بلاغ ونصح عاجل لمن يهمه الأمر
الزمان انفو ـ وربَ الكعبة لا يقرَ محمد ولد بوعماتو أو يؤيد من قريب أو بعيد ما قام به ضدَي، إلا انتقم منه المنتقم ذي الطول والجبروت ما أعدله.
أعتقلت يوم 24 مايو 2007 بالسجن المركزي في نواكشوط، وقد دخلت السجن مبالغة في الإحتقار والإهانة والإستفزاز، على متن سيارة صغيرة للأمن الوطني، في مقاعدها الخلفية بين فتاتين خفيفتي الجسم، تلبسان زي الشرطة، وقد حاول اغتيالي المذكور يوم الأحد الموافق 27 مايو 2007، إلا أن المعتقل الشهير مفتول العضلات عبد الله الملقب “الأحمر”، قال بأنهم زودوا جواله قيمة 50000 أوقية من الرصيد ووعدوه بمبلغ 500.000 أوقية نقدا عند تنفيذه للفعل الإجرامي المطلوب، وأخرج هاتفه وقال: هم يكرَرون هذا الطلب باستمرار”، وكنت عند روايته للمؤامرة المتعثرة عند باب السجن المركزي، مع الحرس، في استقبال الزميل الوحيد،مختارولد محمد، الملقب مختر، الذي زارني تلك الأيام الأربعة المثيرة العاصفة الخطيرة، وعندما رجعت وجدت الصوت والجلبة مرتفعين في غرفتي، وعبد الله ولد كابر الملقب”الأحمر” جازاه الله خيرا وكافاه يقصَ القصة على السجناء، وصوت الهاتف من خارج السجن في اتصال معه، وصلني منه جملة “بطو بطو إلين يشرف اعل الهلاك..” هكذا حاول اغتيالي المافيوي محمد ولد بوعماتو وفشل في ذلك لله الحمد والمنَة. وهكذا حاول لاحقا ضمن نفس المسار المافيوي الأعمى تصفيَة الرئيس الحالي للبلاد محمد ولد عبد العزيز، صهرنا حفظه الله، دون تزكية لتجربته في الحكم أو تحامل على جوانبها الإيجابية إن صحَ الإطلاق.
أجل حاول اغتيال الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بتنسيق غير مباشر مع بقايا المخابرات الليبية، أعني تحديدا السنوسي المسلم على منحى مثير، وقد تمت تلك المحاولة يوم 12 أكتوبر 2012 في منزل قرب “دار العلوم” في لكصر، خلافا لما ادعى النظام بدهاء لإخفاء معالم الجريمة إلى حين، ومبالغة أيضا في التستر على معطيات أكثر تعقيدا على رأي البعض، قد تمسَ من مصداقية الدولة، فتحرك ولد محجوب مأمورا لإخفاء مدروس سريع غاية في الدلالة على الثبات والشجاعة والمكر الضروري أحيانا لإدارة دفَة الحكم، ولكل جواد كبوة، وإنها وربَ الكعبة السلطة والثروة لفتن مدلهمة كقطع الليل المظلم، لا يكاد يسلم منها إلا من ابتعد عن تقلَد الأمانة العمومية، ما لم يكن ذلك لزاما وأيقن في نفسه القدرة والكفاءة والصفاء والإخلاص على غرار المذهب اليوسفي الإضطراري، على وقع أزمة اقتصادية حادة كادت أن تحطم مصر أيام العزيز الفرعوني وقتها، لولا تدخل القدرة عبر رؤيا قذفت في منام الملك المعني وفسَرت وأولت ونفذت على يد النبي يوسف عليه السلام.
وللتذكير كانت هذه الرؤيا سببا بتأويلها في خروج يوسف عليه السلام من السجن، وخروج الشعب المصري من ورطته الإقتصادية المهلكة، لولا تدخل القدرة، وبأساليب خاصة جدا، بدأت برؤيا يوسف عليه السلام المعبرة عن ظهوره على إخوته، ومرورا بادعاء أكل الذئب له، والإتيان بدم كذب على قميصه، ومرورا بالجب ومحاولة فتنة المرأة السلطانة زليخة ، حرم الملك، بعد خروجه من الجب، وانتهاء إلى الخطة الإقتصادية على يد وزير المالية الملهم يوسف بن يعقوب عليه السلام.
