«البق» حشرة تزعج سكان نواكشوط ونواذيبو
الزمان انفو ـ تشهد بعض البيوت الموريتانية هذه الأيام إزعاجا لا مثيل له بسبب حشرة “البق” التي انتشرت منذ بدأ استعمال العفش المنزلي المستعمل يستفحل بسبب تيسر الحصول عليه بأسعار بسيطة.
و كشف تحليل وراثي جديد للصفات الجينية لحشرة البق عن إمكانيات جديدة لمكافحة هذه الحشرة المنتشرة في المدن الكبيرة في كثير من أرجاء العالم.
وأظهرت دراستان بهذا الشأن نشرتا بمجلة نيتشر كومونيكيشن الأمريكية عن نقاط ضعف لدى هذه الحشرة وعن سبب تزايد قدرتها على مقاومة المبيدات الحشرية.
وتعيش حشرة البق في أماكن نوم الثدييات ذوات الدم الحار وخاصة الإنسان وتتغذى على دمائها ولا تزيد سماكة الحشرة البالغة منها عن سمك الورقة ويمكن أن يبلغ طولها 4 إلى 6 مليمتر.
ويمكن أن يصل وزن هذه الحشرة المتطفلة عند تناول وجبتها إلى سبعة أمثال ما كانت عليه قبل تناول الوجبة، وهي بنية الشكل ولها شعر.كما تتمتع هذه الحشرة بقوة كبيرة في تحمل العوامل الخارجية وهي منتشرة في معظم أرجاء العالم ولا تتأثر تقريبا بالبرد ويمكن أن تعيش ما يصل إلى 40 يوما بلا غذاء وتتسبب لدغتها في إحداث حكة واحمرارا بجلد الإنسان.
وأوضح عالم الحشرات الأميركي لويس سوركين من المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي في نيويورك أن نسبة كبيرة من حشرة البق أصبحت تتمتع بتحورات جينية تجعلها قادرة على مقاومة المبيدات الحشرية المستخدمة عادة في مكافحة الحشرات.
وقام الباحثون خلال الدراسة الأولى تحت إشراف جيفري روزينفيلد، زميل الباحث سوركين، بتحليل المجموع الوراثي لحشرة البق وعثروا خلال ذلك على جميع الجينات تلعب دورا في مراحل التطور المختلفة للحشرة حتى تصبح تصل مرحل البلوغ.
وتبين للباحثين أن الحشرة تبدأ في تغيير عملية التعبير الجيني التي يتم من خلالها تركيب منتج الجينات الوظيفية وذلك بعد أن تتناول الحشرة أول وجبة دم لها.
ويرجح الباحثون أن بعض الجينات التي تتكون بعد تغير التعبير الجيني هي التي تساعد الحشرة في مقاومة المبيدات وذلك من خلال تكوين طبقة سميكة واقية للحشرة و من خلال تحسين عملية تحليل المواد السامة الموجودة في هذه المبيدات.
وخلص الباحثون من خلال ذلك إلى ضرورة التركيز في مكافحة الحشرة على التخلص منها في مرحلة اليرقة، أي قبل البلوغ وقبل أن تتناول أول وجبة دم وتحسن قدراتها الوراثية.
كما تبين من خلال تحليل المجموع الجيني للحشرة وجود علاقة تكافلية بين الحشرة و أكثر من 400 نوع من البكتريا. ويرجح الباحثون أن تكون هذه العلاقة ضرورية لتناسل الحشرة ونموها.
لذلك رأى الباحثون أن تطوير مضادات حيوية ضد هذه البكتريا يمكن أن يساهم في مكافحة الحشرة.أما الدراسة الثانية تحت إشراف جوشا بينوا من جامعة أوهايو فركزت على التفاعل بين الموروثات الجينية و البروتينات حيث عثر الباحثون على جينات مسؤولة عن تشفير الإنزيمات وغيرها من البروتينات التي تجعل حشرة البق غير حساسة ضد السموم.
كما عثر الباحثون على موروثات تساهم في استعادة الأنثى حيويتها وقوتها بعد ما يعرف بعملية التزاوج المؤلمة حيث يقوم الذكر خلال هذه العملية بخرق جلد الأنثى الموجود فوق منطقة عضو التناسل باستخدام عضوه التناسلي الخطافي.
وتبين للباحثين أيضا وجود مئات الجينات البكتيرية في المجموع الجيني لحشرة البق وتبين لهم على سبيل المثال أن ما يعرف ببكتريا الولبخية التي تعيش في خلايا بحشرة البق تنتج مزيجا من فيتامين ب وهو فيتامين غير موجود في غذاء الدم الذي تحصل عليه الحشرة.
ويعاني المئات من الأسر الموريتانية من إزعاج هذه الحشرة التي بدأت تغزو البيوت منذ أعوام مع انتشار الأقمشة و الأثاث المنزلي المستعمل والمستةرد من أمريكا، خصوصا بمدينتي نواكشوط ونواذيبو.
وظهرت مؤخرا شركات بالعاصمة الموريتانية تقوم بمكافحة وتطهير المنازل من “البق” بتكلفة 50000 إلى 85000أوقية.