تاريخ القمم العربية و300 قرار.. من أنشاص إلى نواكشوط
شريف الجنيدي
منذ أكثر من 72 عاماً، عقدت الدول العربية مايقرب من 39 قمة من بينها 10 “غير عادية”، وأبرزت هذه الاجتماعات أكثر من 300 قرار، بعض منها بقيّ حبراً على الورق دون تنفيذ.
ونرصد فيما يلي، توقيتات وأماكن عقد القمم منذ العام 1946 وحتى القمة المرتقبة خلال 2017، والمقرر انعقادها في الأردن، يوم الأربعاء المقبل.
مايو 1946 – انشاص مصر عقدت القمة بدعوى من الملك فاروق، ودعت إلى “وقف الهجرة اليهودية” و”تحقيق استقلال فلسطين وتشكيل حكومة تضمن حقوق جميع سكانها الشرعيين بدون تفريق بين عنصر ومذهب”.
نوفمبر 1956 – بيروت دعا إليها الرئيس اللبناني كميل شمعون، وانتهت ببيان ختامي أكد دعم مصر في مواجهة “العدوان الثلاثي”، وتأييد “نضال الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي”.
يناير 1964 – القاهرة أول قمة عربية عادية تعقد بدعوة من الرئيس جمال عبد الناصر للبحث في مشروع إسرائيل تحويل مياه نهر الأردن.
سبتمبر 1964 – الإسكندرية رحبت بإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية واعتمدتها “ممثلة للشعب الفلسطيني في تحمل مسؤولية العمل لقضية فلسطين”.
سبتمبر 1965 – الدار البيضاء وافق القادة العرب على طلب منظمة التحرير الفلسطينية إنشاء مجلس وطني فلسطيني ووقعوا ميثاق التضامن العربي.
أغسطس وسبتمبر 1967 – الخرطوم قمة “اللاءات الثلاث”، حيث عقدت بعد “نكسة” يونيو 1967، وتبنت شعار “لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف بإسرائيل”.
ديسمبر 1969 – الرباط لم تكتمل القمة ولم تصدر أي بيان ختامي، وكان هدفها هو وضع إستراتيجية موحدة لمواجهة إسرائيل.
سبتمبر 1970 – القاهرة قمة استثنائية في أوج المواجهات بين الأردن والفلسطينيين. وقرر الاجتماع- الذي قاطعته سوريا والعراق والجزائر والمغرب- تشكيل لجنة رباعية لحل الخلاف وأفضت إلى مصالحة بين عاهل الأردن الملك حسين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
نوفمبر 1973 – الجزائر أكدت القمة التي عقدت بطلب من سوريا ومصر بعد حرب أكتوبر، ضرورة التحرير الكامل لكل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 1967، كما قررت “الاستمرار في استخدام النفط سلاحاً في المعركة “.
أكتوبر 1974 – الرباط اعتمد القادة العرب منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني.
أكتوبر 1976 – الرياض بحثت القمة الحرب الأهلية في لبنان، داعية إلى وقف إطلاق النار وتطبيق “اتفاق القاهرة”، كما قررت تعزيز قوات الأمن العربية لتصبح قوة ردع قوامها 30 ألف جندي شكّل السوريون غالبيتهم.
أكتوبر 1976 – القاهرة صادقت على قرارات قمة الرياض وإعادة إعمار لبنان وإنشاء صندوق لتمويل قوات الأمن العربية في لبنان.
نوفمبر 1978 – بغداد
رفضت القمة التي عقدت بغياب مصر اتفاقيتي كامب ديفيد معتبرة أنهما “تمسّان حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية”، مؤكدة التمسك بتطبيق قرارات المقاطعة العربية لإسرائيل وقررت نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس.
نوفمبر 1979 – تونس قررت تطبيق أحكام المقاطعة على إسرائيل ودعم المقاومة الفلسطينية.
نوفمبر 1980 – عمان قررت القمة- التي قاطعتها سوريا والجزائر ومنظمة التحرير الفلسطينية ولبنان- مساندة العراق في حربه مع إيران.
نوفمبر 1981 – فاس أقرت مبادرة سلام تنص ضمناً على اعتراف بإسرائيل، تقدم بها ولي العهد السعودي الأمير فهد بن عبد العزيز. واستأنفت القمة أعمالها من 6 إلى 9 سبتمبر 1982.
