ظباء موريتانيا
تنتمي الظباء لفصيلة البَقَرِيَّاتِ ولرتبة شفعيات الأصابع أو مزدوجات الأصابع أو ذوات الظلف (الحافر المشقوق)، وهي حيوانات إصبعية، لكنها تسير فقط على الإصبعين الأكبرين الثالث والرابع، ومن هنا اشتق الاسم، وتضم هذه الفصيلة أيضا الحيوانات الثدية الداجنة كالأبقار والماعز والأغنام والإبل.
كانت الظباء قبل منتصف القرن الماضي تنتشر بشكل واسع في بلادنا، وقد خلدتها الذاكرة الشعبية بشواهد عديدة، ولولا تلك الشواهد لكانت اليوم نسيا منسياويشمل تنوعنا من الظباء ستة أنواع هي:
لمها Oryxdammah
حيوان كبير يبلغ ارتفاعه عند الكتفين ما يزيد عن المتر بقليل، ويزن حوالي مائتي كيلوغرامولون معظم جسده أبيض، ويمتلك صدرا خمريّا بالإضافة إلى علامات سوداء على الجبهة وعلى طول الأنف، ولهذه المها قرون متوازية طويلة يبلغ طولها حوالي المتر أو المتر وربع لدى كلا الجنسين، وتعد لمها من أكثر الثدييات الكبرى انتشارا في شمال أفريقيا، حيث امتد موطنه من المغرب حتى مصر، وجنوبا حتى موريتانيا تراجعت أعداد هذه الحيوانات بشكل حاد خلال القرن العشرين إلى أن اقتصرت تقريبا على المحميات.
لمها حيوان متأقلم على العيش في المناطق القاحلة التي يتواجد فيها، وذلك بفضل كليتاه اللتان تمنعان خسارة المياه عبر التبويل، كما وتستطيع تعديل حرارة جسدها لتفادي التعرّق، حيث يُمكن أن تصل درجة حرارة جسدها إلى 46.5° مئوية بفضل ألوانه الفريدة يستطيع هذا الحيوان عكس أشعة الشمس وتجنب ضرباتها ولا يرعي غالبا إلا في أوائل فترة الصباح والمساء.
تعد فترة الصيف من أصعب الفترات بالنسبة للحيوان ويعتمد على النجيليات المعمرة مثل أم ركبة والسبط، وقلتها من أسباب اختفاء الحيوان، تذكر الدراسات بأن لمها كانت تنتشر في بلادنا في نطاقين وهما الجنوبي ويمتد من موريتانيا وحتى السودان أما النطاق الثاني فهو الأطلسي ويشمل أجزاء من موريتانيا والصحراء الغربية، ويعتقد بأن لمها انقرضت في موريتانيا عام 1960 وإن كان قد يسجل تواجد بعض الأفراد في لمريةقادمة من النطاق الجنوبي.
لورق Addaxnasomaculatus
يبلغ ارتفاع لورق حوالي المتر عند الكتفين ويزن ما بين 60 و120 كيلوغراما، يكون لون هذه الظباء أبيض على معظم الجسد عدا الصدر والعنق والرأس التي تكون بنيّة بمعظمها عدا بقعة بيضاء صغيرة فوق جسر الأنف وحول الفم، ويتغير لون شعر هذه الحيوانات بتغيّر الفصول حيث تكون بيضاء في الصيف بنية في الشتاء، يمتلك هذا الحيوان علامات بنية أو سوداء على رأسها تتخذ شكل “X” فوق أنفها،كما تمتلك لحية هزيلة وخيشومين حمراوين، بالإضافة لشعر أسود يبرز من بين القرون ويُشكل لبدة خفيفة حول العنق.
يمتلك كلا الجنسين قرونا ملتوية يصل طولها في الإناث 80 سنتيمترا و120 سنتيمترا في الذكور، ولها أيضا حوافر عريضة مبطنة بما يشبه الخف ليساعدها على المشي فوق الرمال الناعمة وذيلها قصير ينتهي بخصلة شعر.
تعيش لورق في المناطق الصحراوية حيث تتغذى على الأعشاب وأوراق أي صنف من الشجيرات التي تجدها، وهي لا تشرب الماء في العادة بل تحصل على كل العصارات التي تحتاجها من النبات الذي تأكله، وهذا النوع من الظباء ليلي النشاط وتبقى خاملة خلال النهار لتحافظ على نشاطها ولتتفادى ارتفاع حرارة جسدها، ويتراوح عدد أفراد القطيع من رأسين إلى 20 رأسا على الرغم من أن الأعداد كانت أغزر في الأزمنة السابقة.
ويجول القطيع لمسافات شاسعة بحثا عن مصادر للطعام، ولهذه القطعان نظام اجتماعي تراتبي بحسب السن على ما يُعتقد، حيث يقود القطيع الذكر الأكبر سنا، تشير الدراسات بأن لورق كانت تنتشر بشكل كبير في تيشيت والظهر إلا أن وجودها اقتصر بعد 1980 على لمريةفي المجابات الكبرى ولا زالت لحد الآن تسجل حالات نادرة لتواجدها وان لم تؤكد بشكل قاطع بعد 1990.
