ولد انويكَظ في تصريح على هامش منتدى الجزائر
أجمعت الوفود الاقتصادية الإفريقية التي شاركت في المنتدى الإفريقي للاستثمارات والأعمال بالجزائر على نجاح هذه التظاهرة، واصفين المواضيع المدرجة والمداخلات ومساهمات المشاركين عبر الورشات المنتظمة بأنها ذات مستوى عال، فضلا عمّا أسفرت عنه من نتائج إيجابية بإبرام الاتفاقيات بين المتعاملين الاقتصاديين في شتى القطاعات. كما أشادوا في هذا السياق بدعم الحكومة الجزائرية التي قدمت كافة التسهيلات من أجل إنجاح هذا الموعد الذي يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني والقاري.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها وزارة الخارجية قبيل اختتام الملتقى بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، إذ لم يخف المشاركون انبهارهم بما حققه المنتدى من نتائج إيجابية سواء على صعيد إبرام الاتفاقيات ومذكرات التفاهم أو من خلال ربط الاتصالات وعلاقات الشراكة. وأكدوا في هذا الصدد على استعدادهم لنقل ما أسفرت عنه ورشات العمل من أفكار ورؤى اقتصادية إلى بلدانهم، في سياق تفعيل التنسيق بين مختلف الدول الإفريقية، فضلا عن تعزيز فرص الشراكة مع نظرائهم الجزائريين.
ومثلما شكل المنتدى فرصة للبعض للاستكشاف لا سيما وأن أغلب المشاركين زاروا الجزائر لأول مرة، فقد كان للبعض الآخر مناسبة لبلورة الأفكار على غرار نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة المالية مامادو باباسينا، الذي اقترح عقد منتدى لغرف التجارة
والصناعة الإفريقية بباماكو سنة 2017، وهي الفكرة التي استحسنها الجميع، مؤكدين أن تبني مثل هذه المبادرات من شأنه أن يكسب إفريقيا المكانة الاقتصادية اللائقة بها في ظل الإمكانيات التي تزخر بها.
الانبهار عبّر عنه أيضا ممثل الوفد الموريتاني، محمد انويكَظ مستشار الرئيس، المدير العام لمجموعة تنمية الشبكات بنواقشط التي لها علاقات مع الجزائر منذ سنوات الستينيات، مشيرا إلى أن التميز الاقتصادي لهذا المنتدى طغى على بعض الاختلالات التي عرفها لاسيما خلال اليوم الأول، مما أثار تأويلات إعلامية لم تؤثر في أي حال من الأحوال على سير الأشغال. وأكد على ضرورة الابتعاد عن الأحكام المسبقة التي يفترض ألا يكون لها أي مكان في مثل هذه اللقاءات الاقتصادية الهامة.
المنتدى كان أيضا بالنسبة لدولة موريتانيا التي حضرته بوفد اقتصادي كبير، مناسبة لإبرام العديد من اتفاقيات الشراكة مع الجزائر في قطاع الصيد البحري، حيث تتمتع موريتانيا بتجربة رائدة على المستوى الإفريقي في هذا المجال تمتد إلى 30 سنة. ويراهن الرجل في تصريحه لـ»المساء» على تطوير هذا القطاع مع الجزائر التي تمتلك شريطا بحريا كبيرا، مضيفا أنه من غير المعقول أن تستورد (الجزائر) السمك في حين تتوفر على هذه الثروة.
رئيس غرفة التجارة والصناعة التشادي، أمير ديدورتين وجه بدوره الشكر للحكومة الجزائرية لمساهمتها في إنجاح المنتدى، كما ثمن نوعية المواضيع المدرجة بالقول في هذا الصدد «لقد حضرنا العديد من المنتديات في العالم لكن لم يسبق لنا أن لاحظنا هذا التميز
والكفاءة في طرح النقاش».
المتحدث التشادي أكد على تطوير الشراكة في منطقة الساحل وجنوب الصحراء بتعزيز البنى التحتية والهياكل الاقتصادية، علاوة على قنوات الربط في مجال النقل بكل أنواعه، مضيفا أن بلده الذي يعد من الدول الناشئة من شأنه أن يكون نقطة وصل بين دول القارة شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، في حين أكد أن التعاون الاقتصادي بين بلاده والجزائر واعد جدا لكنه بحاجة لأن يكثف ليشمل القطاعات الإستراتيجية.
ممثل الوفد الجنوب إفريقي جو موريل، أكد على وجود نقاط مشتركة بين الجزائر وبلده، أثراها النضال في الدفاع عن القضايا العادلة، مشيرا إلى أنه مثلما تقاسما المواقف الثابتة في هذا المجال، علينا أيضا العمل على تحرير اقتصاد القارة من التبعية للخارج، وأكد أن عقد مثل هذه الاجتماعات ضروري للوقوف عند أمهات المشاكل بالانضمام في تكتلات جهوية لمواجهة التحديات.
من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السيد بن علي الشريف الذي أدار الندوة أن الأصداء الإيجابية المستقاة من خلال المحادثات التي أجرتها الوفود الاقتصادية الجزائرية مع نظيراتها الإفريقية، تعكس المستوى الممتاز للأشغال، مشيرا إلى أنه كان له شخصيا لقاء مع رجل أعمال كبير من مدغشقر وقع في اليوم الأول من المنتدى على 5 اتفاقيات.
الزمان ـ المساء