الصدق أنجى
بعدما جمع الحطاب حطبه وأخذ يصنع منه اكواما ليأخذه الى بيته، لمح شابا يركض في اتجاهه ويلهث من التعب وعندما وصل عنده طلب منه ان يخبئه في اكوام الحطب حتى لا يلمحه اعداؤه الذين يبحثون عنه لقتله، فقال له الحطاب:” اختبئ في الكوم الكبير”، فاختبئ فيه وغطاه الحطاب جيدا.
ثم تابع الحطاب عمله، واذا به بعد برهة يلمح رجلين يقصدانه، وعند وصولهما سألاه ان كان قد مر به شاب قبل قليل واعطوه مواصفات الشاب نفسه وقد كان يستمع لهم وهو مختبأ في كومة الحطب، فخاف كثيرا عندما سمع الخطاب يخبرهم عن مكانه. فقال واحد منهما: لعل هذ الحطاب يريد ان يشغل وقتنا في البحث في الحطب حتى يمنح الشاب فرصة الهرب، لعله يكذب فلا يمكنه ان يقوم بإخفائه ويخبرنا بمكانه كفانا مضيعة للوقت ولنذهب للبحث عنه في مكان اخر. وذهبا مسرعين في طريقهما. وعندما ابتعدا وغابا عن الانظار خرج الفتى من كومة الحطب غاضبا وقال للحطاب: ” لماذا اخبرتهم عن مكاني بعدما اخفيتني؟” اليس لك قلب ولا شفقة؟ … !! فرد عليه الحطاب: ” لو كذبت عليهم لفتشوا عنك ووجدوك، فاذا كان الكذب ينجي فالصدق انجى، فاذهب في سبيلك ولا تكذب وتذكر ان الصدق طريق النجاة”.