محمد فال ولد محمد باب… الخالفه الكحله نموذجا/ بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن
في فترة سابقة من تاريخ إمارة اترارزه كانت “الخالفه الكحله” الظهير العسكري المحوري للإمارة في أحسم وأعوص معاركها عند الدفاع أو الإغارة على السواء، وتتكون هذه المجموعة من “تقردنت” و”أولاد بنيوك” و”زنبتى” و”أولاد عايد”.
ويتمركزون بضواحي روصو وكرمسين وشمامه بوجه خاص، ويمثلون على رأي البعض، بعض أقدم السكان الأصليين للنهر، في الواجهة الموريتانية ومنطقة شمامه بوجه أخص.
تعرفت قبل فترة على أحد رجالات وشباب “الخالفه الكحله” الواعدين من قبيلة “زنبتى”، المهندس محمد فال ولد محمد باب ولد حيمده، الإطار المعروف بوزارة النفط والطاقة والمعادن، غير أن ما لفت انتباهى لدى هذا الوسط عموما، وضمن تجربة تعرفي على المهندس المذكور محمد فال، هو مستوى التمثيل الأخلاقي والاجتماعي والسياسي والتفاني في تكريس التوازنات المجتمعية الوطنية إجمالا، وتفصيلا، ورغم ما يعانيه هذا القطاع الأهلي الواسع من سكان اترارزة بل واترارزة عموما من قدر معتبر من التهميش والتجاهل شبه الممنهج، يلاحظ بسهولة في الإطار الواسع منذو الانقلاب على ولد داداه رحمه الله، يوم 10يوليو 1978.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، تم تجاهل إصلاح طريق روصو انواكشوط إلى حد خطير على الأرواح و الممتلكات والواجهة الجنوبية لموريتانيا.
نعم حال هذا الطريق مثير بحق للشفقة والاستغراب، ومن وجه آخر الضباط المنحدرون من هذه الولاية بوجه خاص، رغم أخلاقهم وكفاءاتهم وأدائهم الميداني المتميز وندرة إسهامهم في المساس بالطابع الجمهوري لجيشنا الوطني، أو بعبارة أخرى، حرصهم على الابتعاد في الأغلب عن الانقلابات كلها، طيلة تاريخ جيشنا الغالي، الذي أقحمه البعض مبكرا في ميدان ساس يسوس، بحجة ورطة حرب الصحراء.
أما إقدام موظف سام في هرم النظام القائم المدعو الكنتي على التعريض بولاية برمتها في سياق تناوله لتجربة حزب تواصل، فهذا أمر أقل ما ينبغي أن يتبعه مباشرة الإقالة مع الاعتذار الرسمي لموقعه الوظيفي الحساس.
أما حالة الإطار المسمى في عنوان مقالي هذا فهي مثال للحيف الملفت للانتباه باختصار شديد.
أداء ملموس ايجابي مسؤول على مستوى دائرته الخاصة، المذرذره، وبلدية الخط بوجه أخص، مع بذل الغالي والنفيس، من الوقت والجهد والوسائل المتاحة، وعند كل مناسبة عامة أو خاصة.ومع ذلك ظل محمد فال ولد محمد باب يعانى من التهميش والتجاهل في موقعه الوظيفي ومسرحه الحزبي والسياسي، مما يصعب تجرعه وصبره، إلا بشق الأنفس، كما يقال في المثل العربي المتداول.
فرغم الكفاءة والمسالمة وحسن الخلق والأداء يستمر تهميش جمع من أطر “الخالفه الكحله” بوجه خاص و”زنبتى” بوجه أخص، واترارزه عموما، على منحى دعائي مغرض مغلوط، يترصد تقريبا كل إطار ذي بال منحدر من ولاية اترارزه، بأسلوب إعلامي دعائي ظالم هش مكشوف، تبنته ضمنيا الحكومات المتعاقبة بصورة متفاوتة، كرست نفس المسار، منذو إزاحة نظام الراحل رحمه الله المختار ولد داداه، يوم العاشر من تموز يوليو 1978.
وللتذكير المهندس الشاب المذكور نموذجا محمد فال ولد محمد باب ولد حيمده من رجالات الحزب الحاكم في دائرته، كما أشرت سالفا، إلا أن الحيف والإقصاء سواء ضد أطر الموالاة أو غيرها، لا يخدم الصالح العام، سواء تعلق هذا الصالح العام المشترك المنشود بإلحاح بالدولة عموما أو النظام المتحكم على وجه أخص.
هذا الوضع من الأجدر مراجعته بسرعة.
فاترارزه ولاية حدودية وحكمها انتخابيا، من طرف حزب معارض، على مستوى ممثلى عاصمتها روصو، مظهر ديمقراطي جيد، لكنه تعبير بالغ عميق عن الامتعاض يستحق التأمل بموضوعية وسرعة.