ملاحطات على برنامج أستاذنا الفاضل محمد محمود حامدينو”الشوفه توفه”
ـ الفكرة جميلة لكنها لم تنضج كثيرا وافتقرت للمال اللازم لتنفيذها ـ البرنامج كان يحتاج نشاطا من مقدمه وقوفا فى القاعة تفاعلا مع الضيوف اقترابا منهم وضعهم فى جو مناسب للحديث وجها لوجه فى البداية وليس فى نهاية الحلقة
ـ يبدو أن به استنساخا ضمنيا لأفكار ظهرت خارج الحدود مثل “المسامح كريم” الذى يتربع اليوم على رأس مثل هذه البرامج لقوته الاعلامية والمادية وسرعة انتشاره وانسيابية فقراته والجهد غير المسبوق الذى بذل فيه ـ حضور الفقيه لم يكن ضروريا فالصحفيان حسب علمى وخاصة الأستاذ أحمد البو مثقفان ثقافة واسعة وليسا مثل العامة فهما يقينا يعرفان خطر أن تهجر أخاك وفائدة أن تتجاوز عنه وأجر ذلك ووزنه دينيا وأخلاقيا ـ البرنامج ليس فيه أي جهد إنتاجي يمكن القول إنه برنامج “كسول” حتى الغرفة الضيقة وطريقة الجلوس والديكور المرتبك توحى بأن ثمة استعجالية وارتجالية طبعتا على الأقل حلقته ليلة البارحة ـ يعانى الضيف الذى يدخل أولا لأنه يطلب منه الخروج ثم يظهر واقفا كأنه “يسترق” السمع والرؤية لما يجرى فى غرفة البرنامج وتلك لقطة غير موفقة إطلاقا على الأقل ابحثوا له عن مقعد خاصة أنه ربما يتابع شاشة فى مكان آخر من “لبلاتو” ـ إعلامي بحجم حامدينوا ثقافة وحضورا شخصيا وقدرة على الإقناع وسرعة بديهة وابداعا لأفكار اعلامية نادرة كما فى اطلالاته السابقة كان بمقدوره أن يقدم شيئاجديدا جذابا وجميلا ورائقا وحاشاه أن يتحول إلى صحفي ربط ينتقل بالمشاهد بين الألبان والمياه المعدنية وشركات الاتصال ليربط كل ذلك بقصة غير مكتملة العناصر مثلا من قال إنه توجد مشكلة بين الصحفيين هل طلبا التدخل لحلها أم طلب منهما الحديث عنها ثم العناق فى نهاية الحلقة ـ أين الجمهور الذى صفق فى البرنامج ويذكرنى بمعلم من أقاربنا كان لديه قسم دراسي يسميه “كوبنى” لأن أصوات التلاميذ أكثر من عددهم بأضعاف مضاعفة ـ عانى البرنامج يقينا من تخبط فى الرؤية فالفكرة جميلة لكن تنفيذها بدا صعبا للغاية فأنا حبيب الله مثلا بمقدورى أن أقول لاثنين من زملائى اجلسا هنا وقصا علي مشكلتكما وخلافاتكما ثم أطلب منهما الاعتذار المتبادل وأسأل الفقيه ليرغبهما فى تجاوز الخلافات وأدفع بهما إلى عناق أختم به الحلقة لكن هنا لم أبذل جهدا إعلاميا ولم أضف شيئا جديدا ولذلك فالبرنامج فكرة جميلة نبيلة قتلها الضعف المادي وغياب تصور لتسلسل الأحداث وكسل الجلوس والتصوير والإضاءة والديكور ومع ذلك فحامدينو اجتهد فله أجر الاجتهاد ولربما لم يجد الاحتضان المادي المناسب لبرنامج بهذه الفكرة النبيلة والجميلة أصلا وفعلا “الشوف توف” حبيب الله احمد