ولد محنض يرثي الراحل المختار ولد داداه
الزمان انفو ـ دون الأستاذ الحسين ولد محنض المدير الناشر لصحيفة الأمل الجديد في ذكرى وفاة أول رئيس للبلاد مستحضرا مرثية قال في رحيل المختار ولد داداه:
((يا أبانا استغفر لنا!))
((يا أبانا استغفرْ لنا كنتَ فيناقائدا رائدا مطاعا أمينا
هاديا مَهديا فلما اعتديناوعدونا وهنًا عليك ابتُلينا
عقّكَ العسكرُ الذي أنتَ منهوالدٌ ثم صار فينا مكينا
فرضينا بما جرى ورضخناوضحكنا وحالنا يبكينا
مذ رضينا بما أتوهُ مرضناولوآنا لم نرضه عوفينا
كل عام يجيء نزداد وهْمًاتكبرُ الأوهام الصغيرة فينا
مرَّ عَقدٌ ومر عقد وعقدما رجعنا عن وهمنا وارعوينا
“أنقذونا” فما انتقذنا فجاءوابـ”خلاصٍ” من بعده بسنينا
ثم جاءوا بغيره كلما قدراقهم شيءٌ جربوه علينـا
***
يا أبانا استغفر لنا كنتَ فيناملجئا آمنا وحصنا حصينا
قد لعقنا دماءَ كل فقيروأكلنا لحومه طائعينا
وجعلنا طفلَ الحجارة لصاخائنا والغازي له مسكينا
وبني السامريِّ أصحابَ فتحلا غزاةً لأرضنا غاصبينا
وجعلنا دمَ العروبة فينـــاباردا وهْو كان فينا سخينا
وأضعنا الضاد التي قد رضعناوجعلنا الإسلام فينا عِضينا
لكأن ابن عقبةٍ لم يلدناقط يوما ولا ابنَ تاشفينا
قد نسينا أن اليهودَ يهودٌواتخذنا جمع الدراهم دينا
ومسحنا جباههم ونسينادير ياسين في الذي قد نسينا
***
يا أبانا استغفر لنا كنت فينارجلا بالمقدسات ضَنينا
سامِح المذنبين منا جميعاأنت ممن يسامحُ المذنبينا
وتبوأْ من الجنان مكاناعاليا شئتَه وضيئا وضينا
لك فيه الذي تشاء جميعـاأنت أهلٌ لمثلِ هذا يقينـا
كم أغثتَ الملهوف وهْنًا ووهْنًاكم أعنتَ الفقير والمسكينا
يا ابن شنقيطَ شمسَها وضحاهابدرَها حبلَها القويَّ المتينا
فخرَها ذُخرَها سَناها هُداهاومُناها مُختارها الميمونا
جادتِ الغادياتُ فاهنأ قلوباصرتَ فيها قبل القبور دفينا
ونمِ الْيَوْمَ هانئًا وسعيداأنت فيما نرى من الآمنينا
عادلٌ مقبلٌ على حُكمِ عدلٍمحسنٌ قادمٌ على محسنينا
لك ألا نخون بعدك دربًاسرتَ فيه أمامنا ما بقينا)).