قال الله تعالى ” إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا “
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ, وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا, فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا, وَاتَّقُوا النِّسَاءَ, فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ, كَانَتْ فِي النِّسَاءِ”.
فلا غرابة أن يختلط المشهد السياسي مع محاولات الإغتيال والإغراءات الجنسية والمؤامرات العاطفية المتنوعة المؤثرة بحق أحيانا، أو على منحى مفبرك لتشويه السمعة وإزالة الهيبة، كليا أو جزئيا، والله أعلم أي الإحتمالات كانت أقرب لحالتنا المحلية الخطيرة، المذكورة آنفا.
وعود على بدء أقول ورب الكعبة لن يسلم وبمقادير ربانيَة ، الله أعلم بها، أي شخص ساهم من قريب أو من بعيد في استهدافي من قبل ولد بوعماتو، وتحويل قضيتي من قانون الصحافة ظلما وعدوانا إلى القانون الجنائي فبركة ونسجا خياليا، في غاية الظلم، بادعاء أن المسألة بلاغ كاذب، وهي في الحقيقة مجرد نشر في عدد الأقصى 242 في 18 مايو2007، وأعيد نفس المقال في نفس الصحيفة، صحيفتنا الأقصى يوم 22مايو على ما أذكر 2007 في العدد 245 .
أما البلاغ الكاذب فهو خلاف النشر، وهو فعلا جريمة جنائية، لكن ما تم من قبلي عن قصد ودراسة مجرد نشر لا غير.
فالبلاغ الكاذب يقتضي الإتصال بجهة إدارية أو أمنية أو قضائية، وبعد التحقيق في محتوى ما بلغ به، واتضاح أنه كذب تكتمل أهم أركان الجريمة، إن وجد القصد الجنائي دون التباس، ونحن وقتها كتبنا فقط من أجل المصلحة ولم نبلغ أي جهة، وإنما نشرنا ذلك في وسيلتنا الإعلامية المتاحة وقتها، الصحيفة الورقية الأقصى في العددين المذكورين، في التاريخين المحددين، وذلك بقلب العاصمة نواكشوط بعمارة النجاح، المقر الدائم لجريدتنا الجريئة المتميزة، الأقصى، رغم أن تشريعها كان في شهر مايو 2000 وصدر عددها الأول يوم 19 ابريل 2001.
أجل كتبت حول ملف المخدرات، وبحذر ومهنية، وجرأة واحتساب لوجه الله، لما قد يلاقيني منذ أن سطرت أناملي تلك السطور الذهبية التاريخية في النشر الموريتاني، منذ أن كتب أول كاتب في هذا الكون، وغرَمت بعد ذلك إثر نشر المقال بأكثر من مليون دولار “300.000.000 أوقية” على يد القاضي الفلاني المرتشي، صنمبو محمد الحبيب لا سامحه الله، لا دنيا ولا آخرة.
وللتذكير عندما استدعيت للمشاركة في تأبين الصحافي الشهير جبران التويني في شهر دجمبر 2007، كلفت بتقديم أول محاضرة عن واقع الصحافة في موريتانيا أمام النخبة اللبنانية والعربية من مختلف مشارب الإعلام الحر، العربي والغربي بوجه خاص، تحت إشراف اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، قالت المنظمة ” شرفناك بإلقاء أول محاضرة في هذا المحفل التاريخي المشهود لأنك أغرب حالة تغريم في الكون ضدَ أي منتج معرفي منذ نشأة الكينونة”.
أقول كتبت هذا المقال بعد زيارة لاسبانيا في شهر ابريل 2007، تحصَلت أثناءها على معلومات تؤكد تورط الكثير من المراهقين الموريتانيين في ملف المخدرات، من خلال صلة غير مباشرة مع حركات مافيوية معنية في كولومبيا وفتزويلا، وكانوا يتلاعبون بأوراق الأورو ويشترون الكلاب الغالية، ويدخرون أحيانا نقودهم داخل الإسفنج “لمطل” لكثرة العملة الصعبة عندهم، وتغاضت السلطات الاسبانية عن ذلك لغرض في نفس يعقوب، لكنها سمحت لهم بالدخول للتحقيق في حاويات للأسلحة الخفيفة أوقفت مؤقتا في الأشهر الأولى من سنة2007، قبل تدخل وزارة الدفاع الموريتانية لإطلاق حاويات افيل ولد اللهاه ورفيقه دفلَه ولد الغرابي، رفقاء الكازينو والقمار محل الإدمان.
