(تواصل):البـيان الخـتامـي للمؤتمر الثانــي
بسم الله الرحمن الرحيم
{وكذلك جعلناكُم أمة وسطا لتكونُوا شهداء على الناس ويكونَ الرسولُ عليكم شهيدا}
التجمع الوطني للإصلاح والتنمية
علي مدى ثلاثة أيام وفي أجواء طبعتها الجدية والمسؤولية والنقاش المثمر التأم شمل المؤتمر الثاني لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” تحت شعار ” مشروع جامع لمستقبل واعد” بقصر المؤتمرات بنواكشوط أيام 8-9 -10 صفر من العام الهجري 1434 الموافق 20-21-22 دجمبر 2012
وبلغ عدد المؤتمرين 721 موزعين على 48 مقاطعة من أصل 54 تمثل في مجملها مختلف ولايات الوطن .
وقد شارك الحزب فرحته بهذا المؤتمر عشرون وفدا من قادة الأحزاب السياسية والعلماء والمشايخ وقادة الرأي والفكر من دول عربية وإفريقية وإسلامية وأوروبية، إضافة للأطراف السياسية الداخلية حيث سجل المؤتمرون بهذا الصدد ارتياحهم وتثمينهم لحجم الحضور ونوعية التمثيل التي ميزت مشاركة الطيف السياسي المحلي بكافة أطرافه (معارضة بمختلف أطرافها وموالاة).
وتخللت أعمال المؤتمر المصادقة على النظام الأساسي الذي يضبط عمل الحزب وينظم سير هيئاته والرؤية الفكرية التي تميز الخط الفكري الإسلامي للحزب وخياراته المنهجية، بينما أُحيل إعلان السياسة العامة الذي يجسد برنامج عمل الحزب ومقارباته في مختلف مجالات تدبير الشأن إلى مجلس الشورى للمصادقة عليه.
كما تم انتخاب الهيئات القيادية للحزب في جو سادته روح الشورى والسلاسة والانسجام التام بين مختلف المؤتمرين.
وقد شكل هذا المؤتمر نقلة مفصلية مهمة في مسيرة عملنا الحزبي وعبورا آمنا من مرحلة التأسيس واستكمال دعائم المؤسسية داخليا والتي ميزت الخمسية الفارطة إلى مرحلة الانفتاح الواعي على المجتمع بكافة مكوناته وجهاته ومختلف أعراقه وفئاته وهو الموقع المتصدر الذي يتبوأه الحزب بفضل الله ثم منطلقاته المبدئية المؤسسة على المرجعية الإسلامية القائدة وبالانتساب الوطني الحامي لها والخيار الديمقراطي الشورى آلية للاستقرار سياسيا وبالتنمية المتوازنة رافعة للإقلاع الاقتصادي ضلعا رابعا ترفده وتسنده الخبرة السياسية والقدرات التعبوية الجماهيرية التي اكتسبها تواصل بفعل انحيازه للقواعد الجماهيرية وحمله لهمومها الاجتماعية ومطالبها المشروعة في الحياة الكريمة العادلة ، وتأتي الانضمامات التي عرفها الحزب في الآونة الأخيرة تزكية لهذا التوجه وترجمة للتفاعل المجتمعي الحي معه ، جسدته مبادرة ” لم الشمل ” المعبرة عن توجه روحي وثقافي أصيل وجد في تواصل امتداده الطبيعي وأفقه السياسي الواعد.
وفي الختام خلص المؤتمرون إلى القرارات والتوصيات الآتية :
ـ يوصي المؤتمرون بتعزيز الهوية الإسلامية والتحلي بالبعد الأخلاقي خطابا وممارسة؛
ـ يوصي المؤتمرون الهيئات المنتخبة بإقامة ورشات حوارية لتقييم المواقف السياسية وملاءمتها مع المرحلة.
ـ السعي إلى بناء توافق سياسي عام بين كافة فرقاء الساحة السياسية الوطنية لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة عبر مرحلة انتقالية محدودة تهيئ الأرضية السياسية لانتخابات رئاسية وبرلمانية حرة وشفافة؛
ـ يسجل المؤتمرون استياءهم من استمرار تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين والارتفاع الصارخ لأسعار المواد التموينية الرئيسية بما في ذلك المحروقات، ويطالب الحكومة بضرورة الدعم الشامل والقوي لأسعار المواد الأساسية وإعفاءها من الضرائب والرسوم الجمركية للتخفيف من معاناة الفئات الأكثر فقرا؛
ـ يسجل المؤتمرون استياءهم من استشراء الفساد المالي والإداري في كافة مفاصل الدولة وسوء تسيير الممتلكات العمومية، ويطالبون الحكومة بالإصلاح الجذري للإدارة تجازواً لحالة الشلل الإداري القائم، ويوصون بوضع خطط جادة لمحاربة ظاهرة نهب الموارد العمومية عبر صفقات التراضي لأصحاب المصالح الفردية والخاصة؛
ـ يرفض المؤتمرون كافة مظاهر حزب الدولة وتسخير الممتلكات العمومية لجني مكاسب انتخابية ضيقة؛
ـ يوصي المؤتمرون بتدعيم الوحدة الوطنية وتعزيز اللحمة الداخلية بما في ذلك تسوية أوضاع المبعدين وتحسين ظروفهم الاقتصادية المزرية وتفعيل قانون تجريم الرق والقضاء على كافة آثار ومخلفات ظاهرة الاسترقاق .
ـ تفعيل آلية الشورى داخل كافة هيئات وأطر الحزب وأخذ آرائهم حول المواقف السياسية الكبرى؛
ـ يوصي المؤتمرون بمنح الأولوية للبناء الحزبي في الداخل وخاصة في المناطق التي يغيب فيها الوجود المؤسسي للحزب مع التركيز على التكوين والتأطير.
ـ يوصي المؤتمرون بمزيد الاهتمام بالمنظمتين الموازيتين كجناحين فاعلين لا غنى عنهما لأي عمل حزبي جاد.
ـ اعتبار القضية الفلسطينية قضية الأمة المركزية، والوقوف بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني في جهاده من أجل تحرير أرضه وبتجريم كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، مطالبين السلطات بالدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني؛
ـ دعم قضايا التحرر وثورات الشعوب ضد الديكتاتوريات المتسلطة وفي مقدمتها ثورة الشعب السوري الحر في وجه النظام الأسدي الإجرامي، ومطالبين بطرد سفير النظام من البلاد ؛
ـ مؤازرة الشعب المسلم في مالي الشقيقة رفضاً للحرب وتدعيماً لوحدته وتأكيدا لخيار الحوار الداخلي لحل كل أزماته؛
ـ التنديد بما يتعرض له الشعب المسلم في بورما من إبادة جماعية وتطهير عرقي على يد النظام الدموي في ميانـمار.
وفي الختام يشكر المؤتمرون كل من ساهم في إنجاح هذا العمل من قريب أو من بعيد وخصوصا الجنود المجهولون الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والتجرد وخاصة نساء تواصل وشبابه المخلصين.
سائلين الله أن يكون يومنا خيراً من أمسنا وغدنا خيراً من يومنا.
الله أكبر ولله الحمد