سجال بنت الدي وحنفي
منى الدي: تفاجأت اليوم من مقال هجائي للمعارضة الموريتانية كتبه الزميل حنفي ولد دهاه و قال فيه إن أحمد ولد داداه. هو آفة المعارضة. و الحقيقة أن آفة المعارضة و آفة الوطن كله هو أنه لم يستطع أن ينتج قائدا بحجم و مكانة و كاريزما و ثقة أحمد ولد داداه.
الآفة الثانية هي أن هنالك أزمة نخب و أزمة ذوق سليم فعندما نجد كاتبا متسيسا معارضا يسب المعارضة و ينعتها بأبشع الأوصاف و يصف قادتها الذين أحرق النضال أعمارهم بهذه الأوصاف فمن المؤكد أن هنالك خللا كبيرا يجب أن يكون محل دراسة و اهتمام. الآفة الثالثة هي آفة التعبير عن التعلق بقيادة الشباب للشأن السياسي و ذلك تعبير آخر عن ما يسمى بتجديد الطبقة السياسية التي نعرف جميعا أن الدعوة لها هي نوع من الدعوة إلى التخلص من قادة المعارضة العنيدين و المستمرين في مقارعة نظام العسكر المقيت الذي يتبدل كل فترة في ثوب جديد. لو كانت هنالك قيادات شبابية جادة و ذات حضور و كاريزما فإن أخذها لمكانتها في الشأن السياسي لا تحتاج لعقد أو إساءة و إنما تأخذ مكانها بنفسها و بطريقة تلقائية لذلك تذكر يا حنفي قول الحطيئة: أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمُ من اللوم أو سدوا المكان الذي سدواـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ ردّ تلبية لرغبات بعض قراء”الزمان انفو”.. نعيد نشر بعض السجال الذي تدخل فيه مدونون من أنصار ولد داداه وبعض أصدقاء الطرفين انتصارا لحنفي أو لمنى أو لرأب الصدع بين الزميلين ..
حنفي:ما كتبته سيدتي يعبر عن وجهة نظري، التي لم أتعود أن اجامل فيها، ثم لا أعتقد أنه يستساغ تسميته هجاءً، و إنما حقيقة مطلقة قد تجرح بصفة مطلقة.. هذا رأيي في المعارضة، و في أحمد الذي أحترمه كل الاحترام، و أعتقد فعلا أنه يستحق كل هذا “التبراع” الذي جادت به قريحتك غير القريحة.. لكن تمثلك ببيت الحطيئة يجعلني أسألك سيدتي الكريمة، و أرجو أن لا تكون الإجابة شعارات و لا لغة خشبية، و إنما جواباً شافياً، يلقمني حجراً: ماذا سدّ أحمد ولد داداه و حزبه التكتل من خَلة الديمقراطية في البلاد؟ أجيبي.. ثم لتثيري بعدها اليعاسيب من أوكارها، و لتواصل عمرة بنت علقمة الحارثية حمل اللواء
بنت الدَي:
من أبجديات علوم الاعلام أن يتخذ الكاتب لغة جزلة بسيطة مفهومة للجميع كي تصل رسالته للجميع. لكن حَنفي الذي لم يدخل مدرسة للإعلام و لا معهدا لا يدرك هذه الأبجدية و إنما أقحم نفسه في الإعلام و تمترس خلف لغة قاموسية متقعرة و اتخذ لنفسه خطا بذيئا عرف به ليخيف به الناس و يقع في أعراضهم و يتهمهم في شرفهم ففقد بذلك كل مصداقية و كل تعاطف و حتى أنه فقد كل مصادر الأخبار التي يحتاجها كل صحفي عندما باع مصادره عندما اشترى إدارة دكان الوطنية و بسطها للنظام أيام عسله معه. قال إن لي قرابات في الادارة و إن زوجي عسكري و هو في الحقيقة ليس عسكريا بسيطا و إنما طبيب جراح و ضابط برتبة عقيد يعتبر من أقدم العقداء الآن في قيادة الأركان و لا شأن له بالسياسة و لولا معارضتي لكان جنرالا و لما همش و لكان قائدا لأكبر الإدارات. و من من المعارضة ليس له أقارب في الإدارة و النظام و