وزير الصحة “السياسية”
لوكان لبروفسور كان وزير الصحة تحدث البارحة باعتباره رجلا تكنوقراطيا طبيبا من أفضل جراحى البلاد لكانت حلقته ناجحة لكنه (أو القناة التى استضافته ) فضل ان يتحدث باعتباره رجلا سياسيا يخدم الرئيس والحزب الحاكم
لا يهمنى أنه تحدث بالفرنسية فهويتقن الحسانية واللهجة التونسية القريبة منها ولا يعجزه الحديث بالعربية وأيضا بلهجته الأم وهي والله أحب إلينا من الفرنسية هو حر فى اختيار لغة التواصل التى يرى أنها أكثر قدرة على توصيل فكرته حتى لوكانت لغة مستعمر أجنبي وللحقيقة فقد ضاعت هموم قطاع الصحة ومشاكله وهو المنهار فى أغلب بناه التحتية والمهدم جسور ثقة بين عماله والمواطنين المستفيدين من خدماته والناقص التجهيزات الطبية والمخبرية وعديم الأدوية الموثوق من مصادرها والذى يعانى عماله التهميش والإحتقار ماديا ومعنويا وغلب الحديث السياسي والنفخ الانتخابي على الحديث التقني الموضوعي صديقنا الوزير خبير بالقطاع فقدعمل جراحا مقتدرا ومديرا لبعض المؤسسات الطبية ومشهود له بالكفاءة المهنية والخبرة لكنه دخل مستنقع السياسة ففضل الحديث عن انجازات شكلية بدل وضع يده بدون قفاز حتى غير معقم لان المريض هو من يشترى القفاز غير المعقم والطبيب هو من يشترى مطهرات وصابون الوقاية الشخصية على الجرح المتقيح القطاع يعانى فالرئيس والحزب الحاكم يجعلان من الطبيب مشجبا لتعليق فشل الاستيراتيجيات الطبية المحلية مثلا يقال لك الدولة جهزت المستشفيات النوعية واحضرت المستلزمات الطبية والدوائية وانشأت عشرات المشافى المتخصصة لكن الطبيب الموريتاني شخص انتهازي متمصلح هو من يفسد القطاع طبعا إياك أن تقول لهم إن نسبة 80 بالمائة من “أسكانيرات النحارة” متعطلة والirm متعطل والأدوية غير موثوقة المصادر والشركة الحكومية مرهقة مرتبكة مستضعفة ضعيفة الشخصية أمام كبار سماسرة الأدوية المحميين أمنيا وبرلمانيا وسياسيا واجتماعيا و”شعوذيا” فلوقلت ذلك لكنت معارضا تستحق ضريبة مجحفة (أوبدون ياء) لدينا ويعرف الوزير ذلك مخبر لمراقبة الجودة بطاقم وطني متكامل وإدارة وهيئات وبناية وتجهيزات لكنه لا يتأكد إلا من جودة “أسلوك الرتله” التى تغطيه منذ استجلابه وجحافل الفئران والصراصير التى تمر به دوريا للتأكد من أنها فعلا حشرات ضارة باختصار الحلقة كانت دون المستوى غابت فيها مطالب العمال ومشاكلهم وبدا أن الوزير نجح فعلا فى وضع الحقائب النقابية تحت إبطه بمن فيها من أخصائيين وأطباء وممرضين وقابلات لذلك لم تعرض مظلومياتهم الكثيرة ولم يتم التعرض لمشاكل العمال إلا بخجل بالغ ثمة يقينا نقطة مضيئة وهي محاولة معدى التقارير الاقتراب من المهنية رغم إكراهات التسييس الحزبي العائلي الذى ينخر جسد التلفزة الموريتانية ويحولها إلى مجرد عجل له خوار لكنه ليس سمينا كعجل بنى إسرائيل.