أغسطس 1985 – الدار البيضاء قمة استثنائية اكتفت ببيان ختامي مثقل بالقضايا من الحرب الأهلية في لبنان إلى الحرب العراقية الإيرانية وضرورة تنقية الأجواء العربية، كما أدانت وللمرة الأولى “الإرهاب بكل أشكاله وفي مقدمته الإرهاب الإسرائيلي”.
نوفمبر 1987 – عمان قمة استثنائية لمناقشة الحرب بين العراق وإيران، وقررت “التضامن الكامل مع العراق والوقوف معه في دفاعه المشروع عن أراضيه” و”إدانة استمرار احتلال إيران للأراضي العربية في العراق”، كما أدانت “أعمال الشغب” التي يقوم بها الإيرانيون خلال التظاهرة ضد المشركين في مكة المكرمة خلال الحج.
يونيو 1988 – الجزائر قمة استثنائية أكدت دعم الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في ديسمبر 1987، وطالبت بعقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية.
مايو 1989 – الدار البيضاء قمة استثنائية شهدت عودة مصر إلى الجامعة العربية. وعبرت عن دعمها الكامل للدولة الفلسطينية التي أعلنها ياسر عرفات في ختام المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988 والعمل على توسيع الاعتراف بها.
مايو 1990 – بغداد قمة استثنائية أدانت تكثيف الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، كما عبّرت عن تضامنها مع العراق في وجه التهديدات والحملات الإعلامية الموجهة ضده.
أغسطس 1990 – القاهرة قمة استثنائية بعد أسبوع من الغزو العراقي للكويت في الثاني من أغسطس. وأدانت القمة “العدوان” العراقي على الكويت مطالبة بانسحاب القوات العراقية وأكدت “عدم الاعتراف بضم العراق للكويت”.
يونيو 1996 – القاهرة قمة استثنائية بعد وصول اليمين بقيادة بنيامين نتانياهو إلى السلطة في إسرائيل ومصير عملية السلام.
أكتوبر 2000 – القاهرة قمة استثنائية سميت “مؤتمر الأقصى” بعد شهر من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وقررت إنشاء صندوق لدعم الانتفاضة يحمل اسم “صندوق انتفاضة القدس” وآخر لحماية المسجد الأقصى (صندوق الأقصى).
مارس 2001 – عمان قمة عادية الأولى منذ عشر سنوات والـ 13 منذ 1964. قررت العمل على تفعيل المقاطعة العربية لإسرائيل والحد من التغلغل الإسرائيلي في العالم العربي.
مارس 2002 – بيروت أقرت مبادرة السلام التي اقترحها ولي العهد السعودي حينذاك الأمير عبد الله بن العزيز التي تعرض على إسرائيل انسحاباً كاملاً من الأراضي التي احتلتها في 1967 مقابل سلام شامل وتطبيع في العلاقات مع الدول الأعضاء في الجامعة.
مارس 2003 – شرم الشيخ اتفق القادة العرب على “الرفض المطلق” لضرب العراق وضرورة حل الأزمة العراقية بالطرق السلمية و”تجنب الحرب” واستكمال تنفيذ العراق قرار الأمم لمتحدة رقم 1441 (2002).
مايو 2004 – تونس أقر القادة العرب تعهداً “تاريخيا” بإطلاق إصلاحات. وأكدوا أهمية المبادرة العربية وخارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط ودانت الجدار الفاصل في الضفة الغربية وأكدت رفض توطين الفلسطينيين.
مارس 2005 – الجزائر أصدرت “إعلان الجزائر” الذي شدد فيه العرب على ضرورة تفعيل مبادرة السلام العربية التي رفضتها إسرائيل في اليوم نفسه.
مارس 2006 – الخرطوم تبنت بياناً لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ورفض خطة ايهود اولمرت رسم الحدود مع الأراضي الفلسطينية من جانب واحد، وعبّرت عن دعمها للسودان في قضية دارفور، وقدمت دعماً مالياً لقوات الاتحاد الأفريقي في دارفور.
مارس 2007 – الرياض قررت القمة مجدداً تفعيل مبادرة السلام العربية بعد خمس سنوات من إطلاقها ودعت إسرائيل إلى القبول بها، كما أكدت دعمها لحكومة الوحدة الفلسطينية التي شكلت قبل أيام بمشاركة فتح وحماس.
