دولة برغواطة

الزمان انفو ـ تعاقبت على تاريخ المغرب عدة دول وحضارات تركت بصماتها في موروث البلد، إلا استثناء وحيد، دولة بالكاد يعرف الناس أنها تواجدت، رغم أنها عمّرت أربعة قرون. دولة برغواطة الأمازيغية المغربية، التي قامت في منطقة تامسنا (غرب المغرب)، وعاصرت الدولة الأموية والدولة الإدريسية، وفاقتها في التعمير، اختفى أثرها من التاريخ المغربي، كأنها لم تكن. فلماذا لا نسمع بها؟

 

وبعد قدوم الفاتحين المسلمين إلى المغرب، حاملين معهم الدين الجديد، قام غالبية الأمازيغ بالتحول إليه بعد مقاومة تارة شديدة وتارة خافتة، إلى أن استقر غالبية أهل المغرب على الإسلام. وكان بعد ذلك الهدف الجديد للفاتحين هو نقل الإسلام إلى الشمال، حيث أوروبا والأندلس. لذلك احتاج العرب إلى استعانة بالأمازيغ لخبرتهم في المنطقة، واتقاءً لفتن جديدة.

قبل حملة “طارق بن زياد الشهيرة”، قام المسلمون بحملة استطلاعية لفتح الأندلس قادها العسكري الأمازيغي طريف بن مالك (المسمًى طريف المطغري حسب بعض المراجع)، وقام خلالها بعدة غارات وحملات على جنوب إسبانيا، غنم فيها الكثير، وعليه سمًيت مدينة طريفة في الجنوب الإسباني. حصل طريف مقابل جهاده في الأندلس على أرض تسمى “ريو برباطي” (وادي برباط)، كما ذكرها المؤرخ البكري. هذا الاسم هو الذي سيتحوًل بعد تعريبه لبرغواطة.

رصيف 22

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى