ما ذا وراء “جرس”؟/ عبد الله السيد
معرفتي الشخصية بالدكتور موسى ولد أبنو الذي عملت معه فترة مديرا لتحرير صحيفة “الشعب” عندما كان هو مديرها الناشر، ومعرفتي بجديته في الأمور وابتعاده عن العبثية، يجعلني أجزم بأن مبادرة “جرس” التي أعلن هو نفسه عن بيان تأسيسها، مبادرة نابعة من شيء وليست منبثقة من “اللاشيء” كما تصور بعض المبحرين.
وبما أن الدكتور لم يعرف العموم بالأشخاص الذين قرروا المرابطة معه في ثغور الانقلاب المدني على الحكم العسكري، فقد أصبحت حائرا في من يقف حقيقة وراء “جرس” الخطر أو “رجس” الرعد أو “سرج” الفارس. وفي انتظار الكشف عن مؤسسي الرباط، فإنني أرى اعتمادا على حدس شخصي:
– أن الدكتور موسى قرر وحده تحرير هذا البيان بلغتين يتقنهما، وقرر عرضه بالونة اختبار في الساحة؛ فإن وجد أنصارا زاد من تنشيطه وإلا يكون بمثابة تموقع سياسي للدكتور في ساحة المعارضة الخالية مع الأسف من الجادين المقنعين.
– أن مع الدكتور موسى أفرادا قلائل ينتظرون نتائج الإختبار فإن كانت إيجابية أخرجوا رؤوسهم من جحور التخفي وإلا غرزوا إبرة في شاكلة البالون وانتهى الأمر.
– أن “جرس” طرح سياسي مدني لتشجيع انقلاب (….) يوجد تحت التنضيج..من يدري ؟ فموريتانيا أرض العجائب.
– أن رباط “جرس” دال على ملل وضجر كبارالمثقفين المعارضين الصامتين منذ سنوات والذين لم يجدوا في أظفار المعارضة حكا للجلود، فأردوا الخروج متأكدين “أن جلودهم لن يحكها لهم مثل أظفارهم”..
– أن الرباط يواجه ضيقا في الساحة فمعظم المهتمين بالسياسة مصطفون إما في الموالاة وإما في المعارضة وإما في الموالاة المدسوسة في المعارضة.
لكن يمكن للدكتور موسى أن يكتتب بسهولة داخل أنصار المعارضة غير المصنفة مثل “25 فبراير”، و” ماني شاري غزوال” وأخواتها.
على كل حال هناك شيء ما لم يتضح بعد وراء “أجراس” ” و”سروج” و”أرجاس” رعود هذا الرباط الغريب والمهم في آن واحد.
فهل سيكون هذا الرباط مجرد فقاعة صابون ؟ أم أنه سيكون إعادة تشكيل للمشهد المعارض بحيث يسحب البساط من تحت معارضة التقليد العاجزة والمتترسة وراء الإحتجاج السلمي ليقارع الظلم الذي سعر الحرب في كل مكان ؟؟
لننتظر قليللا..فنحن في إسراء سياسي داخل ليل بهيم..وعند الصباح يحمد القوم السرى..!!!