نعم كتبت لأنني أعرف أن سيدي ولد الشيخ عبد الله الضعيف الرئيس حينها ووزيره الأول في نفس الفترة الزين ولد زيدان الأضعف الحاكمين وقتها ظاهريا، غير قادرين على مواجهة الملف والدخول في معمعان هذا “الجهاد”، وبسبب خطورة المخدرات على استقرار البلد والأجيال الصاعدة بوجه خاص، وبعد اكتمال اليقين عبر حادثة انواذيبو فاتح مايو 2007.
قررت الكتابة حول الموضوع المثير دون ذرَة تهيَب أو تأجيل، أو كما يقال في المثل “لحديد ينخبط الا حام”، وكتبت في مدخل المقال “معلومات غير مؤكدة، وفي المقابل لا يمكن نفيها “، وذكرت في وسط المقال بالأسماء، بعض المراهقين المتورطين في الملف، ومن ضمنهم “اشبيلول” المعروف، وولد أحمد مرحبه، هؤلاء الذين اعتقلوا شهرا كاملا في انواذيبو سنة 2005، قالوا أثناء التحقيق لدى الشرطة أن رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو كان يتصل بهم شخصيا، قصد الحصول على العملات الصعبة، ولأن هؤلاء الشباب قدموا رشاوى دسمة عبر صهر أحد مفوضي الشرطة المعروفين، أطلق سراحهم بغير حقَ، بحجة أنه لم توجد قرائن تكفي للإستمرار باعتقالهم.
إذن بوعماتو لم نقل عنه إنه يستورد أو يصدَر أو يستهلك المخدرات، ولكنه متورط في مسار تبييض أموالها، وهو بهذا أحد أباطرتها، على مستوى البلد بصورة غير مباشرة، يقينا بإذن الله يومها، مهما تورط فيه بعد ذلك من تحويل القضية من قانون النشر إلى القانون الجنائي، عبر ادعاء أنها جريمة إبلاغ كاذب، ضمن التكييف الأكذب والأجرم في تاريخ موريتانيا، لا سامح الله المعنيين: قضاة أو محامين ، أو وسطاء، أو “بشمركَة” رخيصة، أخلاقيا ومهنيا.
وقد بلغ بهذا الحقير أن ضغط وطلب تحويل ملفي، بحجة أنه جنائي، إلى الانتربول بالإمارات بعد سفري إلى هناك، ولما امتنع الإماراتيون مؤقتا عن تحويل الملف إلى دبي محل إصدار التأشيرة، ضغط بصديقه المشبوه كريم واد، العارف بأحد أفراد الأسرة الحاكمة بالإمارات، وهو صاحب الشركة القابضة العملاقة المهتمة بشراء الموانئ ، ومقابل وعده إياهم، كريم وبوعماتو، بتحريك ملفي من أبوظبي إلى دبي وتوريطي، ولو مر الأمر عبر مسار قضائي شكلي في الإمارات، التي قضيت فيها أكثر من سنة، مستلب الجواز أو بين المحاكم المفبركة المعروفة النتيجة سلفا، وبعد ما عانيت من أمراض وضغوط نفسية حادَة مخيفة نزعت ملابسي كليا أمام شرطي وثني نيبالي مكتتب لدى شرطة الإمارات، وذلك في غرفة مغلقة بحجة الأمان من المجرمين الداخلين من جديد لسجن الوثبة 60 كلم من العاصمة أبو ظبي: وهو من أخطر السجون في العالم مطلقا، حيث لا تستعمل هذه الطريقة بحجة التفتيش الكامل، إلا في سجن الوثبة حسب علمي .
وأكرر كما أقسمت في مطلع المقال، لتنزعن ملابسكم وملابس ودسائس تعاضدكم ضدَي، فردا فردا، إلا من أعطيته الأمان والسماح بعد طلب ذلك ، مثل ابراهيم ولد أبتي، وقد دفع الثمن بكلمة موجزة قالها لي عند مدخل البنك الوطني لموريتانيا القديم، قال لي: ” عبد الفتاح فلنتسامح لكنني أصرح لك ،أكبر ملفَ حسب علمي من جهة الرشاوي الدسمة هو ملفك آنذاك مع ولد بوعماتو” .
