القصة الكاملة وجد ميتا في ضواحيث اكجوجت
منذ ثلاثة أشهر قرر الحسن ولد اعل فال التوجه الي العاصمة الموريتانية نواكشوط للبحث عن العمل، وحل ضيفا علي احد أبناء قريته يعمل تاجرا للمواشي في سوق المواشي بـ”تنويش”، وأوصاه بأن يبحث له عن عمل.
وبعد عدة أيام التقي قريب ولد فال بـ”امينو” ولد خونه الذي اخبره عن رغبته في راع لإبله، فأجابه بأن لديه شابا مستقيما قادما من الحوض الشرقي يبحث عن عمل، ولطبيعة علاقة الثقة التي تجمع بين الرجلين قرر امينو استئجار الحسن ولد فال بمبلغ 35 أوقية للشهر، وذهب به الي إبله في منطقة انشري لتبدأ بعد ذلك مأساة ولد اعل فال. من هو الحسن ولد اعل فال الحسن شاب من مواليد 1991 في “حاسي اتيله” بولاية الحوض الشرقي، قرر اللحاق بأقرانه للبحث عن العمل في نواكشوط، لم تكن لديه تجارب، وكان مسلحا بثقافة البدو التي تتميز بالبراءة والصفاء، ولم تكن أحلامه كبيرة، بل يفكر فقط في قضاء عدة أشهر في العمل، ومن ثم العودة الي أهله للزواج كفتيان بلدته، إلا أن الموت فاجأه قبل تحقيق تلك الأمنيات. بداية النهاية بعد شهر علي عمل الحسن ولد اعل فال لدي امينو ولد خونه، بدأ يتعرض للمضايقات علي يديه، والسبب انه طلب أجرته بعد انقضاء شهره الأول، فامتنع امينو عن الدفع، ليقرر الحسن بعدها الرحيل، إلا ان امينو رفض بحجة انه اشترط عليه عدم المغادرة إلا بعد ان يجد له خلفا، فرضخ الشاب لشرط امينو، لتمضي الأيام، وينقضي الشهر الأول والثاني دون ان يتقاضي أوقية واحدة من راتبه. وبعد ثلاثة أشهر جاء أمينو ولد خونه الي مخازن أهل غده يطلب رقم اخو الضحية، فكان له ما أراد، ليتصل بعد ذلك به ويخبره ان أخاه مفقود منذ عشرون يوما مع قطيع من الإبل. قرر الأخ بعد طلبه المساعدة من امينو ولد خونه البحث عن أخيه علي الأقدام حتى وصل الشامي راجلا، ولم يجد أثرا ولا خبرا عنه. وبعد أن يأس الأخ من العثور علي الضحية عاد الي امينو ليستفسره عن كيفية ضياع أخيه وإبله، فاخبره انه ذات يوم بعدما كانوا يعتزمون الرحيل من مكان إلي آخر تعطلت سيارته، فواصل الحسن المسير خلف الإبل، وبقي هو بصحبة شخص آخر لإصلاح السيارة، وبعد ثلاثين دقيقة تبعا الحسن والإبل إلا أنهم لم يعثروا لهم علي أثر. عاد الأخ الي ذويه في “تنويش” ليقص عليهم الخبر، وكان الرجل الذي استأجر الحسن لـ امينو حاضرا، بعد سماعه القصة، تنقل الي ولد خونه ليعيد عليه الطلب لإمدادهم بسيارة بهدف البحث عن الحسن نظرا لاتساع المنطقة، ولم يستجب امينو لطلبه كما في المرة السابقة. وبعد فشل كافة محاولات البحث عن الضحية، قرر ذووه التوجه الي وكيل الجمهورية في نواكشوط لتقديم شكوى بخصوص ابنهم، وقام الوكيل بتحويل القضية الي فرقة الدرك المختلطة في نواكشوط التي بعثت احد عناصرها لاستدعاء امينو من مكتبه قبالة “طب الحاج”. بعد ذلك بيوم اتصل امينو علي اخو الضحية ليخبره أن رجلا شاهد جثة ربما تعود لأخيه، وطلب منه الذهاب معه للتعرف عليها، إلا انه رفض، ليطلع فرقة الدرك علي هذا التطور ادراماتكي في القضية، ليرد عليه قائد الدرك بأنه سيذهب معه حتى يسلمه الي فرقة الدرك التابعة لمقاطعة واد الناقة التي وجدوها مع طبيب في انتظارهم علي أبواب المدينة. وواصل الموكب وجهته الي المكان الموعود، وبعد حوالي ساعتين من المشي عثروا علي الجثة في وضعية تحلل، قال الطبيب ان صاحبها توفي منذ 50 يوما، وأمر بدفنها بعد معاينتها وتصويرها. النهاية اليوم أسرة الحسن ولد اعل فال تطالب بإعادة تشريح للجثة حتى معرفة أسباب وفاتها، خاصة أنهم يتهمون امينو بالوقوف خلف تصفية ابنهم، خاصة وان الضحية سبق وان تحدث عن إمكانية تصفيته من قبل امينو في آخر مكالمة يجريها مع والديه في السادس والعشرين من أكتوبر الماضي. أسئلة محيرة أسرة امينو تبحث عن الإجابة علي أسئلة مهمة، منها، لماذا لم يبلغ امينو عن ضياع ابنهم إلا بعد مرور عشرون يوما علي الحادثة؟. ولماذا اخبرهم بالعثور علي الجثة بعد يوم من الاستماع إليه من قبل فرقة الدرك؟ ولماذا بالتحديد أخوه هو من عثر عليها؟ واين هي ابل امينو التي ضاعت مع الضحية؟ وكيف ضل امينو اثر الإبل وراعيها بعد 30 دقيقة فقط من اقتفاء أثرها؟، ولماذا رفض مساعدة الأسرة في البحث عن ابنها؟.
المصدر:المشاهد