مارس 2008 – دمشق شهدت انقسام عربي عميق. غاب عن القمة نصف القادة العرب ولا سيما القريبون من الولايات المتحدة الذين اتهموا دمشق بعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، ودعت إلى انتخاب رئيس توافقي في لبنان وأكدت تمسكها بمبادرة السلام العربية، وأكدت رفضها لتقسيم العراق، داعية الحكومة إلى حل الميليشيات وبناء الجيش.
مارس 2009 – الدوحة
أكد إعلان قمة الدوحة رفض الدول الأعضاء قرار المحكمة الجنائية التي أصدرت مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني عمر البشير.
أما عن قضية السلام العربي الإسرائيلي، أكد القادة العرب في بيان الدوحة “على ضرورة تحديد إطار زمني محدد لقيام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام”.
وشهدت القمة مصالحة بين العاهل السعودي الملك عبد الله والزعيم الليبي معمر القذافي اللذين سادت بينهما خصومة امتدت لسنوات، خاصة منذ قمة شرم الشيخ عام 2003.
إضافة إلى هذه القمم، استضافت الدوحة في 16 يناير 2009 “قمة غزة الطارئة” التي حضرتها دول “الممانعة” ورفضت “دول الاعتدال” المشاركة فيها.
أكتوبر 2010 – سرت (غير عادية) أقرت سلسلة من التوصيات العامة بشأن تفعيل العمل العربي المشترك، مؤكدة على دعم السودان والصومال، وأجلت عدداً من القضايا الخلافية الى القمة العربية التالية في بغداد.
مارس 2012 – بغداد دعت إلى حوار بين الحكومة السورية والمعارضة، التي طالبوها بتوحيد صفوفها، وطالبت الحكومة وكافة أطياف المعارضة بالتعامل الإيجابي مع المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سوريا “كوفي عنان” لبدء حوار وطني جاد يقوم على خطة الحل التي طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
مارس 2013 – الدوحة اعترفت القمة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلاً شرعياً للشعب السوري، ومنحته مقعد سوريا، وقد رُفع علم الائتلاف في القمة.
مارس 2014 – الكويت رفعت القمة علم النظام السوري في قاعة المؤتمر، إضافة إلى اقتصار مشاركة الائتلاف على إلقاء أحمد الجربا رئيس الائتلاف كلمة باسم المعارضة، دون أن يجلس على مقعد بلاده الشاغر، وأكد البيان الختامي أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للشعوب العربية.
كما جددت التمسك بضرورة قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف بحدود عام 1967، وحمّل البيان الختامي إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تعثر عملية السلام، واستمرار التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وأعرب عن رفضه الاعتراف بإسرائيل “دولة يهودية”.
مارس 2015 – شرم الشيخ هيمن عليها الوضع في اليمن وعاصفة الحزم لدعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد الانقلاب الحوثي. وتبنت القمة التي لم توجه الدعوة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، تشكيل قوات عربية مشتركة.
يوليو 2016 – نواكشوط شدّد البيان الختامي للقمة على التزام الدول العربية بالتصدي للتهديدات التي تواجه الأمن القومي العربي، وتأكيد مركزية القضية الفلسطينية واعتبار عام 2017 عام إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، كما دعا الشعب الليبي إلى ضرورة ما أسماه استكمال بناء الدولة والتصدي للإرهاب.
كما جدّد البيان رفض القمّة للتدخلات الخارجية في شؤون العربية الداخلية وخاصّة التدخلات الإيرانية، كما دعم البيان حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي كحكومة شرعية لليمن.
مارس 2017 – عمّان
وتنطلق أعمال القمة العربية في العاصمة الأردنية عمّان، الاربعاء المقبل، لبحث العديد من القضايا، أهمها القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، والأوضاع في ليبيا العراق، إلى جانب مناقشة سبل مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية.
وأكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، ان أبرز المحاور التي ستركز عليها القمة العربية المقرر عقدها في المملكة الاربعاء المقبل في دورتها الثامنة والعشرين، هي القضية الفلسطينية والأزمة السورية والأوضاع في العراق وليبيا، ومحاربة التطرف والإرهاب.