هل تعداده لقراباتي العاملة يعد عملا استخباراتيا هو الآخر لتصفيتهم من عملهم. سأعينه بشيء آخر فأنا نفسي موظفة حكومية أعمل في التلفزيون الوطني منذ أزيد من عشرين سنة و لولا موقفي لكنت مديرة هذا المرفق الحيوي الهام. ومع كل هذا فأنا معارضة شرسة يحترمني خصومي قبل رفاقي لأنني لا أباع و لا أشترى و لا أطعن في الظهر و لو كنت مكان هذا الرجل لما ساببت و لا خاصمت لأن فضائحه منشورة و يدركها الجميع و لولا طرد أهل وداداي له من قناتهم لما عارض و لما نبس ببنت شفة لأحد. غاظ حَنفي أن حزبي و الرأي العام انتصروا لي في معركتي معه و هو لم يجد منتصرا غير بعض الأقارب الذين احتمو له احتماء ضره أكثر مما نفعه فظهر أن نصرته رجعية عصبية و ظهر أن نصرتي حزبية تقدمية و وطنية جامعة. و ظهر على حقيقته البذيئة لمن لم يكن على اطلاع على عوراته التي كان أولى بها الستر و الاختفاء. أعرف أنه مخلوق من البذاءة و السوء و الأولى بي الترفع عنه لكنني أحببت فقط أن أحطم صنمه البذيء ليعرف أن الناس لا تخشاه و لا تخافه و أن إساءاته أصبحت سلعة بائرة بوار موقعه الذي أصبح يشتري له القرّاء من كل حدب و صوب. حنفي بعنف، إلا أنه حذف الرَد قائلا: “نزولا عند طلبات الإخوة الكرام حذفت ردي على بذاءات منى بنت الدي” حنفي:
هناك أشخاص أحترمهم جداً يعتبون عليّ لأنني أرد على حقارات “امرأة”، و يعتقدون أن “الرجل الشهم” لا يليق به أن ينزل لمستوى ربات الحجال.. و هي عقلية ذكورية تنظر للمرأة بالقصور و الدونية، أعتقد أنني أبذل جهدي للترفع عنها، بحكم توجهي اليساري، الذي علمني أن المرأة صنو الرجل، تبوأ عَرارهما بكَحل، قد تفوقه و قد تقصر عنه، مع أنني اعترف أن بعض رواسب عقلي الباطن لا تزال تكبحني عن القسوة على عمرة بنت علقمة الحارثية (منى بنت الدي) و هو ما حاولت استغلاله عدة مرات، حيث استعطفتني مرات “ارانك ظهرت اعل حقيقتك انك تتگاد مع امرَه”.. منى بنت الدي هي مجرد ميكرفون يسمعني جهراً ما يسرّه حزب التكتل عني.. فأنا إذن إنما “أقتل بها فحلاً” كما قال جساس ابن مرة. إنني احترم عقلية المجتمع الذي يساجل فيه دونالد ترامب هيلاري كلنتون و ايمانويل ماكرون ماري لوبان، و يناظر فيه غاستن ترودو المحافظة رونا امبروز، أكثر مما أحترم عقلية المجتمع الذي يترفع رجاله عن مستوى “ضلع أعوج”.. لقد ترددت في البداية، بسبب كوامني النفسية، رغم أنني لا أزال أربّي نفسي قدر استطاعتي على أن لا أكون من “غُزيّة”، في أن أرد الصاع صاعين لبنت الدي و للحزب الصوفي “التكتل”، غير أنني لم أعد لأتردد قيد أنملة في أن ألقم تلك الحقيرة حجراً:
إن عادت العقرب عدنا لها // و كانت النعل لها حاضره كل عدوّ كيده في استه // و عقرب تخشى من الدابره
ثم إنني أقول لهؤلاء “إنني في النهاية لست متأكداً أنني أنازل امرأة”.! بنت الدَي: رد على سفاهات حنفي:
حنفي لا يوجد لسان أشد سلاطة من لسانك و لا قلم أكثر وقاحة من قلمك و لا توجد عبارات أنتن من عباراتك فأنت بذيء مسيء تستخدم السب و الشتم مطية لمصالحك و مطامعك التي أهلكتك. طمعت بليلى أن تريع و إنما تقطع أعناق الرجال المطامع. و عمرة بنت علقمة أقرب إليك لأنها حملت لواء المشركين و الناس تقول إنك ملحد و الإلحاد و الشرك ملة واحدة. أما معارضتك فهي محل شك لأن أولها تعامل و تخابر فتوظيف و سكوت يشبه سكوت القبور و آخرها هجوم شرس على قلاع النضال و بالقطع أنه هجوم مدفوع ثمنه لأنك لا تعرف المبادئ. حزب التكتل و منى بنت الدي لم تغرهم يوما أموال أهل ودادي ولا أموال ولد عبد العزيز و لا يضعون كتاباتهم و لا مواقفهم في الثلاجات ثم يبدأون تسخينها بعد أن سرت فيها العفونة و فاحت منها الروائح. يا حنفي : فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت و لا كلابا. أما الضعف فليس ضعف العضلات و إنما ضعف العقول و ضيق الأحلام ذلك الضعف الذي أخرجك خائفا تترقب. لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها و لكن أحلام الرجال تضيق. حنفي:مما راق لي من الشعر قول الأعرابي:
عجوزٌ تمنت أن تكون فُتية// و قد غارت العينان و احدودب الظهر تروح إلى العطار تصلح شأنها// و هل يصلح العطار ما أفسد الدهر
بنيت بها (ماهُ فالي) قبل المحاق بليلة// فكان محاقاً كله ذلك لم يجدوا ما يعيبون عليّ غير أنني “أكتب بلغة قاموسية”.. قالوا لأبي تمام: لماذا لا تقول ما يفهم.. أجابهم: و لماذا لا تفهمون ما يقال.. ثم أنشد؛
عليّ نحتُ القوافي من معادنها// و ما عليّ إذا لم تفهم البقرُ و إن البقر تشابه علينا.. فحتى الحاذق النابه من متصوفة التكتل صيّره التعصب بقرة عجماء، و العجماء جرحها جُبار.. عشت لأرى الموريتانيين ينقمون على أحدهم جزالة لغته: إذا محاسني اللاتي أُدل بها // عدت مساويَ، قل لي: كيف أعتذر
للحديث بقية ردَ حنفي الذي حذف: أصبحنا و أصبح الملك لله..
في يوم أحد، يومَ كانت هند بنت عتبة تحض قريشا على الحرب بعد أن ولّوا الأدبار.. و يومَ سقط اللواء على الأرض فلم يجد من يحمله غير عمرة بنت علقمة الحارثية، عرض النبي صلى الله عليه وسلم سيفه على فرسان المسلمين قائلا: “من يأخذ هذا السيف بحقه؟!” فقال له أبو دجانة (سماك ابن خرشة)؛ و ما حقه يا رسول الله.. فقال عليه السلام: أن تضرب به العدو حتى ينحني.. فقال: أنا آخذه بحقه.. ثم حمله و جعل يختال في مشيته، فقال عليه السلام: إنها لمشية يبغضها الله و رسوله إلا في مثل هذا الموطن..
و لهذا أعتقد أنه يباح لي أن أختال قليلاً..
قالت إنني لا أملك شهادة.. و الأمر صحيح، و هي تملك شهادات ليس أوسطها “شهادة الزور”.. أما شهادة المترير في الإعلام فهي قصيدة عمرو ابن كلثوم، التي ألهت عن كل مكرمة.. كأنه لم يحصل بشر على شهادة قبلها:
فأشهدكم و الله يعلم أنني // إلى الله من تلك الشهادة تائب
لعله يباح لي أن اختال في مثل هذا الموطن، حيث شهد لي أستاذي اباه حفظه الله غيرَما مرة بأنني “كاتب كبير”، و قد قالها مرة في مجلس بدكار فاتصل بي الإمام عبد الله ولد محمد حرمه ليثلج بها صدري، و هي بشارة ما أودّ لو أن لي بها حمر النعم..
و قال لي صديقي الشاعر و الصحفي البارز المختار السالم إن الشيخ الددو أشاد له كثيراً بكتابتي، و هو بشرى ساقها لي غير واحد..
و مرة قال لي أحد طلاب محظرة النباغية إنهم سألوا جمال ولد الحسن رحمه الله عن أفضل من يكتب باللغة العربية فقال لهم إنه كاتب هذه السطور..
