نحن و المغرب أشقاء فحسب
الحقيقة غير القابلة للتزعزع أن موريتانيا و المغرب شقيقتان رغم كل العواصف ، و الدولة أوسع نطاقا من النظام السياسي المؤقت. كما أن أخوة الشعوب و تشابك صلاتها و مصالحها الحالية والتاريخية تفرض عليها التعايش و التسامح و التعقل باستمرار.
و العارف بالنظام القائم فى المغرب، رغم بعض عيوبه، يدرك بسهولة مدى حكمة و حنكة الشرفاء الأدارسة القائمين عليه. و قصة التاريخ لا تمنع من الاعتراف بالواقع دولا مشهودة.
فالأدارسة حكام المغرب الحالي جاء بعضهم إثر معارك تاريخية بضواحى مكة، غلب فيها بعض الشرفاء الأدارسة و عانوا، فانزاحوا إلى المغرب و حكموه لاحقا.
فهل هذا يعنى أن المغرب جزء من السعودية ؟!. و جدى إشريف ببزول إدريسي مر ضمن المعاناة و الهجرة ببعض الدول الافريقية بعد ربما خروجه اضطراريا من المغرب و أنجب فودي من زنجية و اتشغ حيب أل و اداشعر و كنار و شمس الدين ، فرغم الأصول الادريسية الشريفية ، فهل يمنع ذلك حقنا التاريخي و القانوني فى الهوية الشنقيطية و الموريتانية.
و نفس المنطق ينطبق بجلاء على الحالة الآمريكية و غيرها . فالشعوب من أصل أوروبي و أفريقي صنعت الولايات المتحمدة الآمريكية، و لا يعنى هذا عدم اعترافها بأصولها، لكن الدولة دولة و كشكول أوسع.
و باختصار لكل جواد كبوة . حزب الاستقلال اعترف بأن ما قيل و أزعج حتى الطرف الرسمي المغربي، وفق بلاغ الخارجية المغربية ، قصد به حقبة تاريخية منصرمة . أما النظام الحالي الموريتاني فله الحق الكامل فى توطيد الصلة بالجارة الشقيقة الغالية الجزائر ، و نحن فى موريتانيا رسميا و شعبيا لسنا ملزمين بالتناغم مع السياسة الخاصة لأي دولة قريبة أو بعيدة . وعموما لا داعي لصب المزيد من الزيت على النار.
بقلم عبدالفتاح ولد اعبيدن