في التزوير
الزمان انفو : -في مسيرتي ككاتب صحفي كتبت حوالي عشر مقالات عن التزوير، الطائعي خصوصاً ولكن ليس حصراً. وما بدا أنه بلوى الاقتراع في موريتانيا بدا متجاوِزاً في معظم العالم العربي، الذي زعمنا لاحقاً بعد إجماع 2005 أننا أطوّر منه ديمقراطياً، كان أن القبائل هي أساس التزوير. طبعاً كان العرب يزوِّرون، ولكنهّم كانوا يُزوِّرون بالبيروقراطية أكثر من العشيرة.
وما حصل بعد اتفاقية المساومة في 1998 كان أن ولد الطايع صادر التزوير من القبائل. ولم يعد الصندوق في عهدة القبيلة (وإن بقيت في عهدتِها التعبئة والإكراه). وقد سمح هذا للدولة أن تُنتِج تزويراً بديلاً فتقطف ما يزيد على 5%، التي تؤمِّن بها نفسها، في الخروقات الانتخابية. وما حدث في تزوير الجنرال عزيز هو عودة المجموعات الأهلية إلى ممارسة التزوير عن طريق التحكّم في الإنابة، ليس فقط عن الأحياء المُقاطِعين، بل عن الأموات. وما يحدث الآن هو أن الدولة من خلال المفاوضة على النتائج تريد أيضاً استدخال التزوير البيروقراطي والإداري ليكون ختامه مسك. ولكن العزيزية، وهي مرحلة متأخِّرة من الطائعية وفي نفس الوقت مرضُها الطفولي، لا تمتلك الاحترافية ولا الحصافة الطائعية (أياً كانت تلك !). لذا دخلوا في حيص بيص وهرج ومرج. وكما يحدث دوماً للصوص في أوقات الاختلاف : انكشف أمرُهم.
ابو العباس ولد ابرهام