من يوميات مسافر: في مراكش كان لي لقاء مع شخصية نادرة
عبدالله محمدبون ـ يناير 2017
قدر لي في مطلع العام الجديد أن التقي شيخا جليلا من مشاهير موريتانيا الذين سارت بأخبارهم الركبان. لم أكن أعرف أن مراكش تخبئ لي هذه الفرصة الثمينة..هذا اللقاء مع الشيخ محمدالحسين الذي طالما سمعت عن فضائله ،كنت أعرف أنه يحظى بتقدير وحب الكثيرين في وطنه ويعتبره الكثير ممن التقيته في بلدنا الثاني المغرب أبا حنونا لكل الموريتانيين ، وأن أعمال البر التي كان يقوم بها في كل مكان معروفة وشاهدة على أنه رجل نادر حقا.
حظيت خلال زيارتي لهذه لمدينة مراكش الحمراء بعشاء مع هذا الشيخ الفضيل، وحكى لنا ،خلال هذه الزيارة، نبذة من حياته الحافلة بالعطاء أيام كان طالبا خلال تواجده في “تجكجة” طيلة عام جمعه بالراحل محمد محمود ولد عبدالقادر الذي حكي كيف أحبه وأعجب بمعارفه وأصبح صديقا له وألفه حتى رفض مفارقته ليلجأ للخروج من تجكجة دون إخطار مضيفه تفاديا للحرج ولوعة الفراق ..
وكان قبل ذلك قد تلقى على يد والده تربية مرب ناصح لولده فقد قرأ عليه علوم القرآن وعلوم الحديث وعلوم اللغة وقد تضلع الرجل من العلم والمعارف الجمة حتى صار لا يشق له طريق في مجالات عدة،الأمر الذي جعل له مكانا خاصا في قلب مضيفه في ذلك العام الذي تسلل فيه خلسة إلى تجكَكة دون أن يصحب معه مالا أو جمل قصد البحث عن معارف جديدة ليهيء نفسه للقضاء.
كنت خلال اللقاء أعود بذاكرتي لمقتطفات من موضوعات كان أحد الزملاء يرسلها لي لنشرها عن هذا الشيخ الوقور،وقد كنت أعتقد أنها ليست سوى كلمات يكتبها صاحبي تقربا للرجل، وقد عرفت أنها ليست سوى قيض من فيض في حق الرجل الذي يعتبر حقا أبا لكل الموريتانيين، الذين يفرحون بعودته كل ما عاد إلى أرض الوطن..
وأرجو أن أجد متسعا من الوقت للكتابة عنه لإطلاع القراء على أنه لا يزال بيننا من يستحق تخصيص صفحات كثيرة تخليدا لفضائله ..ونرجو منه كتابة سيرة ذاتية ـ وقد طالبناه بذلك أنا ورفيقي ـ تخليدا لذكره و للإستفادة من تجاربه وسيرته الحافلة بكل ماهو جدير بالذكر.
في نهاية اللقاء حرصت على أن أحتفظ بصورة تذكارية مع الشيخ التقطها مشكورا أحد أبنائه البررة إن شاءالله(أبوالعباس) حين حرص الشيخ على النزول إلى أسفل الفيلا الفخمة الواقعة في حي الإزدهار،لتوديعنا بعد الإكرام والثناء والشكر على الزيارة والرجاء بتكرارها.