على كل حال بعض المحامين يأكلون من كل الموائد، مع ولد بوعماتو وضدَه، مثل بعض شطَار “بشمركَة” ولد بوعماتو يطبعون كتبهم من دفع ولد الدباغ، ببعض إكراميات بوعماتو، ويقول لولد انويكَظ قال لي محمد ولد بوعماتو أن أكتب ضدَك وامتنعت، “حسين” مكشوف و”أمل” كاذب على غرار الفرق بين “الفجر” الصادق والكاذب.
خسئتم يا مصاصي الدماء، والمتآمرين على الزملاء الرافثين في قيود الظلم والإستهداف المتواصل ضدَي ،من قبل ولد بوعماتو وجماعته، ولد الدباغ ومحمد ولد غدَه وصحافة السوء التي تعرف نفسها.
يوم لكم ويوم عليكم .
جزى الله محمد ولد عبد العزيز على التحقيق معكم لمعرفة الصَلة الحقيقية العميقة الراجحة بينكم ورأس حربة ولد بوعماتو السيناتور المشؤوم محمد ولد غدَة، الذي يقدم الرشاوى للجميع ويتآمر على المعارضة الراديكالية ويركب موجها المتلاطم الفوضوي غالبا ، لإرجاع بوعماتو لساحة النفوذ بطريقة ما، لصالح المغرب التوسعي ومافيا افرانس آفريك وإسرائيل، بدعم واسع من الماسونية الدولية، ولا يؤسفني في هذا السياق إلا توريط الزميلين العبقريين بلعمش وحنفي ورجل الأعمال الذكي الداهية المصطفى الإمام الشافعي، في هذا الوسط الظالم المكشوف، ولا أزكي النظام القائم، ولكن أقولها على نهج عمري صريح ونابه، عدو العدو صديق.
ألهم الله الرئيس الحالي طريق الصواب وهداه إلى الحوار مع سائر المشرب السياسي الوطني، وخصوصا السالمين منه من لوثة رشاوي ولد بوعماتو، مثل حزب تواصل المتميز، وحزب اتحاد قوى التقدم، وغيرهم كثير في المسرح السياسي الوطني المعقَد الملغوم.
أما خطابي لزملائي حفظهم الله من كل سوء دنيوي وأخروي من صحافة ولد بوعماتو ومأموريه ولد الدباغ وولد غدَه، فأقول لهم: سامحكم الله، يوم لكم ويوم عليكم، هكذا سنة الحياة.
أكرر؛ وربَ الكعبة إن الظلم عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة، وإن الله لا يحب الظالمين، ولا يظلم ربَك أحدا، فمن يعمل مثقال ذرَة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.
يا موسى ويا التاه ويا عمير ويا أحمد “أم الساركَ ما اتم الا امزغرته”، لقد بالغتم في تأييد سجَاني والتنكيل بي، بصورة مباشرة أو غير مباشرة غالبا، مثل ما كتب موسى صمب سي في عمود بالفرنسية بصحيفة “لاتربين”، سنة 2007 أوان اشتداد الأزمة مع بوعماتو، فلمَا اتصلت بالزميل محمد فال ولد عمير ردَ علي بدهاء معروف في أساليب الصحافة في هذا الباب، “أنا مسافر ولا علم لي بهذه الكتابة”.
أقول لكم بعدما أفرغت بعض ما في صدري، إذهبوا فأنتم الطلقاء، فقد عفوت عنكم، ولو عاد واحد منكم إلى ساحة الكتابة والتآمر في هذا الباب مع ولد بوعماتو، فسأرمينه برمح انتقام ربانيَ نافذ، لا قبل له بإذن الله .
قال الله تعالى ” وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ”
أما بقية الشبكة من المتآمرين على الوطن من أجل إعادة ولد بوعماتو لساحة النفوذ، مهما علت الخسائر والتحدَيات الأخلاقية والمعنوية، الخاصَة والعامَة، فأقول: لا بأس أن يذوقوا ولو مؤقتا القصاص الملائم.
“وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “
عسى أن يؤوبوا إلى الصواب، ويتوبوا من التآمر المركَب الشنيع ضدَ الوطن وبعض البرءاء من مواطنيه الشرفاء الأحرار.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
عبد الفتاح ولد اعبيدن