغلال بشع و عملية نهب محترفة تم ابتكارها من قبل العصابة لتكون موسم فكترة بلا حدود لا يستفيد منها غير مقربي عزيز ، حيث يتم نقل كل شيء من نواكشوط بأسعار مضاعفة و خدمة مدفوعة الثمن. فلا المدن المقام فيها الاستقلال تستفيد و لا المواطن يستفيد و لا أحد يعرف من أين أتى كل هذا و لا كيف انتهى مع الحدث من دون أن يبقى له أي أثر ، حتى عمال الخدمة يؤتى بهم من نواكشوط و يماطل أكثرهم لفترات طويلة للحصول على بعض مستحقاتهم.
ها هو ولد عبد العزيز يحتفل اليوم بتدمير بلدنا و كسر إرادة شعبنا في أطار ، بعد نواذيبو، في إحدى ألاعيبه الدعائية الحقيرة ، بتنظير ولد ابريد الليل و تصفيق ولد محم خيره و مجرة الاتحاد من أجل نهب الجمهورية و تغطية مالية من المصرف المركزي و وزارة المالية بأوامر من الوزير الأول و رجال أعمال المدينة الذين بنوا ثرواتهم من التزلف للدولة ليصبحوا أسوأ منها و أهم وسائل طحنها للمجتمع.
ها هو ولد عبد العزيز يحتفل وحده ، كما أراد و كما خطط ، في مدينة أطار، باسم موريتانيا بلا دستور و لا علم و لا نشيد وطني و لا عاصمة وطنية و لا تلفزة وطنية (بعد أن أعطى اسمها لتلفزة الأسرة و أعطى مقرها لمدللتها)
حقراء حقا، هم من يركضون خلف ولد عبد العزيز اليوم ليحتفل بعيد تدميره لموريتانيا على طريقته الخاصة…
أنذال أبناء أنذال أبناء أنذال ، هم من يستقبلونه اليوم في أطار بغير الحجارة و البيض الفاسد و الصراخ بالخروج منها…
على أبناء أطار أن يطردوا هذه العصابة المحتالة من مدينتهم الأصيلة، ليقولوا لولد انويكظ استقبل داعش في بيتك الذي بينيته بالنصب و الاحتيال و رشوة الأنظمة .. استقبل عزيز في بيتك بعد أن سجنك و جرمك لأنك حقير مثله.. استقبل عزيز في بيتك لأنك مثله ما كان ينبغي أن يكون لك بيت على أرضنا في غير السجن .
على أهل مدينة أطار الأصيلة أن لا يقبلوا أن يستقبل الاتحاد من أجل نهب الجمهورية، عصابة ولد عبد العزيز باسمهم و يتحدث إلى الشعب الموريتاني باسمهم و يتزلف لولد عبد العزيز باسمهم..
على أهل أطار أن يتذكروا أنهم أمام فرصة تاريخية لا تتكرر كثيرا ، فليكونوا على موعد مع التاريخ