و هكذا أيضا سأل رفيقي الشريف ولد الشيخ مرةً يحي ولد البراء نفس السؤال، و كنت حاضراً، فأجابه: ألّا حنفي.. و لا أعتقد أنه كان يجاملني..
و قرأ منصف مرزوقي مقالة لي في القلم بعنوان “حديث المرشحين”، فقال لي: ما قرأت في حياتي أحسن من هذا الأسلوب.. و أنا لا أجامل.. كما كتب مرة (و الرابط موجود على الانترنت) أنني من أفضل الصحفيين الشباب في العالم العربي.
و حدثني أخي و صديقي محمودي أن حبيب ولد محفوظ كان يقرأ مقالا كتبته في القلم بعنوان “الببغاء المثقف”، فقال له هند بنت عيينه: حبيب ذ التگرَ شنهو؟. العربية؟.. فقال لها: يمّ عندِ عنو گاع القرءان.!.. هههههه، الله يتغمده برحمته.
و احتفظ في رسائل الفايس بوك برسالة لهذه المتقولة تشيد فيها بأسلوب مبالغ فيه بنضالي و كتاباتي، يمكنني أن أنشر منها صورة.
فإن أتى من يذم كتاباتي بعد هؤلاء فهو كرّ البغال بعد الجياد:
إذا رضيت عني كرام عشيرتي // فلا زال غضباناً عليّ لئامها
لست مادح نفسه، و لكنها “مشية يبغضها الله و رسوله إلا في مثل هذا الموطن” و “التكبر على المتكبرين عبادة”..
ما كنت يوما شتامة و لا ذمامة و مذهبي في المعارضة مذهب الأحرار الذين ينتقدون النظام على أفعاله و نهبه و ظلمه و لم أتعرض يوما لشكل الجنرال و لا لعائلته و لا لجسمه و لا جسم زوجته و لا أسنانها كما فعل حنفي في مقالته التي تبعث على الاشمئزاز و مذهبي هو مذهب ألياء أبو ماضي: حر و مذهب كل حر مذهبي ما كنت بالغاوي و لا المتعصب و أحب كل مهذب لو أنه خصمي و أرحم كل غير مهذب. أحب الناس و أنشر الخير و السلم ما استطعت لكنني عندما يهاجمني الأشرار و يجهلون علي أكون على مذهب عمرو بن كلثوم : ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا ألا لا يعلم الأقوام أنا تضعضعنا و أنا قد ونينا فإن قناتنا يا عمرو أعيت على الأعداء قبلك أن تلينا إذا عض الثقاف بها اشمأزت و ولته عشوزنة زبونا عشوزنة إذا انقلبت أرنت تشج قفا المثقف و الجبينا. و لو أن القرآن العظيم لم يعطني فرصة للرد عن نفسي لما أجبت ذلك السفيه : لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم و كان الله سميعا عليما و لو أن هذا الرجل الفاجر ما تعرض لي و لعائلتي لما ساببته و لو كنت أعلم أن لي فضائح في الماضي أو الحاضر لما عرضت نفسي لسهامه القذرة لكنني و الحمد لله امرأة نظيفة لا أخاف من ملفات أخفيها و ليس لدي غير قلم نظيف لا يباع و لا يشترى : ما احترفت النفاق و شعري ما اشتراه الملوك و الأمراء و لم تغرني الوظائف و لا الأموال و لم أحتل على أحد في آمريكا و لم أنهش عرض أحد و لم أعقد صفقات تحت الطاولة مع أحد و لم أتلق رشاوى من أحد و لي قناعات و مواقف و شرف لا أبيعه و هوايتي تحطيم أصنام الشرك و الإساءة.
أعتقت رقبة منى بنت الدي لكل الشفعاء و أولهم والدتي حفظها الله التي كلمتني الآن، بمجرد علمها بما يدور. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بنت الدَي: قال حَنفي إنه أعتق رقبتي لأجل الشفعاء و لأجل والدته المرأة الطيبة الأصيلة التي حملها من أمرها عسرا و ما برها يوما و لا أقر عينها. بل صببت يا حَنفي جميع بذاءاتك و ما عاد في جعبتك شيء.
أما أنا فواجهتك مرغمة حتى أحطم صنمك و أرغمك على التراجع عن لحوم الناس و أعراضها.