لغزال Gazella dama
غزال المهرّ والذي يعرف أيضا بغزال داما هو صنف من الغزلان الإفريقية المرتحلة التي تعيش في الصحراء الكبرى، وتهاجر جنوبا خلال فصل الجفاف بحثا عن الطعام، ويعتمد في تغذيته علي السنط والنجيليات المعمرة واحدج لحمار Colocynthisvulgaris، ومن ثم تعود إلى الشمال مجددا عند هطول الأمطار وعودة ازدهار النباتات، غزلان المهر حيوانات راعية تقتات على الحشائش وأعشاب الصحراء القاسية وأوراق شجر السنط والتي كثيرا ما تقف على قوائمها الخلفية للحصول عليها، وهي تحصل على معظم الماء الذي تحتاجه من عصارات النباتات التي تأكلها.
تقف غزلان المهر بوضعية الإنذار عندما تشعر بالخطر وغالبا ما تضرب الأرض بقوائمها أو تدور حول نفسها وتشخر لإنذار باقي أفراد القطيع، كان اغزال لمهر ينتشر في تكانت وآدرار واوكار ومنطقة كيفة وقد اختفي من حوض آركين سنة، 1960 ولم يذكر بعد 1980 إلا في منطقة العكلة على الحدود المالية، ويعتبر التحالف الدولي للطبيعة UICN بأن هذا النوع على حافة الانقراض.
الدامي Gazella dorcas
الدامي هو أحد أصغر أنواع الغزلان وأكثرها شيوعا، حيث يتراوح علوّه بين 53 و65 سنتيمترا، وطوله بين 80 و110 سنتيمترات، ويزن ما بين 12 إلى 25 كيلوغراما والأنثى أصغر من الذكر ولون بطنه أبيض، كان الدامي ينتشر بوفرة في عموم البلاد باستثناء منطقة المجابات الكبرى وينشط نهارا بشرط عدم اشتداد الغيظ وعموما يفضل البقاء تحت ظلال الطلح واتيل وغالبا ما يكون في تجمعات قليلة من 3 إلى 5 أفراد ويقتات على الأعشاب والطلح ويمكن أن يعيش لفترات طويلة دون ماء ولا زال يتواجد في حوض آركين.
الداميGazellarufifrons
الدامي يسمي غزال أحمر الجبهة نوع من الغزلان ينتشر على نطاق واسع، ولكن بشكل غير متساو من موريتانيا إلى شمال شرق إثيوبيا، يفضل الأراضي العشبية القاحلة، السافانا المشجرة والسهوب ذات الشجيرات، وهو سريع ويستطيع الجري بسرعة كبيرة ولفترة طويلة، كما أنه قادر على القيام بقفزات عالية جدا.
التيسAmmotraguslervia
الضأن البربري والذي يعرف أيضا بالكبش البربري، كما يسميه البربر، أو الودان في ليبيا هو أحد أنواع الخرفان البرّية التي تنتمي إلى تحت فصيلة الظباء الماعزية يبلغ ارتفاعه 70 إلى 110 سمو يزن ما بين 40 إلى 145كيلوغراما وطوله 130 إلى 165 سم، وكان هذا التيس يكثر في بلادنا في منطقة آدرار إلا أنه على حافة الانقراض اليوم، ويتم تربية هذه الحيوانات في الولايات المتحدة وتزويجها انتقائيا لإنتاج أفراد ضخمة يمكن استخدامها في الصيد التجاري.
هل من حماية؟
تعد الظباء أكثر الحيوانات البرية في موريتانيا عرضة للقنص، ويعود ذلك لأسباب ثقافية واجتماعية، حيث كان اصطيادها في الماضي رمزا للفتوة، بالإضافة الي كونها أحد مصادر البروتين المجانية والمرغوبة بشدة، مما تسبب في فنائها هذا بالإضافة إلى تدهور موائلها بسبب الجفاف، وإن كانت بعض الأنواع اليوم توجد في مناطق قصية إلا أنها لم تسلم فأضواء السيارات العابرة للصحراء تكفي اليوم للقبض عليها حية، فنظام الرؤية عندها لا يستطيع التكيف مع تلك الأضواء، إلا أن زعزعة الأمن على الحدود المالية وفرت لها القليل من الأمان، لقد أقامت معظم دول الساحل محميات لتوطين الظباء، لكن بلادنا أنشأت مؤخرا محمية آوليكات والتي نأمل أن تكون بارقة أمل بعد أن عجزنا عن حماية الظباء في البرية، وفي انتظار انطلاق أنشطة تلك المحمية، تبقي الظباء مطاردة في كل أصقاع موريتانيا في حين تغط وزارة البيئة في سبات أهل الكهف.